إعلان

"ملوش مراجع بالعربي".. "فرح" تقدم حلقات عن الأنثروبولوجي على "يوتيوب"

02:15 م الأحد 24 نوفمبر 2019

فرح تقدم علم الأنثروبولوجي باللغة العربي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

"أنا في ثانوية عامة وبعد الحلقة بفكر أدرس أنثروبولوجي"، لم يكن مجرد تعليق دُون أسفل حلقات "فرح حلبة" عن علم الأنثروبولوجي باللغة العربية، تركت الجملة أثرًا عميقًا في وجدان الفتاة العشرينية، شعرت بأنها أهدت شخصًا الطريق كما كانت تتمنى لنفسها "لو كنت أعرف عن العلم ده من زمان كان هيبقى مجال دراستي، لكن ملحوقة".

درست فرح العلوم السياسية بإحدى جامعات أسطنبول، ظل بداخلها شغف تجاه عالم لم تهتدِ لاسمه بعد، أحّبت أن تستأنف دراستها في ذلك المجال "كنت دايمًا بحوّش عشان أسافر أماكن اتعرف فيها على ثقافات مختلفة، يعني حتى في وأنا في تركيا مكنتش بروح الأماكن السياحية لكن كنت بزور أماكن في الجنوب فيها أعراق وثقافات متنوعة".

أتممت الفتاة العشرينية دراستها الجامعية في تركيا ثم عادت إلى مصر قضت فيها عام كامل "اتعرفت أكتر على أصدقاء بيشتغلوا على قصص وثائقية بشكل بصري"، ومع كل مرة تتعرف على قصة جديدة يتجدد شغفها لذلك العالم، وخلال بحثها على مجال لإكمال دراستها عثرت على منحة في جامعة "كنت" البريطانية لدراسة Social and Visual Anthropology "حسيت إن هو ده اللي بدور عليه" وقد كان.

1

لفرح تعريف بسيط لعلم الأنثروبولوجي "هو العلم اللي بيهتم بحياة الفرد كتجربة خاصة وبمشاعره، ومش إنه بس بيحاول يدرس السكان الأصليين أو اللي لسية حياتهم بدائية، لكن له علاقة بالحاضر وبيساعدنا إزاي نفهم تصرفات الناس بشكل ثقافي".

في سبتمبر الماضي كان لفرح نصيبًا من اسمها، تحقق الحُلم داخل الجامعة البريطانية وببدأت دراسة علم الأنثروبولوجي، ومع كل محاضرة وقراءة كتاب مختص يُبعث الشغف من جديد بداخلها، وبداخل دفتر الملاحظات تدون الأفكار والقصص التي ألهمتها فيما لا تزال تتذكر أصدقاؤها في مصر "بيشتغلوا بنفس الطريقة بس يمكن مش عارفين إن اللي بيعملوه ده أنثروبولوجي ووجود المصادر بالإنجليزي بتخليهم ميقدروش يتعرفوا عليه أكتر".

مسئولية ما شعرت فرح بأنها تتحملها "ليه متكلمش عن اللي بتعلمه وأوصله للي مهتم؟"، دّق السؤال في عقلها "خصوصًا إني بعرف اللغتين"، ومن هنا كانت حكاية "أنثروبولوجي بالعربي"، وضعت هاتفها أمامها وبدأت أول حلقاتها تتحدث عن العلم الذي يتماس مع حياتنا جميعًا، وفي خمس دقائق أخرجت بعض مما يدور في عقلها.

بإمكانات بسيطة صدرت أول حلقة من "أنثروبولوجي بالعربي"، لكن عدد المشاهدات والتعليقات كانت كبيرة بالنسبة لتوقعات فرح، قرابة خمسة آلاف شخصًا شاهد الحلقة فيما انهالت عليها تعليقات مُرحبة بالفكرة "أغلبهم كتب إنه من زمان نفسي يتعرف على العالم ده لكن مش قادر بسبب إن ملوش مصادر بالعربي".

ظل الأنثروبولوجي لفترة علم مُتحّفظ عليه في العالم العربي "عشان هو كان له علاقة بالاحتلال، فكرة إن ناس بتيجي تدرس ثقافتنا عشان يعرفوا يستعمروا البلد دي إزاي"، حتى حدث ثورة في العلم نفسه "اتغير مفاهيم كتير فيه، ومبقاش حتى مقتصر بس على إننا بندرس ناس بدائيين عايشين في غابة، لكن ممكن تسافر أي مكان وتدرس فئة معينة بيجمعها ثقافة واحدة".

صارت كل معلومة جديدة تتلقاها فرح من الكتب والمحاضرات فكرة لحلقلة، تُخرج من حقيبتها مفكرة صغيرة وتدون رؤوس عناوين "لحد دلوقتي معايا 12 فكرة"، وحين تستقر على الفكرة تبدأ في تصويرها.

2

محبة كبيرة حاوطت فرح منذ أطلقت أولى حلقاتها، تجلت في التعليقات وكذلك كان لجامعتها تعقيبًا عما تقدمه "اتبسطوا إن في حد مهتم يوصل العلم للعالم العربي، فقرروا يدوني معدات لتحسين جودة الحلقة، زي ترايبود للموبايل ووحدة إضاءة ومايك"، فيما كُتب عن سلسلة حلقاتها في المجلة الأسبوعية التي تصدرها الجامعة.

3

كان للمعدات أثرًا على الحلقة الثانية، باتت الجودة أفضل مما بدت عليه الأولى، فيما بدأت فرح تتعمق أكثر في شرح العلم وفروعه ولكن بطريقة مبسطة لا تخلو أيضًا من الروح الفكاهة في 7 دقائق، فتّحت الحلقة الثانية طرق مختلفة لفرح للتفكير في كيفية إنتاج الحلقات القادمة "لازم أفكر في تسويقها بشكل كويس عشان توصل لكل حد مهتم بالعلم".

4

لا تعتمد فرح على الحكي فقط في الحلقة، لكنها تهتم بالجزء البصري، فكلما تتحدث عن كتاب أو عالم أنثروبولوجي يقفز على الشاشة غلاف الكتاب أو صورته، كذلك حين تحدثت عن المصور الوثائقي المصري علي زرعي ومشاريعه البصرية عن ثقافات مختلفة في مصر كان لصوره مكانًا على الشاشة في حلقتها.

تعكف فرح حاليًا في التحضير للحلقة الثالثة، تفكر في كيفية تقديم مفهوم "المينالتي" خلالها بشكل بسيط، وهو المفهوم نفسه الذي قررت أن يكون محل مشروعها في نهاية الدراسة "هدرس الطبقية في مصر وإزاي في جيل حاليًا بيعاني لإنه ولا في طبقة متوسطة ولا طبقة عليا، حالة المرجحة بين حاجتين هو ده المينالتي"، دعمها المشرف على دراستها "لإن متعملش عن المفهوم ده قبل كدة أبحاث في مصر"، فيما تمنحها الكلمات مزيد من الحماس تجاه ذلك العالم "لإنه أسلوب حياة أكثر منه دراسة، واكتشفت بعد كل ده إني بعيش حياتي بعين الأنثروبولوجي".

فيديو قد يعجبك: