إعلان

من ''الكتابة على المسطرة'' إلى ''تويتر''.. التطور الطبيعي لغش الامتحانات

09:47 ص السبت 14 يونيو 2014

من ''الكتابة على المسطرة'' إلى ''تويتر''.. التطور

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

ككل شيء يتطور، فالعادات غير الحميدة تفعل، مع تقدم التكنولوجيا ووسائل التواصل، أضحى للغش مفهومًا خاصًا، كان يتم قديمًا على استحياء بطرق يحفظها أبناء كل جيل، ثم أصبح يحدث ''عيني عينك'' أمام المدرسين، من الكلمات البسيطة داخل اللجنة، وحتى تسريب الامتحان عبر موقعي التواصل الاجتماعي ''فيس بوك'' و''تويتر''، فمن زمن ''الغش الجميل''، على حد تعبير البعض، إلى تدخل الشرطة للقبض على الذين سرّبوا الامتحانات.

أجهزة الهاتف المحمول التي تُمنع عن الطلاب لم تردع البعض في لجنة ''أحمد يسري''، طالب الشعبة الأدبية بالصف الثالث الثانوي من الغش، عايش بنفسه تسريب امتحان اللغة العربية، كانت المرة الأولى التي يطلع فيها على امتحان قبل ذهابه إليه ''شفته بدافع الفضول مش أكتر''، يقولها الطالب ضاحكًا، رغم ذلك لم يُغير الأمر شيئًا من الاستذكار ''التسريب بينزل قبل الامتحان بساعتين، يعني مش بيلحق يفيد حد''، علمته تجربة امتحان اللغة العربية أن التسريبات لا تُشبه ورقة الأسئلة الحقيقية كثيرًا ''عشان كدة لما عرفت إن الإنجليزي موجود مبصتش فيه''.

عام 1982 عُين ''محمد أحمد'' مُدرسًا، شغفه بالتعليم لم يتوقف حتى بعد أن أصبح مراقب أول بأحد الإدارات التعليمية بالقاهرة، الغش بالنسبة لأب البنت والولد خطأ ضخم في كل الأزمنة، لكنه يتذكر عندما كان الغش يقتصر على كلمة واحد يُوشي بها أحدهم لصديقه في اللجنة ''على أيامنا الغش كان للمذاكر.. كانوا العيال يقولو الكلمة لبعض فيفتكروا الباقي.. إنما دلوقتي العيال داخلة تغش الامتحان كله''.

بعض الطرق التي يُسميها ''يسري'' طالب الثانوي قديمة، لازالت منتشرة حتى الآن ''فيه عيال بتكتب على التختة لحد دلوقتي وبياخدوا برشام معاهم''، لا يأبه بعضهم حتى وإن لاحظ المراقب ذلك ''واحد في لجنة عندنا اتقفش ببرشام بس على حظه المدرس معملهوش حاجة''، لكن الطريقة الأقدم لازالت مُتداولة وهي الأكثر فاعلية في وجهة نظر ''يسري''، وهي الحديث بين الطلاب، لا يُحب اللجوء إليها عادة ''بس ساعات فيه حد بيصعب عليا فبقوله اللي ينجحه مش عشان أغششه والكلام دة''.

''كان فيه برضو الكتابة على المسطرة زمان''، يذكر المراقب الخمسيني الأيام القديمة نسبيًا، لكنها لا تزال ''أيام خير''، كانت الوسائل الحديثة لم تخترق حياة الطلاب بعد، ومع صعوبة مواكبة المراقبين الأكبر سنًا الشباب تأتي المشاكل ''بناخد التليفونات نقفلها ونحطها بعيد بس فيه ناس بيبقى معاها السماعات البلوتوث.. ممكن البنات تخبيها جوة الطرحة بسهولة''، يزداد الأمر صعوبة في لجان الفتيات ''لما بنت تطلب تروح الحمام صعب أبعت فرد أمن معاها والمدرسات مش بيبقوا كتير للأسف''، يسّرت الوزارة الأمر قليلًا عن طريق أجهزة كشف المعادن، التي تسمح بالتأكد من خروج أجهزة المحمول على الأقل.

''يسري'' لا يعترف باعتراض الطلاب على الامتحانات ''فيه من اللي راحوا الوزارة واعترضوا انا عارفهم.. بيبقوا مش بيذاكروا طول السنة.. طبيعي إن الامتحان يبقى صعب''، أكثر ما يلاحظه بالإضافة للوسائل المتبعة أن أصدقائه لا يألون جُهدًا للتفكير ''لو حاجة وقفت بيفكر يغش إزاي وبيبقى عامل حسابه على كدة قبل الامتحان''.

يلتمس المراقب الخمسيني العذر للطلاب رغم كل شيء ''الجيل حظه قليل.. عندهم إحباط.. حاسين إنهم هيخرجوا مش هيشتغلوا.. والجامعات المفتوحة والخاصة بقت على قفا من يشيل''، لا تبرح عقله بعض المواقف المضحكة سواء المتعلقة بالغش أو بأجواء الامتحان نفسه، ''مرة زمان مسكت ولد معاه ورقة أسئلة قديمة تشبه بتاعة السنة الجديدة كاتب على القديمة الإجابات ومخبيها في ورقة الإجابة''، كما صادف ذلك العام أثناء مروره على إحدى لجان البنات طالبة تُحارب توتر الامتحان بالحلوى ''لقيتها حاطة طبق كحك وبيتي فوور جنبها، فضحكت على الموقف وسألتها قالتلي عشان أعرف أحل''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: