إعلان

لو حصل انفجار.. انزل للتأييد و''كله عشان مصر''

04:40 م السبت 25 يناير 2014

لو حصل انفجار.. انزل للتأييد و''كله عشان مصر''

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت: إشراق أحمد ودعاء الفولي:

هزةّ رجت القلوب قبل المباني المجاورة، دموع سارعت بالحزن خشية الفقد، وأخرى شاء لها القدر ذلك، أطباء رفعوا حالة الطوارئ قبل أيام وتحقق ما استعدوا له، أعين تتفقد ما حدث وأقدام وألسن تجيب السائلين، وأيدي تهم بالمساعدة لنقل ضحايا انفجار مديرية أمن القاهرة. بدت الأجواء مشابهة لكل مرة يقع فيها حادث، لكن شيئًا دخل بظلاله على المشهد، أشخاص قرروا الظهور بشكل مختلف حاملين راية التأييد ظنًا منهم أن ذلك في مصلحة البلد.

بينما تتسارع الخطوات إلى وداخل مستشفى أحمد ماهر التعليمي لتفقد المصابين، وتهم الأيدي للمساعدة بإدخال أو إخراج أحد الجرحى، أمسك "شريف زكي" إناء به مادة لاصقة، وباليد الأخرى مجموعة من الأوراق البيضاء، أخذ يعلقها على جدار المستشفى وما أن ثبت إحداها بدت الكلمات "الشعب يريد عبد الفتاح السيسي رئيسًا لمصر".

قرر ابن منطقة الدرب الأحمر عضو حملة "كمل جميلك" التوجه إلى منطقة السيدة زينب عقب سماعه خبر تفجير مديرية أمن القاهرة، فكل يوم يتجه "شريف" من "مدينة السلام" حيث يسكن إلى منطقة مختلفة ينشر بها ملصقاته لدعم "السيسي"، لكن اليوم كانت المستشفى أنسب الأماكن التي اختارها الشاب الثلاثيني للتعبير عن حاجة البلاد "للسيسي اللي ماجبتوش ولادة" حسبما قال.

بملابس رياضية ونظارة شمس سوداء قام "شريف" بتعليق الملصقات بعد أن قام بالتبرع بالدم داخل المستشفى، لفت فعله الانظار إليه، لم ينهره أحد بل ساعده بعض رجال الأمن الذين تواجدوا أمام المدخل في تعليق اللافتات على الباب وجواره .

"هقابل السيسي الأربع الجاي أنا واللواءات وهنشوف الناس عايزة إيه" قالها الشاب –الذي يعمل سائق بشركة مصر للطيران-مرتفعًا بصوته حتى يسمع المتواجدون حوله، وكأنه يريد أن يخبرهم، في يده حمل دفترًا به كلمات خطها بيده قائلًا أنها أفكار سيعرضها مع الحملة على "السيسي" .

ورغم أن مؤهل "شريف" التعليمي الحصول على شهادة محو الأمية حتى المرحلة الثانوية إلا أنه يصر على استكمال التعليم والالتحاق بكلية الطب.

على بُعد خطوات من المستشفى، كان شارع "مديرية أمن القاهرة" منقسم لجزئين، الأيمن امتلأت أرضه بشظايا الزجاج، بقية من حجارة، ودماء. عساكر أغلقوا المنطقة بعد الانفجار الواقع صباحا، عربيات الشرطة ملأت المنطقة لجوار المبنى المتكسر، الذي يلفه سكون رغم الضجيج، ذهب عنه المصابين، والذين نجوا، فبقى خاليا يطل على الجهة الأخرى من الطريق.

كانت مديرية الأمن في ظهره، عندما بدأت أغنية "تسلم الأيادي" تعلو من الدراجة النارية التي أوقفها وسط الزحام، لجانبه كان علم مصر مرفوعا بيد سيدة، أمسكت باليد الأخرى صورة للفريق "عبد الفتاح السيسي"، تحرك شفتاها مع كلمات الأغنية، "احنا جينا هنا عشان نقول لا للإرهاب"، قالت "وطنية عبد الحميد"، التي اعتبرت اسمها وسام شرف.

سمعت "وطنية" الانفجار من منزلها بالقلعة، "جيت هنا علطول أشوف الدنيا"، ولم تبرح مسرح المديرية من وقتها، كانت الدموع تملأ عينا السيدة الستينية، "أنا زعلانة على الناس اللي راحوا"، لذلك لم تتمنى إلا صلاح أحوال البلد.

كانت مظاهرة قد تحركت حينها من أمام المديرية، يهتفون ضد جماعة الإخوان المسلمين، يطالبون "السيسي" أن يأتي رئيسًا لمصر، وبينما هم يتحركون، سار خلفهم "سيد علي"، أتى الرجل الستيني من حلوان ليؤيد وزير الدفاع، "بحب السيسي وعايزه يبقى رئيس"، مدللا على كلامه بأنه صوّت بنعم على الدستور الذي انعقد استفتاؤه الفترة الماضية. الإرهاب أيضًا على حد تعبيره كان سببًا وجيهًا لخروجه من منزله وحتى الوصول للتظاهر أمام باب المديرية.

وقفت "أم محمد"، "محمد عبد المنعم"، و"حنفي عفيفي"، في مواجهة المبنى المنكوب، يُشاهدون المسيرات تتحرك، والصور تُرفع، وفي الخلفية أصوات أبواق سيارات شارع بورسعيد، يمر السائقون، يقف بعضهم قليلا مشدوها بالمنظر، ينقل بصره للحشد المتمركز على الجهة الأخرى، ويرحل، بينما نزل الثلاثة لسبب واحد.

"انا مش شايف رئيس حالي ينفع غير السيسي"، قال "حنفي" الذي عايش تفاصيل الانفجار، "انا ساكن ناحية أبو الريش، سمعت صوت الصبح خرجت للشارع اشوف في ايه وبعدين جيت هنا"، لا يترك الجد لغحدى عشر حفيد مظاهرة إلا وخرج فيها على حد قوله؛ فمن ثورة يناير إلى تظاهرات 30 يونيو، "محدش هيقدر يقف قدام الإرهاب غير السيسي وبعد ما نجيبه هنجيب وزير داخلية كويس ورئيس وزراء".

أشياء كثيرة يرفضها "حنفي"، "المحاكمات بطيئة.. مفروض اللي بيتحاكموا يتعدموا عشان يكونوا عبرة لغيرهم"، بالإضافة لآداء وزير الداخلية، "هو كويس بس الأمان لازم يبقى أكتر من كدة".

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان