إعلان

"خميسكو": صانع لافتات تأييد الرؤساء.. شاهد من ناصر للسيسي

01:38 م السبت 17 مارس 2018

خميس الثغر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كيف تغير زبائن "تأييد الرئيس": ناصر كانوا مواطنين.. السادات مسؤولين.. ومبارك بدأ بالمواطن وانتهى بأصحاب المصالح

تقرير – مارينا ميلاد:

جاور "خميس"، وهو في الـ14 من عمره، والده وهو يكتب "معاك يا جمال" على لافتة من "القماش" في يونيو 1967؛ وقتها كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أعلن تنحيه عن السلطة عقب النكسة، واصطف الناس لعمل لافتات تدعوه للتراجع.

الآن يقف "خميس"، وقد بلغ الـ65، بمفرده في ورشته بوسط القاهرة، ليثبت "بانرات" الدعاية الخاصة بالرئيس عبد الفتاح السيسي، في الانتخابات الرئاسية المقبلة، على الإطارات الخشبية التي يصنعها.

mm1

لم يلتحق "خميس" بالمدرسة، ورث هذه الصنعة عن أبيه، وعلمته إجباريًا أن يقرأ ويكتب، أما الجزء الثاني من تعليمه الذاتي؛ فهو أن يرسم الخطوط للافتات التي بدأها بوداع عبد الناصر.

في ذلك الوقت، جاء إلى وكالة والده بشارع رمسيس مواطنون عاديون؛ ليسوا من أصحاب المصالح، ليصنعوا مئات اللافتات لعبد الناصر.

كانت تكلفة المتر وقتها لا تتعدى الثلاث جنيهات، وكانت الظروف تسمح لخميس ووالده أن يصنعوها دون مقابل.

"لسه فاكر إن أكتر شعار استخدمته وقتها هو (ناصر يا حبيب الشعب)".

1

تولى الرئيس الراحل أنور السادات السلطة من بعد "ناصر"، وبدأت فئات الزبائن تتغير، فغلب عليهم أعضاء مجلس الشعب والمؤسسات الحكومية، زادت الأحداث والمناسبات وزيارات المسؤولين إلى مصر، وزاد معها عمل "خميس"، وارتفع سعر المتر إلى الضعف.

0

انتقل مقر عمل "خميس" من وكالة والده بشارع رمسيس إلى شارع معروف بوسط القاهرة، في الوقت الذي انتقلت فيه السلطة لنائب رئيس الجمهورية حسني مبارك، فتغيرت زبائنه مرة أخرى، لتشمل مواطنون عاديون في فترة حكمه الأولى، ثم سيطرة كاملة للأحزاب ورجال الأعمال في سنوات الحكم الأخيرة، تأييدًا لمبارك في وقت الانتخابات الرئاسية، ودعاية لهم في وقت انتخابات مجلس الشعب.

"كان ملحوظا لي ولغيري أن لافتات تأييد مبارك كان أغلبها من أصحاب السياسات والمصالح"

27575881_145061629526259_1823916574449336320_n

انتكس عمل "خميس" مع بداية عام 2011، فلم يعد هناك طلب على لافتات "القماش" إنما المطبوعة، كما أثرت الأحداث التي أعقبت ثورة 25 يناير على عمله.

طالت مدة توقف "خميس" لدرجة أزعجت الضرائب منه، خاصة وأنه لم يستطع العمل مع الإخوان، لخوفه من عواقب ذلك، ولأنه يعلم أن لهم خطاطين ومطابع خاصة بهم.

"فضلت معلق صورة مبارك في ورشتي لحد الوقت ده، وده خلاهم ميطلبوش مني حاجة"

مع بداية ظهور مطلب الرحيل في وجه محمد مرسي، بدأ العمل في ورشة "خميس" يعود قليلًا، لكن لم يكن في أفضل أحواله، أقبلت الزبائن عليه، هذه المرة كانوا من الشباب الذاهبين إلى ميدان التحرير، لكنهم لم يكونوا مصدر الربح الذي انتظره.

استمرت حالة الركود، وأصبح عمله محدودا حتى مع الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2014، والانتخابات البرلمانية، إلى أن تغير الحال مع بدء موسم الانتخابات الحالي، الذي ينتج فيه "خميس" من 20 لـ50 "بانر" يوميًا، جميعهم لتأييد الرئيس السيسي، ولم يكن للمرشح الآخر موسى مصطفى موسى نصيبا في أي منهم.

mm4

يذهب "خميس" بالمطلوب من الزبائن لمطابع بمنطقة "أرض شريف" المشهورة بصناعة البنرات، ويعود لورشته ليرفعها على الإطارات الخشبية.

"الطباعة قضت على مهنتنا في الخط، وأنا مش قادر أشتري مكنه بسبب سعرها"

2

السيدة المسنة إعتدال إسماعيل، واحدة من مؤيدي الرئيس، تحاملت على عكازيها حتى وصلت ورشة "خميس"، القريبة من بيتها، استراحت قليلا، ثم أعطته ورقة تحمل رسالة، وصورة لها، وطلبت منه أن يطبع لها "بانر" يحمل هذه الصورة والرسالة إلى جانب صورة الرئيس لترفعها في شارعها، وأبدت استعدادا لدفع ما يريد، رغم تعارض ذلك مع معاشها الصغير الذي تتقاضاه من الشئون الاجتماعية بعد وفاة زوجها.

mm3

يقول "خميس" إنه لم يتعلم من والده الخط والرسم وعمل الإطارات فقط، إنما أهم ما تعلمه كان كيف يتجنب المشاكل، التي يمكن أن تجلبها له مهنته، وقد تصل إلى القبض عليه، إذا كتب أو رفع لافته تحمل إساءة لأي شخص، لكنه لم يعلم كل ذلك لأولاده الثلاثة، الذين يرون أن مهنته قد انتهت.

فيديو قد يعجبك: