إعلان

في نوفمبر.. ربنا يكفيكوا شر الطريق

01:54 م الأحد 30 نوفمبر 2014

ربنا يكفيكوا شر الطريق

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - أحمد حجي:

أيقظت ابنها في موعد مناسب، تركته لتعد إفطارًا يستطيع الأخير تناوله في المدرسة ريثما يرتدي ملابسه على عجل، فالحافلة التي تقله يوميا من مدينة دمنهور لمدرسته في الإسكندرية، سئِم سائقها طول الانتظار ولم يتوان يومًا عن ''تقريعه''.

مسرعًا، نزل ''محمد رضا'' الذي لم يتم عامه السادس عشر بعد، مصحوبًا بدعاء والدته، ''روح يابني ربنا يحبب فيك خلقه، ويكفيك شر الطريق''، كان يقصد بشر الطريق قديمًا قُطَّاع الطرق ومن على شاكلتهم، الأمر اختلف الآن وأصبح شر الطريق سائقًا شبه غائب عن الوعي يجر ناقلة وقود، لا يبالي إن تسببت حمولته في تفحم 16 طالبا.

ويحتفي العالم في الثالث من نوفمبر من كل عام باليوم العالمي لحوادث الطرق، شر الطريق الذي يتسبب سنويًا في إزهاق ما لا يقل عن 1.3 مليون شخص، طمعت مصر في نصيب الأسد بتلك الإحصائية مسجلة نحو 13 ألف قتيل وحوالي 40 ألف مصاب خلال 2013، المركز الأول عالميا.

نوفمبر الذي استهله رئيس الهيئة العامة للطرق والكباري سعد الجيوشي، بتصريح مفاده أن إصلاح وصيانة الطرق سيؤدي إلى زيادة نسب الحوادث، نوفمبر لم يمهل الجيوشي كثيرًا ففي سوهاج لقيت 11 طالبة مصرعها في تصادم ''ميكروباص'' وسيارة نقل، ليتضح للمتابعين أن الحوادث لن تزيد إذا ما أصلحت الطرق، فمصر التي تتكبد خسائر تقدر بـ15 مليار جنيه سنويا تكلفة اقتصادية لحوادث الطرق، -بحسب خبراء اقتصاديين- لن يتغير حالها للأسوأ إذا ما تم توفير هذا المبلغ لإصلاح منظومة الطرق في مصر.

إدارة شبكة الطرق في مصر تتداخل بين ثلاث وزارات هي النقل والإسكان والتنمية المحلية، الأمر الذي يجعل تطوير المنظومة ككل أمر صعب إعمالًا للمبدأ المصري الأصيل، ثلاث وزارات، ثلاثة قرارات، ثلاثة لجان، عدد لا نهائي من اللجان الفرعية.. إلخ، لتبقى شبكة الطرق المصرية كما هي بنسبة 90 في المئة من الطرق المفردة، تزيد بها نسب الحوادث بسبب التخطي الخاطئ، لتصبح مرتعًا غير آمن لسائقين 70 في المئة منهم يقودونها تحت تأثير المنبهات والمخدرات.

وبخلاف الحوادث اليومية التي تخلف وراءها عدد غير قليل من القتلى والمصابين، يظل تصادم حافلة مدرسية بناقلة وقود وتفحم 16 طالبًا بقرية عزبة المفتي في محافظة البحيرة، هو أبرز ضربات ''شر الطريق'' للمصريين في نوفمبر وأبشعها، إذ أصاب هذا الحادث المصريين بصدمة حين رؤوا أبنائهم جثثا متفحمة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد فبحسب قريب إحدى الضحايا، ألقى ممرض أشلاء الأخيرين في حديقة المستشفى.

وأبى نوفمبر 2014 أن ينقضي دون أن يترك بصمته النهائية في قلوب المصريين ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بضحايا حوادث الطرق، فبعد مرور أقل من أسبوع على تفعيل التعديلات الجديدة على قانون المرور، حصد حادثا سير بالمنيا أرواح 18 مواطنًا وأصيب 15 آخرون، ولم يفصل بين الحادثين سوى فترة قصيرة، من مساء السبت حتى فجر الأحد 30 نوفمبر.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج