إعلان

بين الأزمة الاقتصادية والتظاهرات.. كيف عايش مصري ما يجري في السودان؟

08:31 م الخميس 11 أبريل 2019

احتجاجات السودان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

أول أمس حسم وائل علي أمره، ذهب ليحجز تذاكر العودة من السودان إلى القاهرة بعدما ارتفعت نسبة التوتر في العاصمة الخرطوم. كان قلبه يدق بعنف "دعيت كتير إني آجي قبل ما يحصل حاجة والطرق تتقفل"، وجد رحلة عائدة صباح أمس فلم يفكر كثيرا، وبعد رجوعه بساعات تنحّى الرئيس عمر البشير "والأمور اتقلبت بشكل كبير".

قبل 4 أشهر اندلعت تظاهرات السودان، احتجاجا على ارتفاع الأسعار ونقص السيولة المالية، لكنها تطورت لاحتجاجات ضد وجود البشير في الحكم. وقبل حوالي أسبوع اعتصم المتظاهرون في محيط قيادة الجيش السوداني، حتى أعلن وزير الدفاع عوض بن عوف في بيان على التليفزيون الرسمي، اعتقال البشير وتشكيل مجلس عسكري لقيادة الدولة مُدة عامين، كما تم تعطيل الدستور وفرض حالة الطوارئ لثلاثة أشهر.

ص 1

قبل 14 عاما استقر علي في السودان، عمل كموظف في شركة دعاية وإعلان، لم يعانِ الأب الثلاثيني من أزمات، حتى انه اصطحب زوجته لتعيش معه هناك "كان الاقتصاد كويس جدا والمصريين عموما ليهم فرص عمل حلوة"، لكن الأمر انحدر حتى وصل ذروته قبل سنتين مع وجود أزمة مالية، وقتها اضطر لإعادة أسرته إلى مصر.

عايش علي تظاهرات السودان منذ اليوم الأول، نأى بنفسه عنها "هناك النظام ممكن يعمل أي حاجة، فكنت بخاف على أمني"، لكن ما يحدث وصله عبر زملائه، فكان له رأي فيما يجري "كنت شايف إنه التظاهر كام ساعة كل يوم دي مش هتعمل حاجة"، أخبر أصدقائه بذلك مرارا، لم يراوده شك في قوة تحمل نظام البشير، إذ رأى بعينيه كيف يسيطر على الأرض "مكانش بس عنده شرطة قوية، كان فيه ميليشيات تابعة للنظام".

مع بداية التظاهرات لم يفكر علي في العودة، لطالما استقبل قلق أسرته عليه بهدوء، لم يكن يمر يوم دون سماع كلمة "انزل كفاية كدة"، لكن الخوف طرق بابه حينما بدأ الاعتصام "كانت كل السيناريوهات اللي في بالي سيئة"، بين الفض بالقوة وإحباط مطالب المتواجدين دار عقل علي "عشان كدة كان لازم أرجع"، رسم تفاصيل ما يمكن حدوثه.

"الناس هناك استحملت كتير.. هما اتأخروا في إعلان اعتراضهم على اللي بيحصل". لمس علي جزءً من الأزمة الاقتصادية "الحاجات أسعارها كانت ممكن تعلى 15% بين يوم وليلة". لم تكن تلك المشكلة الوحيدة، فعدم وجود سيولة نقدية في البنوك كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير "كنا ممكن نقف في طابور طويل عشان نسحب 2000 جنيه وده الحد الأقصى للشخص في اليوم"، إذ منعت البنوك صرف النقود منذ اكثر من أسبوعين على إثر الأزمة الاقتصادية "دة كان ضاغط على الناس كلها بما فيهم أنا لأن مرتبي بالعملة السودانية".

في ظل الأزمة المالية، لم يسلم علي وغيره من استغلال البعض للظروف، نشطت السوق السوداء وباتت العملة ذات قيمة متغيرة؛ فإذا ما كانت شيكا نقديا ترتفع قيمتها "عشان صعوبة الصرف من البنك" عكس الأمر حينما تكون أموالا سائلة، استمر الأمر كذك عدة أشهر، فيما اضطرت الشركة التي يعمل فيها لإغلاق أحد فرعييها في السودان لتقليص النفقات. لم ينقذ علي من المحنة سوى كونه مصريا "كانت مرتباتنا أعلى كناس من خارج البلد، لكن أهل السودان هما أكتر ناس اتأثروا فعلا".

عبر الانترنت يتابع علي الأحداث بعد رحيل البشير، يرصد فرحة أصدقائه بين التقاط الصور ونشرها، والحديث عن أحلامهم، غير أن خليط من المشاعر يعتمل داخله "مبسوط عشانهم بس في نفس الوقت قلقان من اللي جاي في البلد"، لا يرتبط الأمر فقط بالشأن العام، فعودة الأب لثلاثة أطفال لمصر استلزمت توقفه عن العمل مؤقتا، بينما لا يعرف متى سيرجع للدولة الشقيقة ليستأنف وظيفته، فقط يراقب ما سيجري منتظرا وضوح الرؤية.

فيديو قد يعجبك: