إعلان

بالفن والألوان.. دوريس تساعد الأطفال على التعافي من الإساءات

01:16 م الجمعة 11 سبتمبر 2020

مؤسسة شخبوطة للعلاج بالفن

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

صدفة بحتة جمعت دوريس خزام بذلك الطريق؛ فعقب تخرجها في كلية الفنون الجميلة بدأت العمل كمُعلمة في إحدى المدارس، كانت أوقات الرسم رفقة الأطفال طيبة "لكن مكنتش أعرف إن فيه حاجة اسمها علاج بالفن"، أدركت ذلك حينما أخبرتها إحدى الأمهات أن ابنتها التي عانت من حادث أليم تحسنت كثيرا منذ تبنّت دوريس موهبتها "كانت الحادثة سايبة أثر في جسمها ومش قادرة تحكي فكانت بتعبر بالرسم"، بعد ذلك قررت دوريس أن يكون الفن منهجها لمساعدة الأطفال.

مطلع عام 2014، سافرت دوريس إلى الدنمارك، تحمل هدفا وحيدا "إني أدرس العلاج بالفن وأكون متخصصة في الإساءات اللي بيتعرض لها الأطفال"، بعد عودتها كرّست جهودها للتنقيب عن الأطفال في عدة محافظات؛ القاهرة، الجيزة، المنيا والاسكندرية وغيرها، تعاونت مع عدة مؤسسات منها اليونيسيف ومؤسسة جذور والهيئة المسيحية الكاثوليكية، حتى تكلل المشوار بمؤسسة "شخبوطة"، أنشأتها دوريس قبل حوالي عام لنفس الغرض، يعمل برفقتها خمسة آخرون بين متخصصين نفسيين وفنانين.

طاف متطوعو مؤسسة "شخبوطة" مناطق مختلفة "ساعات بنكون تبع جهات وأحيانا بننزل الشارع لوحدنا"، تصطحب دوريس ألوانها وأوراقها لأطفال المنطقة التي يزورونها، يتحدثون للأهالي عما يفعلونه "ساعات بيخافوا مننا"، لكن ما أن يتابعون ابتهاج أبنائهم بالرسم يتبدد القلق "فيه أولاد بيشوفوا الألوان لأول مرة وبيمسكوا فرشة لأول مرة"، ما أن ترى دوريس تلك البسمة على وجوههم حتى يختفي التعب، غير أنها لا تنسى مواقف أخرى ثقيلة.

"في النهاية دورنا نخلي الولاد يحكوا بالفن مشاكلهم"، لذلك كثيرا ما رأت الشابة أشكالا مُزعجة على الورق "فيه طفلة عندها 10 سنين رسمت أعضاء تناسلية"، سألتها دوريس عن ذلك "فقالتلي إن فُلان بيعتدي عليها بس بطريقتها الطفولية وبكلام بسيط"، تتعرض صاحبة المؤسسة لتلك المواقف، فلا يكون منها إلا سؤال الأهل عن الشخص الذي ذكره الطفل "المشكلة إن معظمهم بيقول دا عم الولد أو خاله أو أخوه"، وفيما يحاول البعض استيعاب الصدمة، هدد آخرون دوريس ومن معها مرارا.

لا تنسى دوريس حين كشّر أحد الآباء لها عن أنيابه "ورفع عليا مسدس عشان مبلغش إن بنته اتعرضت لاعتداء من عمها"، لا تجنح الشابة للعنف أبدا "بالعكس بنحاول نفهم الأهل واحدة واحدة"، وفي حال عدم قبول الأهل النصيحة "بنكون مصرين إن الولد ييجي عندنا المؤسسة نتابعه، على الأقل يكون عنده مساحة أمان".

لا يعتمد متطوعو "شخبوطة" على الرسم فقط، يستخدمون كل الوسائل الفنية المتاحة ليحكي الأطفال "من الأراجوز مرورا بالألعاب الحركية ولحد قعدة الحكي والتعارف اللي بنعملها"، يعلمون الأطفال معنى الاعتداء الجسدي، وما هي المساحة الشخصية "وبنعلم الأمهات يفهموا أطفالهم ويتابعوهم"، يلقنون الصغار أيضا طرقا بسيطة للتعامل وقت الاعتداء "بنديهم صفارة وبنقولهم لو حد عمل كذا استخدموها وحاجات تانية"، ورغم الضغط الذي تتعرض له دوريس خلال العمل، إلا أنها تجد استجابة تسرها من بعض الأهالي.

تتذكر دوريس جيدا أم لطفلين "جوزها كان بيعتدي على ابنها وبنتها"، عندما واجهتها دوريس بذلك "اتصدمت صحيح بس طلبت الطلاق من جوزها ونفدت بولادها وبتحاول تعالجهم وتتعالج".

لا تُركز مؤسسة شخبوطة على الأطفال فقط "بندرب مراهقات أيضا"، وفي فترة ما قبل كورونا ركزت برامجهم على الأمهات والآباء، خلال الأشهر الماضية لم تتوقف أنشطة المؤسسة تماما "فيه جزء من الجلسات بقى أونلاين"، وفيما تبدأ "شخبوطة" العودة لسابق عهدها، تتوسع رقعة انتشارها لتشمل الأطفال اللاجئين في مختلف المحافظات المصرية.

فيديو قد يعجبك: