إعلان

وقائع ما جرى في السيدة والمنيرة.. "ليلة أصيب فيها صلاح"

12:27 ص الأحد 27 مايو 2018

صلاح ورونالدو

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا الجميعي:

قبل موعد مباراة ليفربول وريال مدريد كانت المقاهي المجاورة لمسجد السيدة زينب قد امتلأت عن آخرها، في حين لم يخفت زحام منطقة السيدة المعتاد.

الأعين تتجه بتركيز نحو العروض الاستعراضية التي افتتحت بها مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا، لم تمتلأ المقاهي بالرجال فحسب، بل جاءت بعض الأسر برفقة أولادهم الصغار، الجميع متفائلون مع سماع صفارة الحكم، بينما لم يكن في الحسبان ما حدث.

"ليفربول مثير.. ليفربول خطير" ارتفع صوت المعلق الجزائري مع كل هجمة يتخدها الفريق الإنجليزي صوب مرمى الفريق الإسباني، إلا أن الكرة لم يقدر لها لمس الشباك طيلة الشوط الأول، رغم كل صيحات التشجيع، من بين المشجعين جلس الصغير محمد مرتديًا تيشيرت أحمر، لم يتعد عمره العاشرة، كذلك لم يتخط عمر تشجعيه لفريق ليفربول الموسم الواحد "عشان صلاح".

33585831_10215850749046497_4647782031684534272_n

مقابل المقهى احتشد عدد من الناس للمشاهدة من بعيد، من بينهم عامل مطعم الفطائر المجاور، أما السيدات التي دخلن محل الأحذية المقابل للقهوة، فكان السؤال عن سعر الحذاء أهم من السؤال عما يجري بالخارج.

مع كل دقيقة في عمر مباراة كان محمد يقوم بالتحليل، يعلو صوته بتحليلاته الكروية موجهًا إياها لأي شخص قريب حتى وإن لم يعبأ بحديثه، جاء محمد بمفرده ارتدى حذائه الجديد والتيشيرت الأصلي الذي يتفاءل به "خالي جابهولي من السعودية"، إلا أن ذلك لم يحسن من حظ اللاعب المصري محمد صلاح في تلك المباراة.

مع اقتراب الشوط الأول من الدقيقة الثلاثين، أصيب صلاح في كتفه، قاوم ووقف على قدميه، فيما حل الوجوم على مقاهي السيدة، دقائق معدودة وسقط صلاح ثانية، صيحات استياء ودموعه المتساقطة تثير الحزن، لم يأت حسين الرجل الأربعيني ليشجع ليفربول أو الريال "أنا جاي عشان صلاح"، لذا ما إن غادر الفرعون المصري أرض استاد كييف حتى دفع حسين حسابه، وغادر المقهى.

أسرة أخرى غادرت المكان، ارتدى طفلها الصغير تيشيرت اصفر عليه صورة لصلاح، فيما ظل يكرر "فاكرين ماتش كاس العالم، مين فاز؟ مش مصر ده كان صلاح".

33585815_10215850738566235_7832339834575257600_n

دقائق وبدأ الشوط الثاني فيما قل عدد رواد المقهى قليلا، لم يثن مغادرة صلاح للملعب من همة الصغير محمد، مستمرًا في تحليلاته الكروية "هو صلاح اتصاب في كتفه كان لازم يخرج".

مازال الحماس موجود مع متابعة الشوط الثاني، استمر جلوس أسرة أخرى في المتابعة على رأسها شقيقتين قدما لتشجيع ريال مدريد "إحنا متعودين ننزل نتفرج على الماتشات المهمة، فيما يأملن تحسن أداء الفريق الإسباني، وكأن دعواتهن استجابت حتى جاء الهدف الأول في لمح البصر، وهلل كثيرين.

في الشارع الموازي حيث منطقة المنيرة كان المقهى ممتلأ على آخره، ووقف البعض على الأطراف حيث خلت القهوة من كرسي واحد خالي، بينما كان سائقي السيارات يسألن عن الأهداف "لحد دلوقت واحد واحد"، حيث أتى هدف ليفربول ليريح مشجعيه قليلًا.

على الجانب المقابل كانت مؤسسة دار الهلال تفتح سور ثقافي، بمناسبة رمضان، يمتلأ السور بكتب منوعة صادرة عن المؤسسة، وعلى عكس المقهى المحتشد كان سور الكتب خاوي على عروشه، بينما جلس مسؤوليه دون أدنى اهتمام بأحداث المباراة، غير أن واحدًا منهم كان يتابع عبر الفيسبوك "مينفعش اسيب المكان هنا".

مع الدقائق الأخيرة في عمر المباراة كان مشجعي ريال مدريد في حالة فرحة، سبحان من غير الأحوال، لم تعكس هجمات ليفربول في البداية أن النتيجة ستكون كذلك، حيث وصلت إلى ثلاثة مقابل واحد، البؤس حل على مشجعين ليفربول بينما يتمتم أحدهم "ربنا يستر على صلاح ويلعب في كاس العالم"، في نفس الوقت الذي كان صوت وردة الجزائرية الخافت ينبعث من سور الكتب قائلة "خايفة من بكرة واللي هيجرا".

فيديو قد يعجبك: