إعلان

من التحرير إلى حلوان.. "7 جنيه مترو.. 3.5 ميكروباص"

07:16 م السبت 12 مايو 2018

مترو الأنفاق

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

معايشة - مها صلاح الدين:

في اليوم الثاني لزيادة أسعار تذاكر مترو الأنفاق، لتكون بحسب عدد المحطات والمناطق، وليست موحدة كما كانت، لم يختلف شيئا عن كل يوم، بخلاف بعض المناوشات التي حدثت في الصباح، من بعض المعترضين على تطبيق قرار الزيادة.

داخل محطة مترو أنور السادات الكائنة بميدان التحرير، بدت الأجواء مستتبة، مثل كافة أيام السبت، الذي يكون عادة أقل حدة من حيث الزحام والتدافع، وأمام شباك التذاكر، اصطفت الجموع في مشهد تقليدي، اختلف عليه صورة معلقة فوق كل شباك، بألوان التذاكر الثلاث الجديدة، توضح أن الشباك الأول، مخصص لفئة التذكرة الصفراء، بسعر ثلاثة جنيهات، أما الشباك الثاني، فمخصص لمريدي التذكرة الزرقاء، ذات الخمسة جنيهات، وجاء الشباك الأخيرة، تعلوه صورة التذكرة الزرقاء، الذي يصل سعرها إلى 7 جنيهات.

لم يميز الواقفون على الفور الفارق بين الشبابيك الثلاثة، لذا فكان موظفي الشباك دائما ما يسألون "نازل فين؟"، وبعد ذلك يمنح المواطن فئة التذكرة التي تناسبه، 7 جنيهات هي القيمة الجديدة للرحلة تمتد من ميدان التحرير إلى حلوان بمترو الأنفاق.

الجميع يدفع ما يطلب منه بهدوء، انتهت موجة الاعتراض أو حتى الثرثرة على ارتفاع الأسعار. أما على الرصيف، أعلى شريط المترو، وقفت فتاة تمزح مع رفقتها، وتقول ضاحكة: "أنا عندي استعداد أدفع 10 جنيه.. بس المترو يبقى فاضي كدة كل يوم".

داخل عربات المترو، كانت أغلب المقاعد فارغة، وازدادت فراغًا بعد تجاوز محطة سعد زغلول، القريبة من شارع قصر العيني، وبداية من محطة السيدة زينب، غادر المترو أنفاقه المظلمة، وأخذ في السير في الهواء الطلق، أضحت أصوات الباعة المتجولين أعلى من أصوات الركاب، بين مستحضرات التجميل، وأوراق المناديل، وحتى المأكولات، لا شيء يثير الوجوه المتجهمة، لا أحد منهم يقبل على الشراء.

في الطريق إلى نهاية الخط، بدت سلاسل جبال حلوان واضحة في الأفق في الظهيرة، تتغير المشاهد من مساكن ومصانع، وجراجات للقطارات حول المحطات، التواجد الأمني كثيف في المحطات الرئيسية، والتي شهدت المناوشات في الصباح، "دار السلام، والمعادي، وطرة البلد".

تعود النقاشات حول زيادة أسعار التذاكر، بين الطلاب، بالقرب من محطة جامعة حلوان، تقول فتاة لرفقتها: "أنا دلوقتي بدفع 14 جنيه رايح جاي علشان أروح الجامعة"، فترد عليها الأخرى: "أنا بابا مش راضي يزود لي المصروف"، تنظران لبعضهما في أسى، وتغزلا خيوط الحديث في موضوع آخر.

وفي نهاية الخط، كان رجال الأمن منتشرون في كل مكان، بينما خرج الركاب في هدوء يناسب أعدادهم الضئيلة، كان قاصدو بداية الخط بحلوان، يتدافعون بكثافة أمام الماكينات من الخارج، على الرغم من زيادة الأسعار، وإن كانت الأعداد أقل بكثير من ذروة الأسبوع، على عكس المشهد الذي كان على بعد شارعين، حيث موقف الميكروباص، الكائن بالقرب من سوق حلوان.

" أرخص من المترو"

سيارات نصفها أبيض ونصفها أزرق متراصة على الجانبين، تنتظر الركاب، تعلو أصوات سائقيها، "معصرة تحرير.. تحرير معصرة"، كلٌ بحسب دوره، يتدفق الركاب في هدوء دون تدافع، السيارات متوفرة، والركاب قلائل، لم يتبقَ سوى كرسين فارغين، يستمر السائق في نداءه، ويضيف: "أرخص من المترو.. معصرة تحرير"، فيبدأ أحد الركاب حديث، مستفهما: "هي الأجرة كام"، فيجيبه من بجواره "3 ونصف.. زي ما هي"، يكتفي الأول بالرد عليه بابتسامة ممتنة.

ينطلق السرفيس، بعد بضعة دقائق، الشوارع فارغة، تتباين المشاهد بين صخب السوق، وصحراء حلوان الشاسعة، ومن ثم ضفة النيل، تتحلى الأفواه بالصمت، والعيون بالتمعن في الطريق الذي لا يقطعه الزحام، والوجوه بالتهجم، بعد أن أجاب السائق على سؤال لم يطرح، "مش هنزود الأجرة إلا لما يغلو البنزين"، فلابد من زيادة مرتقبة.

فيديو قد يعجبك: