إعلان

حكاية ديربي (4)- أرسنال وتوتنهام.. صراع بدأ بـ"مؤامرة" واستتب بـ"مدفع"

10:46 م الأحد 20 ديسمبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

ابتدع الإنجليز كرة القدم على شكلها الحالي، فيما تعرف المنافسات بين فرقهم حماسًا كبيرًا، هو الدوري الأقوى في العالم، ومن الأعنف جماهيريًا، ميراث كبير من الكراهية يحمله ديربي شمال لندن، استفزازات، مؤامرات، ومدفع يصوبه أرسنال في وجه توتنهام، خصومة كبيرة في الملعب كما خارجه.

في 5 سبتمبر عام 1882، تأسس نادي "توتنهام هوتسبير"، في شمال العاصمة الإنجليزية لندن، على يد مجموعة فتيان من كنيسة "جميع الأقداس"، كان الفتيان أعضاءًا في نادي هوتسبير للكريكت، فأطلقوا على النادي اسم "هوتسبير لكرة القدم"، ليتغير الاسم في العام 1884 إلى نادي "توتنهام هوتسبير"، للتفرقة بينه ونادي آخرى كان يدعى لندن هوتسبير.

بعد 4 سنوات فقط، كانت إنجلترا على موعد مع تأسيس نادي أرسنال. في العام 1886 تأسس على يد مجموعة من العمال، كانوا يعملوا في سكة الحديد المعروفة باسم "تحت الأرض"، لكن تسببت العزلة الجغرافية للنادي إلى انخفاض نسبة مشاهدي مبارياته ومشجعيه، وإفلاسه في الأخير، قبل أن يتقدم رجل الأعمال هنري نوريس ووليام هول لشرائه في العام 1910، وينقل النادي من موقعه الجغرافي إلى شمال لندن على بعد أميال قليلة من "توتنهام"، لجذب مشجعين للنادي من شمال لندن المكتظ بالسكان، لتبدأ فصول ديربي الكراهية بين توتنهام وأرسنال.

ما كان يتحسب له جمهور توتنهام، وقع بالفعل، على الأقل في ذاكرتهم التاريخية وشعاراتهم، نجح أرسنال في جذب المزيد من مشجعي توتنهام، قبل أن يسقطه لدوري الدرجة الثانية، ويصعد بدلًا منه، بـ"مؤامرة 1919"، كما يطلق عليها جمهور توتنهام.

في ذاك العام، الذي يتردد ذكراه في مدرجات توتنهام مع كل منافسة تجمع الفريقين، قرر الاتحاد الإنجليزي زيادة عدد فرق دوري الدرجة الأولى من 20 إلى 22 فريقًا، وبينما كان تشيلسي في المركز الـ19 وتوتنهم في الـ20، تم تصعيد فريقين من الدرجة الثانية وهما دربي كاونتي وبريستون، لكن جاءت المفاجأة الكبرى بتصعيد أرسنال صاحب المركز الخامس في دوري الدرجة الثانية، على حساب توتنهام صاحب المركز الأخير في دوري الدرجة الأولى، ليتهم جمهور توتنهام رجل الأعمال نوريس بتدبير المؤامرة لإسقاط فريقهم، ويرددوا على مدار السنوات وتعاقب الأجيال: "هو نفسه أرسنال القديم، هو نفسه الغشاش!".

في موسم 1998/ 1999، جاءت فرصة أمام توتنهام للانتقام من أرسنال، حيث كان الصراع على أشده بين مانشستر يونايتد وأرسنال على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وبينما يُنتظر الحسم في المباراة الأخيرة التي تجمع مانشستر يونايتد بتوتنهام، وسط آمال أرسنالية معلقة على أقدام لاعبي توتنهام والتي تقدمت بهدف دون رد، أحبط ما عرف وقتها بتخاذل توتنهام أمام مانشستر يونايتد كل الآمال الأرسنالية، حيث سمح توتنهام لمانشستر يونايتد بتعديل النتيجة ثم الفوز بالمباراة واللقب بفارق نقطة واحدة عن أرسنال، لكن بعد 4 سنوات جاء رد أرسنال قويًا كضربة المدفع، قامت إدارة أرسنال بتغيير شعار النادي، صوبت فوهة المدفع المرسوم على علم أرسنال تجاه اليمين بدلًا من اليسار، تجاه ملعب "وايت هارت لين"، وهو ما أثار غضب جمهور توتنهام، وإلى الآن.

لم يخف ذاك التنافس سخونة ليوم واحد. يصاب لاعبي توتنهام بالتسمم قبل مباراة مصيرية تضمن له الصعود إلى دوري أبطال أوروبا، فيخسر، وتكيل جماهير توتنهام الاتهامات لنادي أرسنال وطباخ الفندق بتدبير هذا الفخ. يلتقي الفريقين على ملعب أرسنال، فيطلق جماهيره في وجه مشجعي توتنهام إشارات لمحرقة هتلر لليهود. ينتقل قائد فريق توتنهام سول كامبل إلى أرسنال، ويفوز معه بدوري اللاهزيمة في معقل توتنهام، فيلصق به جمهور توتنهام لقب: "يهوذا".. عداء شرس لم يوقفه قوانين صارمة يفرضها الاتحاد الإنجليزي على المخالفين، ولا يُظن أنه قادر.

فيديو قد يعجبك: