إعلان

المراقبة الأخيرة.. "سامية" تشارك في انتخابات البرلمان قبل المعاش

08:29 م الأحد 08 نوفمبر 2020

رئيسية انتخابات اليوم الثاني لمجلس النواب (3)

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

رغم ما أصابها من كسر في ذراعها الأيمن لكنها لم ترغب في الإعتذار عن المشاركة في المراقبة على انتخابات البرلمان. ٣٦ عامًا تتواجد سامية جمال الدين ضمن موظفي هيئة قضايا الدولة المنتدبين في الاستحقاقات المصرية، لكن هذه المرة ما كان لها أن تفوتها "خلاص خارجة معاش أول السنة الجاية" مبتسمة تقول السيدة المقبلة على الستين.

ساعات ويغلق باب الاقتراع لليوم الثاني في المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب ٢٠٢٠، فيما تستكمل سامية ورفاقها الخمسة المهمة، يتولون فرز الأصوات تحت الإشراف الرئيسي للقاضي المسؤول عن اللجنة، وذلك أصعب أيام الانتخابات كما تصف السيدة.

تضطر سامية، اليوم، للغياب عن منزلها لساعات أطول من المعتاد، غير أن هذا لم يعد يهم، لعلها المرة الأخيرة التي تشهد فيها فتح الصناديق.

١ (1)

عند سامية تبدأ وتنتهي عملية التصويت؛ تجلس السيدة على مدخل اللجنة تستقبل الناخبين في مدرسة رُقي الإرشاد بمنطقة مصر القديمة، تتلقى بيدها اليسرى الهويات الشخصية وتسأل عن رقم الوافد في كشوف المصوتين كي تحيله إلى زملائها المشرفين، تعرف السيدة ما بحوذة رفاقها من أرقام فتصبح دورية الاقتراع أسرع، ثم تتأكد من حصول الناخب على ورقتي التصويت، بعدها توجهه لوضع كل منها في مكانها "عشان مافيش حد ياخد ورقة ولا يحط الاتنين في صندوق واحد".

تتذكر الموظفة في هيئة قضايا الدولة تاريخ تواجدها كمراقبة داخل لجان الاقتراع للمرة الأولى " كان سنة ١٩٨٤ انتخابات مجلس النواب برضه". اختلف الحال كثيرًا اليوم كما تقول "الناس بقى عندها وعي أكتر وبتنزل تنتخب بالبطاقة الشخصية فده يخلي مفيش احتمالية للتزوير"، إلا أنها في الوقت ذاته تستنكر العديد من المواقف التي شهدتها من قبل الناخبين.

٢ (1)

تذكر سامية أحد المشاركين في التصويت أثناء الاستفتاء على الدستور ٢٠١٩ "جاي وعايز ينتخب السيسي". ورغم محاولة السيدة التوضيح له، لكنها تفاجأت به يحضر الأمن بينما يخبرهم "مش عايزاني انتخب". تبتسم السيدة الخمسينية بينما تواصل التأكيد على الناخبات الوافدات ألا يعطونها سوى الهوية الشخصية وليس البطةقات الخاصة بالمرشحين التي يحملوها.

عايشت موظفة هيئة قضايا الدولة الكثير خلال الاستحقاقات، لكنها لا تنسى عام ٢٠١٤، أثناء انتخابات الرئاسة، وقتها كانت تراقب في منطقة السيدة زينب، لتجد وافر من الاتصالات تنهال عليها من أسرتها "كان في قنبلة بين المدرسة اللي كنت فيها والمدرسة اللي جنبها. الأمن ابطلها وأحنا ما عرفناش غير لما لقينا أهلنا بيطمنوا علينا".

لا تجد سامية في المراقبة على الانتخابات أكثر من كونه "شغل وبعمله"، ومع هذا تندمج مع ما يحدث، فرغم أنها لن تتمكن من الانتخاب هذه المرة "عشان في البرلمان دايرتي مختلفة عن الدائرة اللي براقب فيها"، لكنها تعرف المرشحين في منطقتها، علمت عنهم كما استراحت لعدم التصويت "للأسف مافيش حد فيهم يستحق" كما تقول.

شهور تفصل بين سامية وخروجها من الخدمة في هيئة قضايا الدولة، تعود السيدة بعدها بين صفوف الناخبين "إلا لو اتعملت انتخابات محليات وأنا في الشغل لسه هتبقى آخر حاجة ليا"، غير أن نفسها تخبرها بوضع النهاية مع غلق باب اقتراع مجلس النواب، اليوم، فيما تأمل بفتح باب آخر من التفرغ لتحقيق رغبتها في التواجد بين الحجيج العام المقبل.

فيديو قد يعجبك: