إعلان

"جيفارا".. 47 عاماً على اختفاء الجسد

08:37 م الخميس 09 أكتوبر 2014

جمال عبد الناصر وجيفارا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد الصاوي :

"تشي جيفارا" سكن جسده الأرض وزار اسمه كل مكان، اسم من ذهب في تاريخ النضال، ورمز للوطنية، احتذى به كثير من الثوريين في مختلف انحاء الدول، رفعت صوره في شتى بقاع الأرض من أناس لم تجمعهم به جنسية أو ديانة أو حتى لغة، فقط الروح الثورية وصورة "جيفارا" التي أصبحت أيقونة النضال في العالم أجمع، حارب الأمريكان في حياته، وغزت مبادئه قلب واشنطن.

عقب اغتياله رثته الشعوب رثاء الابطال، وخاصة الشعوب المطعونة والكادحة التي دافع عنها حياً، ورحل من أجلها ميتاً، وأول من رثاه في الوطن العربي كان الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم فى قصيدة تحمل اسم "جيفارا مات"، جيفارا كان لديه رصيد شعبي لدى الشعوب العربية التي ذاقت مرارة الاحتلال والاستعمار، لكن كان له في مصر شعبية خاصة حتى أن جيفارا قام بزيارة إلى مصر فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر 1965 واستقبله ناصر،  في القصر الجمهوري بالقبة، وذلك عقب الثورة الكوبية، وكانت أول زيارة لدولة عربية بعد الثورة.

ورافق جيفارا في زيارته عدد من قادة الثورة الكوبية حاملًا معه تحيات شعب كوبا،، وأهداه عبد الناصر هو وأعضاء البعثة أوسمة الجمهورية العربية المتحدة.

9 أكتوبر 2014 هي الذكرى 47 لإعدام "أرنستو لينش جيفارا" الذي ولد في 14 يونيو عام 1928 بالأرجنتين لعائلة من أصول ايرلندية واسبانية باسكية؛ قال عنه والده انه منذ صغره كان لده شعور بالتعاطف مع الفقراء ومساعدتهم الشعور الذي تطور شيئاً فشيئاً حتى كون شخصيته الثورية فيما بعد ،عندما كان صغيرًا، كان يطلق عليه "تشانشو" ما يعني خنزير باللغة العربية، لُقّب بذلك لعاداته في الاستحمام. لم يكن يستحم كثيرًا وكان وبكل فخر يرتدي «قميصًا أسبوعيًا»، أي أنه لم يكن يبدل قميصه سوى مرة في الأسبوع. خلال حياته، استهجنه الناس لهذه العادات إلا أنه لم يتغير أبدًا كان أبوه مهندسا معماريا وكان يمتلك مكتبة كبيرة تحوي عشرات الكتبوالتي نهم منها "جيفارا" العلم والثقافة وجعلت له خلفية ثقافية ليست بالبسيطة واختتم حياته التعليمية بالحصول على شهادة الطب في يونيو 1953م لكنه لم يعمل بها واتجه الى مهنة النضال السياسي والتي تحولت الى  الكفاح المسلح.

تنقل بين عدة بلاد فى رحلة طويلة اطلق عليها يوميات "دراجة نارية"، وحين كان يعيش في المكسيك التقى براؤول وأصدقائه في المنفى، وكانوا يعدون للثورة وينتظرون خروج فيدل كاسترو من سجنه في كوبا، وما إن خرج كاسترو حتى قرر جيفارا الانضمام للثورة الكوبية فانضم لهم في حركة ٢٦ يوليو التي أطاحت بالنظام الديكتاتورى لباتيستا المدعوم أمريكيا، وسرعان ما برز جيفارا وتمت ترقيته إلى الرجل الثانى في القيادة.

ونجحت الثورة وأسندت له الكثير من المواقع القيادية ثم غادر كوبا في ١٩٦٥،  بعدما أعلنت الحكومة الثورية "جيفارا" مواطن كوبي تقديرا لدوره في الانتصار، وصدر قانون يعطي الجنسية والمواطنة الكاملة لكل من حارب مع الثوار،  ولم توجد هذه المواصفات سوى في "جيفارا" الذي عين مديرا للمصرف المركزي وعين وزيرا للصناعة وممثلا لكوبا في الخارج ومتحدثا باسمها في الأمم المتحدة، واستقال من مناصبه وتنازل عن الجنسية الكوبية الشرفية وسافر في جولة لثلاثة أشهر بين آسيا وأفريقيا ،ثم اختفى في نفس العام، وكان مكان وجوده لغزاً كبيراً باعتباره الرجل الثاني بعد كاسترو وقرر جيفارا السفر إلى أفريقيا، ليقدم خبرته الثورية للثوار في الكونغو متعاونا مع زعيم المتمردين لوران كابيلا ثم غادر الكونغو بسبب مرضه بالزحار والذي اثر على جهازه الهضمي، اضافة الى مرضه القديم بالربو.

في أوائل 1967 انتقل إلى بوليفيا لمساعدة الثوار هناك، وكان يتوقع أن يتعامل فقط مع الجيش البوليفي، الذي كان سيئ التدريب والتجهيز، ولم يكن على علم بأن الحكومة الأمريكية أرسلت فريقا من وكالة المخابرات المركزية يتبع قوات الكوماندوز الخاصة لمواجهة المتمردين.

وفي يوم 7 أكتوبر علمت القوات البوليفية الخاصة بموقع جيفارا وفرقته في معسكر "بواد جورو"، حيث قامت القوات بمحاصرة المنطقة، وجرح جيفارا وأسر حين كان يحاول قيادة الفرقة مع "سيمون كوبا سارابيا"، وتم اقتياده إلى مدرسة قديمة متهالكة، بعد يوم ونصف رفض  أن يتم استجوابه من قبل ضباط بوليفيين.

وفي صباح يوم 9 أكتوبر1967  أمر الرئيس البوليفي رينيه باريينتوس بقتل "جيفارا"، وبالفعل تم قتله بـ 9 طلقات ليفارق بعده بلحظات الحياة،ولم تكتفي السلطات بقتله بل قام الطبيب العسكري ببتر يديه، ونقل جثمانه بايعاز من وكالة الاستخبارات الامريكيةـ إلى مكان غير معلوم ورفض الكشف عن ما إذا سيتم دفنها أو حرقها، وحفظت الأيدي في الفورمالين ليتم إرسالها إلى بوينس آيرس من أجل التعرف على بصمات الأصابع وتم إرسالهم لاحقا إلى كوبا، ولم يعرف إلى الآن أين يرقد جسد "جيفارا" لكن مازالت مبادئه وروحه باقية .

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: