إعلان

عمرو حمزاوي يحذر من ''الثنائيات الخطيرة'' و''خطر اللامحكومية''

10:30 ص الإثنين 07 أبريل 2014

عمرو حمزاوي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار - سامي مجدي:

في هذه المرة من حواراتنا او نقاشاتنا الممتدة وجدته على غير العادة حزينا على ما آلت إليه الأمور في بلد حلم كغيره من ملايين المصريين بوطن أفضل يحفظ كرامة المصريين ويصون حقوقهم وحرياتهم ويبتعد عن انتهاكات جمة لحقوق مواطنيه وحرياتهم.

وجدته وقد تملكه يأس من إمكانية حصول تحول ديمقراطي كان منشودا. يرى بعين الخبير والمحلل السياسي، أن البلاد - مصر - ''تعيش حالة ممتدة من الابتعاد عن الديمقراطية بعد الخروج عن المسار الديمقراطي في الثالث من يوليو 2013'' وهو على الرغم من تأييده ومشاركته في 30 يونيو، يعارض ترتيبات 3 يوليو ويرى فيها تعطيلا للإجراءات الديمقراطية، وإن لم يقدم - كرئيس حزب سياسي - حلا مقنعا كبديل لتلك الترتيبات التي أعلنها الجيش بمساندة قوى سياسية ومؤسسات مجتمعية عدة.

سألت الدكتور عمرو حمزاوي في البداية عن رؤيته للأوضاع في مصر بعد 30 يونيو بشكل خاص وبعد أكثر من ثلاث سنوات من 25 يناير بشكل عام، وتركته يحلل ويعود بالذاكرة لحوارات ونقاشات مع مختلف القوى السياسية على الساحة المصرية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.

عاد أيضا الى حوارات أجريتها معه في تلك المدة وأيضاً الى كتابه الجديد ''هامش للديمقراطية في مصر - محطات وقضايا تحول لم يتم'' (لمعرفة المزيد عن الكتاب اضغط هنا)

وبعض مقالاته ودراساته، وخاصة تلك التي استدعاها البعض لتشويه صورته، حسب تعبيره، وخص بالذكر دراسة شارك فيها لصالح وقفية كارنيجي البحثية التي شارك في كتاباتها مع ثلاثة باحثين آخرين في 2008، تحت عنوان ''الشرق الأوسط الجديد'' انتقد فيها بشكل ''قاتل'' سياسات الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش.

''ثنائيات خطيرة''

بدأ بالحديث عن الوضع الراهن محذرا من ''الثنائية الخطيرة التي تعيشها مصر وهي تصاعد الأعمال الإرهابية من جهة، وتصاعد انتهاكات حقوق الإنسان والحريات من جهة أخرى''، مشيرا الى أن هذه الثنائية تقود وبسرعة تجاه عودة ''الدولة الأمنية'' على ما يقول.

ويلخص الوضع الآني في مصر الآن بالقول إن ''هناك صناعة لتيار آحادي هو تيار الصوت الواحد والموقف الواحد، الذي يضعف جدا بصورة فعلية من المنافسة''.

والخطأ الذي يراه في إدارة شؤون الدولة بعد 30 يونيو يشمل أيضا إدارة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يتم التعامل معها بمعزل عن الأزمات أو التحديات الأخرى كالتحديات الأمنية مثلا، ويفسر ذلك بأن ''التحديات الأمنية تواجه بحلول أمنية والتحديات الاقتصادية تواجه بعيدا عن السياسة لاعتبارات كثيرة أخرى، الأمر الذي حول إدارة الدولة إلى ما يشبه الجزر المعزولة''.

عزوف عن السياسة

ويرى أن ما ساهم في صعود الصوت الواحد، هو شعور قطاعات شعبية غير محدودة بعزوف شديد عن السياسة، الإمر الذي يجعلها تتعاطف وتؤيد الصوت والموقف الواحد هذا فضلا عن الشعبية التي يحظى بها المشير السيسي.

ويضيف ''لكن في خلفية هذا التأييد هناك حالة من فقدان المصداقية في السياسة وما يمكن إن تقدمه السياسة للناس، فقدان مصداقية في أن السياسة قد تنتج ما قد يفيد الناس في حياتهم اليومية، وهذه واحدة من المآسي الكبرى التي حدثت خلال الثلاث سنوات الماضية. وبالنظر الى مجمل ما حدث نجد أن الناس تشعر أن السياسة أودت بهم الى مهالك إضافية''.

وفي توصيفه للحالة العامة لمصر، يرى أيضا ان الخطاب الأحادي الموجود الآن يخلق ثنائية قائمة على مواجهة الآخر ''العدو'' داخليا أو خارجيا، ويدفع الناس لأن تفكر في أنه لابد من إلغاء وجود هذا العدو، فنحن على حق وهم على باطل، مشيرا الى أن هذا التصنيف يعود بنا الى أيام مرسي والإخوان حينما كفروا معارضيهم لكن هذه المرة بنزع الوطنية عن المعارضين والمخالفين في الرأي.

وذكر أن هناك ثنائية أخرى من ضمن الثنائيات التي يحفل بها الواقع المصري حاليا تتمثل في أن الطرف الرسمي (السلطة) لا تراجع نفسها تماماً كما الإخوان؛ فلا نقد ذاتي لدى الطرفين. الاخوان لا يعتذرون عن المسؤولية السياسية عن العنف والإرهاب ولا السلطة تعتذر عن اتهامات حقوق الانسان، ومن ثم المحاسبة لكل من أخطأ وفق القانون.

يقول حمزاوي إن ''تداعيات هذه الثنائيات خطيرة جدا على حاضر ومستقبل هذا البلد، حيث أنها تهدم فكرة التعددية وقبول الآخر، وتهدم شروط الاقتراب من أي فكرة تحول ديمقراطي كما أنها يمكن إن تهدم فكرة سيادة القانون والأخطر أنها تهدم فكرة الإنسانية نفسها''.

ورغم اعتماد تعديل دستور 2012 بنسبة كبيرة من التأييد غير أنه لا يخفي معارضته للوثيقة الدستورية ويقول إن عليها علامات استفهام كثيرة تتعلق بوجود نصوص قمعية تمثلت في محاكمة المدنيين عسكريا والوضعية الاستثنائية للمؤسسة العسكرية في الدستور.

أجواء غير مواتية

ويرى أيضا أن الأجواء التي تجرى فيها الانتخابات الرئاسية ومن بعدها البرلمانية ربما تكون غير مواتية في ظل تصاعد الإرهاب وانتهاكات حقوق الانسان والحريات.

ويضيف أن الانتخابات تترجم حالة الاستقطاب التي عليها مصر ولا تنهيها، مشيرا الى الحاجة الى التفكير في مساحات وخيارات مختلفة في المجتمع يمكن أن تدفع الى تغيير إيجابي وتعيد فكرة قبول الرأي الآخر، والبحث عن التوافق الوطني بشروطه وأهمها السلمية الكاملة وعدم الزج بالديني في السياسي وعدم الإخلال بقيم المواطنة. ''لابد من البحث عن مساحات بعيدة عن السياسة''.

ويحذر حمزاوي من أن استمرار الوضع الراهن على ما هو عليه يقرب مصر من الخطر الكبير الذي كانت عليه وقت مرسي وهو كما سماه ''خطر اللامحكومية''، بمعنى عدم القدرة على إدارة الشأن العام وتراجع مؤسسات الدولة، وفي هذه الحالة - كما يقول - لاينتظر المواطن أكثير من الدولة مما يدفعه الى انتاج أفكار حدية ويخلق بيئة مسهلة وجاذبة للعنف لا بيئة طاردة له.

في المرة المقبلة نعرف لماذا فقدت الناس مصداقيتها في السياسة؟

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج