إعلان

من الغردقة.. تفاصيل الساعات الحرجة في حادث الهجوم على السائحين

06:31 م السبت 15 يوليو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

تصوير- كريم أحمد:

ظهر الجمعة الماضي، انتشر خبر وفاة 2 من السائحين وإصابة 4 آخرين، إثر هجوم شاب يحمل سلاح أبيض (سكين) على عدد من السائحين الأجانب على شواطئ مدينة الغردقة.

اختلفت الروايات حول ما جرى بالضبط وتضاربت التصريحات، حول جنسية الضحايا والمصابين أنفسهم.

مصراوي توجه إلى مدينة الغردقة. دخل فندق ذهبية، الذي شهد حادث قتل السائحتين. زار مستشفى السلام ومستشفى الغردقة العام، التان تحملان المصابين وجثث الضحايا. وتجول داخل فندق صني دايز بالاسيو، المحطة الأخيرة في هجوم الشاب الجاني، قبل تسليمه إلى قوات الأمن.

صباح الجمعة كانت الأمور تسير بشكل اعتيادي داخل فندق ذهبية بالغردقة؛ المصيفون على شواطئ البحر الأحمر يستجمون في هدوء، العاملون بالفندق يلبون مطالب زبائنهم من المصريين والأجانب، مسؤولو الفندق يشرفون على العمل في اعتياد يومي، قبل أن تقع المصيبة.

في حوالي الواحدة ظهرا، مرّ المهاجم من بوابات فندق ذهبية كغيره من الزائرين، دفع 100 جنيها مقابل تذكرة مخصصة لغير المقيمين بالفندق، تفحص المصطافين بطول الشاطئ المطل على البحر الأحمر، ثم أخرج سلاح أبيض (سكين) أخفاه في بنطال أسود اللون، طعن سائحتين تحملان الجنسية الألمانية في الصدر، على إثر الطعنات لقيا حتفهما، حسبما يحكي أحد العاملين بفندق ذهبية، رفض ذكر اسمه، نظرا لتشديدات أمنية تمنع جميع العاملين من الإدلاء بأي تصريحات لوسائل الإعلام.

أربع طعنات كانت نصيب الأولى وثلاث أودت بحياة الثانية، حسبما يقول أحد المسعفين المشاركين في نقل الضحايا، والذي رفض ذكر اسمه، لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام.

قبل أن يصيب المهاجم سائحة روسية بثلاثة جروح قطعية؛ بالرأس والرقبة والصدر، حسبما يقول أحمد يحي، المدير العام لمستشفى السلام بالغردقة.

ذعر أصاب المصطافون على شاطئ ذهبية، صراخ وفوضى احتلت رمال البحر الهادئ، هرب الجاني إلى آخر حدود الشاطئ بمحاذاة فندق صني دايز بالاسيو؛ يضيف العامل بالفندق.

قفز المهاجم أعلى السور الفاصل بين فندقي ذهبية وصني دايز، مستعينا بالحجارة المتراصة على الأرض بجانب السور، الذي يبلغ ارتفاعه حوالي ثلاثة أمتار ونصف المتر، حسبما يقول سعود عبدالعزيز، مدير العلاقات العامة بفندق صني دايز.

نزل القاتل إلى فندق صني دايز، ركض سريعا نحو الشاطئ، ضرب ثلاث سائحات أخريات بسلاحه الأبيض، قبل أن يعوم في ماء البحر.

في لحظات، غلب الصراخ صوت همهمة المصطافين على الشاطئ، هرع المصيفون في جنون إلى غرفهم. يقول عبد القوي محمد، أحد نزلاء الفندق وأحد الشاهدين على الواقعة منذ البداية، إنه أرجع الدماء التي تشربت بها ملابس إحدى السائحات من اللحظة الأولى إلى هجوم نفذته إحدى أسماك القرش، قبل أن يتعرف الرجل الخمسيني بعد دقائق قليلة على السبب الحقيقي وراء تلك الدماء.

في الوقت نفسه كان رجال أمن الفندق يحاولون الإمساك بالشاب القاتل. يسرد مدير العلاقات العامة بفندق صني دايز في حديثه لمصراوي المشهد كالتالي؛ في البداية هرول الجاني ناحية البحر في توتر ممسكا بالسكين، وقوات أمن فندق صني دايز تحاول اللحاق به، قفز الشاب في مياه البحر، رمى تليفونه المحمول وإثبات الشخصية وكذلك السكين، بعد دقائق من التوتر وقع بين يدي الأمن، وتم نقله دون أن ينطق كلمة واحدة على عربة تشبه القفص، تستخدم في نقل أنابيب الأكسجين التي تستعمل في الغطس تحت الماء، قبل أن تستلم وزارة الداخلية الجاني.

بعدما أحكم الأمن قبضته على القاتل، حمله إلى قرية ذهبية، قام رجال الداخلية بمعاينة موقع الجريمة، قبل أن يتم نقل المتهم أخيرا إلى جهات التحقيق، حسبما يقول أحد ضباط الأمن المشاركين في القبض على القاتل لمصراوي، والذي فضل عدم ذكر اسمه.

داخل مستشفى السلام، ترقد مصابة وحيدة تحمل الجنسية الروسية، وينتظر خروجها من المستشفى في الساعات القليلة القادمة، نظرا لاستقرار حالتها الصحية، حسب أحمد يحيى، المدير العام لمستشفى السلام بالغردقة، والذي يوضح لمصراوي، أن تقرير حالة المصابة صدر وسمح لها بالخروج من الأمس، لكنها في انتظار تحديد الأجهزة الأمنية لموعد سفرها إلى بلدها روسيا.

الساعات التي تلت الحادث أحدثت حالة من التخبط؛ ففي فندق صني دايز، قرر عدد من السياح المقيمين مغادرة المكان وتحويل إقامتهم إلى فنادق أخرى داخل مدينة الغردقة ذاتها؛ وكانوا من جنسيات مختلفة؛ 5 سياح يحملون الجنسية الألمانية و5 يحملون التشيكية واثنين من الدنمارك، حسبما يقول خالد طه، مدير عام فندق صني دايز.

بينما غادرت المصابات الثلاث، اثنتان تحملان الجنسية الأرمينية والثالثة تشيكية، المستشفى العام منذ ساعات في طائرة إلى القاهرة، حسبما يقول أحد المسؤولين بالمستشفى. فيما ترقد جثتا السائحتين الألمانيتين في مشرحة المستشفى تحت تحفظ النيابة العامة، في انتظار إنهاء إجراءات تسلميهما إلى ذويهم، يضيف المسؤول.

رغم ما جرى، لم يؤثر ذلك على تواجد المصيفين المصريين بفندق صني دايز، إذ يقول عبدالقوي، إنه قرر الاستمرار واستكمال إجازته رغم حالته النفسية السيئة جراء الحادث.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان