إعلان

من "المُحِبة" لآل البيت.. منى تقيم مَضيفة لسيدات مولد الحسين

07:47 م الأربعاء 02 يناير 2019

مضيفة من أجل النساء في مولد الحسين

كتابة وتصوير- شروق غنيم:

أتاها المدد؛ هكذا ظّنت منى محمد محسب بينما كانت تجوب مولد السيد البدوي بمحافظة طنطا، تحمل على عاتقها الطعام من القاهرة، تقدمه للمحتاجين والمُريدين كما تفعل في موالد أخرى، كان هذا قبل عشرة أعوام حين باغتها أحد الزائرين يُخبرها "إنتِ هتعملي خدمة على الباب في المولد".

 

توّلي ابنة سوهاج اهتمامًا بما يُقال لها في الموالد، تعتبره "رسالة من ربنا"، فما كان منها إلا أن شرعت في تنفيذ ذلك، مرّت على أصحاب فِراشة، طلبت منهم أن يقيموا لها خيمة فكانت مضيفة لسيدات مولد السيد البدوي.

 

1

من طنطا انطلقت منى، أخذت تطوف على شتّى الموالد كما اعتادت منذ صغرها، لكن هذه المرة وفي جعبتها مَضيفة مُقامة لأجل نساء الموالد، وهي عبارة عن خيمة توفر لهم مكانًا للمبيت وطعام طيلة أيام إقامة المولد وحتى الليلة الكبيرة، فيما تُقام بداخلها حلقات ذكر "في اللحظة دي بيكون في رجالة موجودة معانا تنشد".

2

أمام البوابة الخضراء لمُصلى السيدات بمسجد الحسين، اتخذت منى مستقرًا للمضيفة، تعلوها لافتة ترحيبية من "المحبة لآل البيت" إلى كل زوار أهل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم". داخل المكان تجلس السيدات بأريحية، من تُهدهد ابنها، أخرى تتناول طعامها، ثالثة في ملكوت خاص بها تذكر الله، بينما الباقيات يحتسين الشاي في انتظار الليلة الكبيرة.

قبل الخدمة كانت مهمة منى صعبة، تسافر للموالد المختلفة من إسكندرية وحتى مولد أبو الحسن الشاذلي غرب مدينة مرسى علم، لا تهدأ حركتها، تجوب على الوافدين للموالد تمنحهم المحبة والزاد، غير أن السكينة تُدرك قلبها رغم الصخب، لكن حين شرعت في إقامة مضيفة باتت مهمتها أصعب.

3

تحكي ابنة محافظة سوهاج عمّا لاقته من انتقادات "اتحاربت عشان أعمل مضيفة، ناس كتير تقولي إزاي واحدة ست تفرش في المكان ده، وإزاي واحدة ست تبقى هنا"، لكنها أكملت مهمتها "أنا بعمل كل ده لله، هو ميفرقش معاه اللي بيعمل راجل ولا ست، كمان الستات اللي بتيجي الموالد من حقها تلاقي مكان تقعد فيه".

داخل المضيفة كانت تجلس ليلى رِفقة سيدات أتوا من محافظات شتّى، لا تعرف منهن أحد سوى والدتها، لكن ابنة الثمانية عشر ربيعًا اعتادت على هذا الوضع منذ قدمت إلى مولد الحسين لأول مرة بينما لم تُكمل عامها الثالث عشر بعد.

4

"أمي بتحب تزور الحسين، كنت كل مولد من وأنا صغيرة اتحايل عليها تاخدني معاها"، في المولد تشعر ليلى بالألفة، وحين دلفت مضيفة منى زاد ذاك الشعور بداخلها "وّلفت على الستات اللي موجودين بسرعة". أقامت بالمضيفة عدة أيام، الليل من أجل مناجاة الله، وحلقات الذكر و"إني أتبارك بسيدنا الحسين"، وحين تنتهي تنام داخل المكان "الواحد بيحس إنه في بيته، ولا كإنه هيبات وسط أغراب أو هياكل معاهم، عشان كدة بحب مولد سيدنا الحسين وبحب أجيله".

5

ثمة شعور خاص يتملّك صاحبة المضيفة حين تأتي إلى مولد الحسين "كفاية إنه جدنا، وإني نازلة عشان أخدمه" فيما تمتلأ المضيفة عن آخرها في الليلة الأخيرة من المولد، لا تتململ من الزِحام فقط، بل تجد فيه هدوء "كفاية الناس الغريبة اللي جاية من آخر الدنيا يلاقوا مكان ينامو فيه وهما مطمنين".

فيديو قد يعجبك: