إعلان

"كلنا نطقنا الشهادة".. حكايات المصابين في حادث "قطار البدرشين" (صور)

12:04 م السبت 14 يوليو 2018

مستشفي الهرم

مها صلاح الدين وعبدالرحمن السيد:

على سرير معدني بالطابق الثالث بمستشفى الهرم التخصصي، نُقل إسحاق بطرس أحد ركاب قطار البدرشين بالجيزة الذي انقلب أمس، بعد إجراء الإسعافات الأولية له بقسم الطوارئ بالطابق الأرضي، آخر ما يتذكره الرجل الخمسيني الذي كان أحد ركاب العربة السابعة بالقطار "إحنا أول عربية اتقلبت، الشباب بدأ يخرج الركاب من العربية، ومحستش بنفسي بعدها إلا في المستشفى بعد ما فقت من الغيبوبة".

"إسحاق" المدير الإداري بالتربية والتعليم في محافظة قنا، كان عائدا إلى بلدته بعد زيارة عائلية لشقيقته بالقاهرة، استغرقت يومين، يحكي عن الحادث قائلا: "بعد تحرك القطار من محطة الجيزة بنصف الساعة وقع الحادث الذي تسبب له في جرح قطعي في الرأس وكدمات في الظهر "ربنا كان رحيم بينا أنا بعاني من ضيق في شرايين القلب، وكويس إني فقت من الغيبوبة".

"بطرس" كان ضمن 28 راكبا أصيبوا في حادث القطار ونقلوا إلى مستشفى الهرم التخصصي الذي يبعد 20 كيلو مترا عن موقع حادث القطار، محطة المرازيق بمدينة البدرشين في جنوب محافظة الجيزة، حيث نقلوا بسيارات الإسعاف إلى قسم الطوارئ بالمستشفى ومنها وزعوا بين الطوابق الـ(4، 7، 9) وفقاً للدكتور خالد مخلوف مدير المستشفى.

وفي نفس الطابق، وأمام سرير مجاور وقف الفولي فؤاد عبدالرحيم، بجوار والده الذي لم يدرك بعد ما يدور حوله "أبويا عنده 86 سنة وممكن يموت مننا"، ليستجيب طاقم التمريض لندائه وباستدعاء الطبيب والذي يأمر بنقله إلى الرعاية المركزة، بينما والدته التي كانت برفقة والده وقت الحادث في القطار ـ 986 المكيف القادم من محطة مصر بميدان رمسيس بوسط القاهرة والمتجه إلى قنا ـ كانت إصابتها بسيطة على حد وصفه، لكنه يتمني الاطمئان على والده "لغاية دلوقتي متطمنتش، مرضيوش يطلعوني فوق غير بعد ساعة".

"ركبنا من رمسيس جت محطة المرازيق والقطر اتقلب فجأة، واتملى تراب، الباب بعد ما كان جنبنا بقى فوقينا"، هكذا وصف "حسب الله" أحد ركاب القطار، والذي كان مسافرا لقضاء إجازته مع زوجته وأطفاله.

بعد وقوع الحادث حاول عامل الأرزقية الذي يأتي من بلدته مغاغة بمحافظة المنيا للعمل في القاهرة، مساعدة المصابين وكبار السن وإخراجهم من باب القطار بمساعده آخرين، حيث بدأت عملية الإنفاذ من داخل القطار "الكراسي اتخلعت وبقت فوق الركاب واترمينا على بعض والدخان دخل علينا"، وبدأنا برفع الكراسي والألواح المتساقطه لإخراج الركاب من تحتها وصعد اثنان على باب القطار الذي أصبح سقف القطار وبدأنا في حمل الأطفال وكبار السن لأعلى حتى نتمكن من الخروج من عربة القطار، لم يسلم أحد من الركاب من الإصابة وحتى لو كانت طفيفة أو كدمات خفيفة "أنا اتصابت بخبطة في بطني، وإحنا بنطلع الناس كان في ناس متصابة جامد ومنهم عمي ظهره تاعبه".

صالح إبراهيم عيد -عم حسب الله- يعمل أرزقيًا، أب لسبعة بنات وولدين. "18 يوما مرجعش البلد، يدوب بنده الكمسري لاقينا العربية اتقلبت بينا بالكمسري بكله".

يتحدث عن إصابته التي تعد بالغة "لوح وقع عليا كسر ضهري، لولا معايا ابن أخويا هو وواحد معاه طلعوني وجابولي الإسعاف حطوني عليها كان زمان الناس مشيت فوقنا وعلينا"، واصفًا ما حدث له "شوفت الموت، ربنا هو اللى نجانا، استغفرت واتشاهدت".

"طلعنا الأطفال والستات وبعدين طلعنا من الشبابيك"، هكذا تحدث الخمسيني فايز ناشد، المصاب بكدمات في صدره وجرح بذراعه، لكنه كان أفضل حالا من غيره من الركاب على حد قوله، ما دفعه للمشاركة في إنقاذ باقي ركاب العربة التي كان أحد ركابها، لتتولي سيارات الإسعاف نقلهم بعد خروجهم من القطار إلى المستشفى "الإسعاف جه ونقل الناس المصابين جامد الأول، بعد كده الإصابات الخفيفة".

كان بطرس وحسب الله وعمه صالح، فايز ضمن 10 حالات من المصابين غادروا من مستشفى الهرم مساء أمس بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لهم للتأكد من حالتهم الصحية، وفقا للدكتور خالد مخلوف مدير مستشفى الهرم، بينما فؤاد عبدالرحيم والد "الفولي" ظل ضمن 17 حالة أخرى تتنوع إصابتهم بين كسور وكدمات محجوزين لمدة 48 تحت الملاحظة سواء في العناية المركزة أو بين باقي أقسام المستشفى.

فيديو قد يعجبك: