إعلان

ماذا يحدث بعد غلق باب التصويت؟.. معايشة من إحدى لجان فرز

03:58 م الخميس 29 مارس 2018

إحدى لجان فرز

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – نانيس البيلي

ما إن أغلقت لجان انتخابات الرئاسة أبوابها حتى بدأت مرحلة أكثر صعوبة من التصويت، وهي خطوة فرز أصوات الناخبين. ليلة أمس، اضطر رؤساء اللجان والمشرفون المنهكون طوال الأيام الثلاثة للاقتراع لمواصلة يومهم الشاق بيقظة وهمة لإحصاء عدد الأصوات.

"مصراوي" عايش عملية الفرز، وكيفية احتساب الأصوات الصحيحة من الباطلة، داخل اللجنة الفرعية رقم 30 التابعة للجنة العامة رقم 6 دائرة مركز شرطة الدقي ومقرها مركز البحوث الزراعية.

إحدى لجان فرز (2)

في تمام العاشرة مساءً، أمر رئيس اللجنة المستشار عزمي عويس قوات الجيش والشرطة المسؤولة عن التأمين بإغلاق أبوابها معلنًا انتهاء التصويت، بعدها نهض المراقبون المتواجدون باللجنة استعداداً لبدء الفرز، وعددهم بخلاف رئيسها 4 أفراد هم مشرفتان "حياة" و"سامية" وأمين اللجنة "محمد الزند" ومساعده "أشرف عبد الواحد".

قرابة ساعة ونصف استغرقتها عملية الفرز داخل اللجنة الفرعية، وبلغ إجمالي الذين أدلوا بأصواتهم طوال الأيام الثلاثة 1676 ناخبا، منهم 1567 صوتًا صحيحًا، و109 أصوات باطلة. وحصل المرشح عبد الفتاح السيسي على 1528 صوتًا، مقابل 39 صوتًا لمنافسه موسى مصطفى موسى.

إحدى لجان فرز (3)

في صفوف عرضية وضعوا طاولاتهم الصغيرة بعد نقلها من أماكنها، وبتوجيه من رئيسها عدلوها إلى الوضع الطولي "كده هتبقى مساحتها أكبر قدامنا"، وأمر "عويس" بإغلاق المراوح "عشان الهواء ميطيرش البطاقات"، ليتم إغلاق 3 مراوح والإبقاء على واحدة بآخر اللجنة كمصدر للتهوية.

حانت خُطوة فتح صندوق الاقتراع الوحيد الذي يضم جميع بطاقات الناخبين باللجة على مدار الأيام الثلاثة، سأل رئيس اللجنة عن أداة لقص الشريط الأبيض البلاستيكي السميك الذي يوصد الصندوق "مفيش سكينة ولا قصافة ولا ولاعة".

هنا تدخل مجند جيش وحاول قطع السلك بكلتا يديه، ليرد "أشرف": "دي مش سهلة، اسأل مجرب"، عقب ذلك أحضر المجند ولاعة وأخذ يقربها من السلك بعد إشعالها لتسييح الشرائط الأربعة ويُفتح الصندوق.

17 دفترا للتصويت هي إجمالي ما استخدمه ناخبو اللجنة، بينها دفتر تبقى منه بعض البطاقات، وداخل كيس أبيض فارغ، أمر القاضي بجمعها لتسلميها فيما بعد إلى اللجنة العاملة التي ستفرز، ضمن أحراز أخرى مثل "ختم اللجنة وكشوف الناخبين وبطاقات التصويت".

إحدى لجان فرز (5)

"شيل الغطاء بالراحة" قالها "عويس" للجندي والموظف مطالبًا إياهم بفتح الصندوق بحذر حتى لا تتناثر أي بطاقة تصويت، عقب ذلك بدأ كل عضو باللجنة يدلي بدلوه عن الطريقة التي يراها أفضل لعد البطاقات، ليتدخل رئيسها بجمع وإحصاء كل 100 بطاقة معًا "هنأستك الـ100 بعد العد"، بجانب أن أصوات المرشحين الصحيحة والأصوات الباطلة ستصب عنده.

بوجه القاضي بعض التعليمات لمعاونيه بشأن إحصاء البطاقات والأصوات الصحيحة والباطلة، وقال إن وضع علامتي (صح) أمام مُرشح وعلامة (خطأ) أمام الآخر يحتسب الصوت سليمًا "كانت قبل كده ده يعتبر باطل، لكن التعليمات جايلنا إنها صحيحة"، وبلهجة حازمة يضيف "ومحدش يوقع بطاقة على الأرض، خدوا بالكم".

أحد المراقبين يقول إنه يتوقع أن تكون كل الأصوات للسيسي قائلاً "هو فيه حد هيدي للمرشح الثاني ده محدش يعرفه"، حوالي 30 ثانية من انطلاق عد الأصوات، حتى تصيح "حياة": "موسى يا باشا"، يلتقطه رئيس اللجنة، بعدها كانت معظم الأصوات لصالح السيسي، وبينهما تواجدت بطاقات باطلة.

إحدى لجان فرز (6)

يضحك مُراقب بينما يجمع على إحدى البطاقات الباطلة والمكتوب بها لفظ خارج، ويتعجب مراقب ثان من بطاقة باطلة آخرى كتب صاحبها اسم الرئيس الأسبق "مبارك". ومع زيادة الأصوات الباطلة لتقترب من العشرات، يصيح "عويس" قائلاً "كل ده باطل، أنا قلت هيبقى قليل.. يا ولاد الإيه ده إحنا قولنا إننا في الدقي يعني ناس متعلمة، ليه بقى يبطلوا أصواتهم!".

بطاقات التصويت يتم عدها مرتين من موظفين مختلفين.. أمرٌ آخر من رئيس اللجنة إلى مساعديه، كما طالبهم باليقظة "أهم حاجة العدل بتاع ربنا، مش عشان إن حد هيراجع ورانا" يقول "عويس".

يطالب "محمد" بتشغيل إحدى المراوح "الواحد روحه بقت في مناخيره، عاوزين هواء يا جماعة"، فيرد عليه القاضي سريعًا "ده هيطير الورق"، وبعد مناقشة بينهما توصلا إلى حل وسط بأن يدير المروحة الآخيرة باللجنة والبعيدة عنهم قليلاُ.

تستفسر "سامية" عن مدى صحة إحدى بطاقات التصويت، والمدون بها 3 علامات (صح) أمام السيسي وعلامة (خطأ) أمام موسى، فيجيبها رئيس اللجنة بأنها بطاقة صحيحة "أيوة تمشي يا أستاذة"، يضحك ويضيف "دي نيته يعني بيأكد إنه عايز السيسي".

في حوالي الـ 10 مساءً و45 دقيقة، توشك بطاقات الاقتراع بالصندوق على النفاد، تطلب "حياة" بسكبها كلها مباشرة على الطاولة بدلاً من تفريغ جزء بجزء "ممكن نكب الصندوق على الترابيزة"، فيرد "عويس" سريعًا بأن ذلك قد يؤدي إلى فقد بطاقات "كده ممكن الورق يطير يا أستاذة".

إحدى لجان فرز (4)

مع تفريغ آخر كمية من البطاقات، يحثهم رئيس اللجنة مراراً على الانتباه حتى لا تَعلق ورقة بآخرى قائلاً: "فيه ورق بيبقى ملفوف جوه أو شبك في ورق تاني".

عقب ذلك، يتم تجميع العدد النهائي للأصوات الباطلة، أصوات للمرشح السيسي، أصوات المرشح موسى، ثم إحصاء مجموعهم والتأكد من مطابقته لعدد الحضور المسجل باللجة خلال 3 أيام.

في الحادية عشرة و15 دقيقة، أعطى رئيس اللجنة الإذن للمشرفتين "حياة" و"سامية" بالانصراف لتأخر الوقت، وبعدها تبقى ملأ الأعداد التي حصل عليها كل مرشح في كشفين منفصلين لكل منهما، وذلك بوضع شرط في كل خانة مربعات، يضم كل مربع 100 صوت.

وفي نهاية الأمر وقٌع "عويس" ومعاونوه على الكشف، ووضعت تلك الأحراز وبطاقات التصويت في شنطة لونها "كُحلي" وتوجه الثلاثة لتسليمها إلى الأمانة العامة المسؤولة عن الفرز في معهد البحوث الزراعية والتي تبعد عن اللجنة أمتارا قليلة.

فيديو قد يعجبك: