إعلان

من الشرقية إلى كفر الشيخ.. أب ينفذ "كارنيه المستقبل" في مدرسة ابنته

01:35 م الخميس 25 أكتوبر 2018

بطاقة الرغبة المستقبلية التي نفذها والد طالبة في م

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

في جلسة أسرية، قبل عام، سأل أشرف العطار ابنته أسماء "إيه يا بوسي نفسك تطلعي إيه؟". ففاجأته ذات العشرة أعوام بالرد "عايزة أطلع عالمة آثار". ابتسم الأب ومر الوقت ولم ينس كلمات صغيرته. تزامن ذلك مع اختياره رئيسًا لمجلس الآباء في مدرستها ميت الديبة الابتدائية في كفر الشيخ. ظل العطار منشغلاً بكيفية الحفاظ على طموح ابنته وزملائها الصغار وتحسين سلوكهم، حتى وجد الحل في بطاقة "الرغبة المستقبلية".

بطاقة يعلقها الطالب حول عنقه، يُكتب عليها اسمه وما يتمنى عمله في المستقبل، فيما يصبح ذلك لقبه داخل الفصل، يناديه به المعلمون. ويصبح سحبه وسيلة عقاب إذا ما لم يلتزم بالاجتهاد وحسن السلوك.

"كنت عايز أعمل حاجة تخلي الولاد تحب مستقبلها وتشتغل عليه وفي نفس لوقت تقلل العنف في المدارس" يقول العطار لمصراوي. كانت أسماء الابنة الوحيدة للرجل الأربعيني دافعه للبحث عما يحفزها داخل المدرسة. حاباه الله بها بعد 11 عامًا من الزواج، لهذا يشغل تفكيره بما يجعلها أفضل.

1

"قلت لو هبدأ ببنتي وفصلها ونجرب" يقول العطار عن بداية تفكيره في المبادرة، وبالفعل قبل نحو 15 يومًا ارتدت الصغيرة ورفاقها بطاقة "الرغبة المستقبلية"، وحملوا ألقابهم التي يرغبون فيها.

طرح العطار المبادرة، قبل نحو شهر، على مدير مدرسة ميت الديبة الابتدائية، وكذلك مجلس الآباء، رحب الجميع، فيما تكفل ولي الأمر بتنفيذ البطاقات على نحو السرعة، على أن يتوسع الأمر على نطاق المدرسة بالكامل ما إن تحقق المبادرة عرضها.

كثيرًا ما لمس العنف بين الصغار وكذلك المعلمين، لاسيما حينما تولى رئاسة مجلس الآباء، لهذا اقترح ألا تكون البطاقة للاجتهاد فقط بالمذاكرة، بل كافة المستويات التعليمية والخلقية "لما الولد يبقى مصم أن مستواه يقل بعد أو يضرب ويشاغب مع زمايله يبقى لازم يكون في عقاب"، تحدث العطار مع المدرسين أن يكون الجزاء بأخذ البطاقة "يتسحب منه الكارت كأن بيتسحب منه مستقبله"، كما يقول ولي الأمر.

العام الماضي وبالتزامن مع بدء الدراسة، قام مدرس لغة عربية للمرحلة الإعدادية يدعى محمد صلاح، بتنفيذ فكرة البطاقات، اسمها "كارت التفوق والتميز" في مدرسة الدهتمون الإعدادي، التابعة لمركز أبو كبير، في محافظة الشرقية.

لم يعلم العطار بأمر تنفيذ الفكرة قبل عام في الشرقية، ظن أنه المبادر بالفكرة، لكنه سعد بتوارد الخواطر متمنيًا نجاح كل المبادرات الساعية للارتقاء بالطلاب في كافة مدارس الجمهورية، خاصة بعدما شاهده في ابنته عقب تنفيذ المبادرة.

2

لمس العطار التغيير في أسماء "كان بيطلع روحنا عشان نقول لها اقعدي ذاكري"، أما الآن تعتمد أسماء على نفسها، تخبر أبيها أنها تريد بذل الجهد كي لا ينسحب منها "الكارت" مثل بعض رفاقها، تخفض من صوتها، وترتب أشيائها دون إلحاح من والديها.

كذلك علم ابن كفر الشيخ أن الحال تبدل برفاق أسماء؛ بحكم انتمائهم لقرية، يلتقيه بعض طلاب المدرسة يخبره أحدهم "يا عمو أنا كمان عايز كارت أنا نفسي أطلع مهندس وهذاكر كويس". استشعر العطار أن تلك الورقة رغم بسطاتها تحفز الصغار، ففصل ابنته أسماء أصبح هادئًا بعدما كان أحد نقاط الشغب والشكوى، يحكي له مدير المدرسة "مبقتش اسمع صوت ليهم خالص" كما يقول العطار.

لم تنته مبادرة العطار بعد كما يوضح، طالب بكشوف جميع طلاب المدرسة كي تشملهم البطاقات، بداية من الصفوف الثالثة للمرحلة الابتدائية، فمن قبل ذلك هم أصغر عمرًا مِن استيعاب الأمر حسب قوله، فيما يتمنى أن تلتفت الإدارة التعليمية للفكرة فيتم تعميمها في جميع مدارس كفر الشيخ.

فيديو قد يعجبك: