إعلان

للأطفال... مسيرة جمال حمدان في "كوميكس" بمعرض الكتاب

02:42 م الثلاثاء 14 يناير 2020

مسيرة جمال حمدان في كوميكس بمعرض الكتاب

كتب- محمد زكريا:

للعام 2020، اُخْتِير، جمال حمدان، شخصية العام لمعرض القاهرة الدولي للكتاب. هو أحد أعلام الجغرافيا في القرن العشرين، لكن هناك تحديًا يبرز أمام الهيئة المصرية العامة للكتاب: كيف تصل سيرة المفكر للأطفال؟ كان السؤال مطروحًا على عقل المؤلف هيثم السيد، عضو لجنة الطفل للدورة الـ51، ليُقدم الإجابة في كتاب، بسّط فيه مسيرة حمدان بـ"كوميكس".

فوجئ صاحب الـ36 عاما باختياره عضوا في لجنة الطفل، ليقترح على الهيئة المصرية العامة تقديم كتاب مبسط لهم، وكان أول ما بادر عقله شخصية العام المفكر جمال حمدان، ليؤلف كتابا يستعرض سيرته الذاتية في رسوم بريشة أحمد جعيصة "عشان الطفل لما يدخل معرض الكتاب، ويسأل مين جمال حمدان ده؟ يلاقي إجابه بشكل مبسط وممتع".

عندما عرض السيد فكرة الكتاب، سأله الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، عما يحتاجه من الوقت لإنجاز المهمة، فاقترح المؤلف 40 يوما، ليُنهي الكتاب في 55 يوما، 25 للكتابة وشهر للرسوم والإخراج، فيما لم يكن الوقت هو معضلة الكاتب، بقدر "التكنيك، اللي هيتقدم به الكتاب لجيل سريع، بيزهق والصورة بالنسبة له أهم من المكتوب"، كان التحدي "إن الأطفال يعرفوا مين هو جمال حمدان، بشكل غير نمطي. كان السؤال: إزاي الطفل يمسك الكتاب من الجلدة للجلدة؟".

اختار السيد أن يحكي الحدوتة داخل حدوتة، فأطلق على الكتاب اسم "المهنة جغرافي"، واختار لبطولته طفلا عمره 15 عاما، يدخل في خلاف مع والده، خلاف من الذي نعرفه بصراع الأجيال، فيه يدافع الأب عن القراءة من الكتاب التقليدي، بينما الطفل منغمس في التكنولوجيا، ليطلب بطل الحدوتة من الأب تمويلا ماديا يؤهله في فن "الأنيميشن"، قبل أن يعود إليه مقدما له "نظارة الواقع الافتراضي"، ومطالبا إياه بخوض التجربة التكنولوجية، والتي يجد الأب نفسه من خلالها جزءًا من تاريخ وعوالم قرأ عنها في الورق، كأن يجد الوالد نفسه بصحبة والدة الملكة إليزابيث، أو رفيقا لوالد جمال حمدان في رحلة يحكي له فيها عن ابنه.

كان هذا في نظر السيد مدخلا ميسرا للأطفال إلى سيرة المفكر الراحل، وهو جغرافي مصري، ولد في 4 فبراير 1928 بقرية ناي بمحافظة القليوبية، تخرج في كلية الآداب، قسم الجغرافيا بجامعة القاهرة 1948، ثم سافر في منحة إلى بريطانيا، فيما قدم نحو 29 كتابا، وتعد شخصية مصر أشهر مؤلفاته، كما حصل على جوائز عديدة، منها الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية 1959، والدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية 1986، وجائزة التقدم العلمي بالكويت 1986.

كتب السيد للأطفال 3 روايات وقصتين قصيرتين، وأخيرا "المهنة جغرافي"، رغم ذلك يرى ندرة في توافر الكتب الموجهة للأطفال، وبخاصة تلك التي تتناول "شخصيات مصرية مرموقة، كيوسف شاهين وأم كلثوم ولطيفة الزيات وأنور السادات"، ولديه رؤية وتحليل لأسباب المشكلة، ووجه من حلها.

أولى المشكلات يلخصها في عدم اهتمام دور النشر بأدب الطفل، والسعي نحو اكتشاف كُتاب جدد، والثانية يُرجعها لارتفاع أسعار كتب الأطفال "معرض الكتاب السنة اللي فاتت كان فيه كتاب أطفال بـ200 جنيه.. ومجلة قطر الندى اللي كانت بجنيه بقيت بـ3 جنيه"، والثالثة في عدم تنظيم مصر لجوائز قوية تُشجع كتاب جدد على خوض المغامرة، والرابعة يُعلقها في ضعف التسويق لكتب الأطفال، والخامسة يرجعها إلى فجوة في تبسيط العلوم إلى الأطفال.

بينما يجد الحل في التدخل الحكومي لحل الأزمة، قاصدا مشروعًا قوميًا يجني المجتمع ثماره بعد سنوات، ضاربا المثل بمشروع "القراءة للجميع"، والذي يرجع له الفضل في تنشئته الثقافية وتشكيل وجدانه.

كما يتمنى لو يستكمل مشروعه في خدمة الأطفال، آملا تكملة سلسلة على غرار "المهنة جغرافي"، كـ"المهنة كيميائي" للدكتور أحمد زويل، و"المهنة رياضي" عن محمد صلاح، والمهنة فيزيائي"... مصر عامرة في نظره بالمواهب.

فيديو قد يعجبك: