إعلان

كوميديانات مصر (1)- سناء يونس.. شخصيات و"إيفيهات" لا تُنسى (بروفايل)

12:01 ص الأحد 14 يونيو 2020

الفنانة سناء يونس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

يوميًا كانت الفنانة "سناء يونس" قبل احتراف التمثيل، تسافر من الزقازيق إلى القاهرة وتعود مرة أخرى في المساء، خلال فترة دراستها بكلية الآداب جامعة عين شمس، كونها لا تقدر على العيش في العاصمة، لم تكن تلك المشقة من أجل تحصيل الدروس، لكنها الرغبة في دخول عالم الفن، اندفعت إلى مسرح الجامعة لتصبح من أبرز الوجوه في المسابقات المختلفة، قبل أن يدفعها القدر إلى الالتحاق بمسرح التلفزيون كبداية لمسيرة كبيرة لواحدة من أشهر "كوميديانات" مصر.

كان لمسرح التلفزيون في الستينيات قيمة كبيرة، يسعى الجميع للانضمام إلى فرقه المختلفة، حاولت "يونس" المشاركة في أعماله، ذهبت إلى المخرج الكبير السيد بدير، مسؤول مسرح التلفزيون حينذا، بحكم معرفة سابقة " هو صاحب فضل كبير عليا، وبعتبره أبويا الروحي والفني" كما ذكرت الفنانة الكبيرة في لقاء تلفزيوني، أخبرها أن الفرق لا تقبل إلا الخريجين، لكن بعد فترة من الوقت تواصل معها "عشان بيعملوا فرقة جديدة، بس قالي امتحني الأول لو نجحتي ربنا يكرمك" لم تُفلت الفرصة، تقدمت إلى لجان التحكيم، وخلال فترة وجيزة علمت بنجاحها "الدفعة دي كان فيها محمود يس، ومحمد نوح، وعدد كبير من الممثلين اللي أصبحوا نجوم بعد كدا".

منذ الوهلة الأولى، تمكنت "يونس" من وضع بصمة خاصة لها في المسرح، قدمت في البداية أعمال جادة بعيدًا عن الكوميدي مثل "مسرحية الغول" و"ليلي والمجنون" و"روميو وجانيت" قبل أن تنطلق في عالم الكوميديا بأفلام ومسلسلات ومسرحيات مميزة، حافظت خلال تلك الخطوات على الاختيارات الجيدة "بقيت أشتغل الأعمال الكوميدية الراقية بس، بدون الاستخفاف بالناس زي سك على بناتك" المسرحية التي أشارت إليها في لقاء إذاعي، هي واحدة من الأعمال التي بقت في ذاكرة الجمهور وظلت "الإيفيهات" الخاصة بها تتردد حتى الآن على مواقع التواصل الاجتماعي.

التعاون مع الفنان الكبير فؤاد المهندس وضع "يونس" في مساحة جديدة من الكوميديا، تعرفت على يديه على طقوس المسرح، ساعدها في الخروج أمام الجمهور بأفضل صورة، وأتاح لها الفرصة من خلال الشخصيات التي رُشحت لها في الحصول على أكبر جرعة من الكوميديا "أنا مدينة له بنجاحي، علمني حاجات كتير، إن المسرح مكان مقدس، لازم نيجي بدري عشان نعيش جو المسرحية" شاركت معه أيضًا في مسرحية "هالة حبيبتي" قبل أن ينفصلا فنيًا "الناس بقيت تشوفني في الشارع تسألني ليه مش بنشوفك في عمل جديد مع عمو فؤاد، من كتر ارتباطهم بينا سوا".

أخلصت الفنانة الكبيرة للكوميديا، رفضت الكثير من الأعمال غير الجيدة حتى تحافظ على ما قدمته في مسيرتها "حظي قليل مع الأعمال الجيدة، دايمًا بتوصلي بعد وقت طويل" فيما ركزت في طريقة أداء الأدوار على الالتحام مع طبيعة الشخصية والإمساك بخيوطها جيدًا، والبحث عن مصادر الضحك العفوي منها "ولازم يكون الضحك من خلال الموقف" دفعها ذلك إلى مساحة التميز إلى التلقائية التي يُحبها الجمهور فاشتهرت الجمُل التي تذكرها في أعمالها الفنية التي وصلت إلى 188 عمل فني من أفلام ومسرحيات ومسلسلات مثل "كيد النسا، احتجاج، الزوجة أول من يعلم، الوجه الآخر، الأرض الطيبة، بين السرايات" ودورها البسيط البديع في "الدنيا على جناح يمامة" أمام النجم محمود عبدالعزيز.

بجانب شهرتها كـ "كوميديانة" حاولت "يونس" تقديم أعمال مغايرة عن المعتاد، فعلت ذلك في شخصية "كوثر" بمسلسل "باقي من الزمن ساعة" في بداية الثمانينات "المخرج هاني لاشين شافني في شكل مختلف تماما عن اللي قدمته قبل كدا" تكرر الأمر حينما تواصل معها المخرج الكبير إسماعيل عبدالحافظ للمشاركة في مسلسله "شارع المواردي" رشحها لتأدية دور زينب "لما بدأنا تصوير كان بيقول للزملاء إنه مفاجأة بالنسباله مكنش متوقع أدائي".

غابت "يونس" لفترة عن الشاشة "عملت هدنة مع نفسي" قبل أن تعود في مسلسل "ضمير آبلة حكمت" مع النجمة فاتن حمامة "طبعًا مش هلاقي دور أحسن من كدا مع فاتن وأسامة أنور عكاشة وإنعام محمد علي" وخلال فترة الألفينيات قدمت العديد من الأعمال مع النجوم الشباب مثل "اوعى وشك" و"حرب اطاليا" و"أحلام عمرنا" بجانب ظهورها في فيلم "إسكندرية نيويورك" للمخرج الكبير يوسف شاهين، قبل أن تتوفى في مايو عام 2006 بعد صراع مع المرض تاركة تِركة مميزة من البهجة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان