إعلان

حوار- أسقف المنيا يكشف.. كيف حُرقت الكنائس

06:01 م الأحد 01 سبتمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- عزة جرجس ومحمد أبو ليلة:

في مطرانية المنيا، الكائنة بشارع التجارة، انتظرنا بغرفة الاستقبال إلى جانب أقباط جاءوا لـ''أخذ بركة سيدنا'' دقائق وجاء رجل ذو لحية كثيفة بيضاء، ويرتدي جلبابا أسودا وبعنقه صليب، فأسرع المتواجدون لتقبيل يده، كان هو الأنبا مكاريوس، الأسقف العام، لمحافظة المنيا. تصافحنا ودخلنا معه إلى قاعة فسيحة، قال لنا أنه استقبل فيها ممثلي حزب الحرية والعدالة، بعد فوز الدكتور مرسي بالرئاسة وأكدوا له أنه لا نية لـ''أخونة الدولة أو الجور على حقوق الأقباط''.

وفي حواره مع موقع ''مصراوي'' كشف الأنبا مكاريوس عن وجود بؤر كبيرة من الأسلحة يمتلكها المتشددون في محافظة المنيا استطاعوا الحصول عليها خلال العام الذي مكثه ''مرسي'' في الحكم، لافتا إلى أن مواد حارقة، محرمة دوليا استخدمت في الهجوم على بعض المنشآت المسيحية، مشيرا إلى أنه جمع الأطفال الصغار بعد وقائع حرق الكنائس التي أثرت على نفسيتهم وشرح لهم أن من حرقها لا يمثلوا المسلمين، وإلى نص الحوار:

ماذا حدث في المنيا الأيام الماضية؟

كان هناك اعتصام للإسلاميين وأنصار مرسي في ميدان ''بالاس'' والشحن كان واضحا جدا، حيث كان هناك خطابا تحريضيا على المنصة وفي بعض المساجد، وبعد فض اعتصام رابعة العدوية يوم الأربعاء 14 أغسطس، خرجوا غاضبين في مسيرات قاموا بحرق كنائسنا وممتلكاتنا لا أحب تسمية ما حدث بأنه عنف طائفي لأنه كانت هناك قوة واحدة تحرق وتقتل والقوة الأخرى لا ترد وكان لديهم خطة منظمة للحريق في هذا التوقيت.

وما هي تلك الخطة؟

الخطة كانت مهاجمة الكنائس وممتلكات الأقباط وهذه الخطة '' أ'' والخطة ''ب'' كانت اغتيال شخصيات عامة، وهذه الخطة كانت في منشور يوزعه الإسلاميون وبالفعل تم حرق الكنائس والممتلكات بعد فض الاعتصام ولكنهم لم ينفذوا الخطة ''ب''؛ فلم يقتل أحد من الأقباط، إلا اثنين أو ثلاثة تصادف وجودهم أثناء حرق الكنائس، وحينما ألقت الجماعة الاسلامية القبض على أكثر من شخص قبطي في الأحداث احتجزوهم فترة في مسجد الجمعية الشرعية ثم أفرجوا عنهم ولم يتم الاعتداء عليهم.

وكيف تم حرق الكنائس؟

هم يعملون بشكل منظم جدا حيث بدأوا بإلقاء زجاجات مولوتوف لجس النبض، وعندما لم يجدوا مقاومة قاموا بتكسير الأبواب الحديدية للكنائس وبعد ذلك دخل أفراد منهم لنهب وسرقة الكنائس ثم تركوا المكان. كان هناك ملتحون يوزعون الغنائم خارج الكنيسة.. وفي بعض الأحيان كانوا يلقون المولوتوف من أعلى المباني وليس من الأسفل وهذه نفس فكرة تفجير برج التجارة العالمي، فعندما يتم تفجيره من أعلى المبني يقع كاملا على عكس إذا تم إشعاله من الطابق السفلي وهذا حدث في المنيا.

وقد استخدموا في حرق الكنائس مواد غير تقليدية في الحرق مثل البودرة الحارقة والتي تشبه النابالم قديما، كما استخدموا مواد محرمة دولية حرقوا بها جمعية الشبان المسيحيين. وأوضحت تلك الأحداث أننا لا نمتلك أسلحة في الكنائس كما يقولون.

بعض الأهالي قالوا أنهم رأوا بلطجية يحرقون الكنائس؟

هناك أناس من البلطجية تواجدوا في الأحداث كانوا رأس حربة في الحريق تم استخدامهم وتوظيفهم في هذا الحدث لكن الأحداث كانت منظمة وفي توقيت واحد ومن بدأ بالهتاف والحرق كان من أنصار الإخوان وبعض المتشددين.

 

وماهي خسائر الأقباط في تلك الأحداث؟

قضيتنا ليست في الخسائر المادية، إنما التأثير النفسي للأحداث سيئ جدا وخطر على الدولة كلها مسلمين ومسيحيين، هناك فريق بحث لدينا لازال يجمع ويحدد الخسائر التي لحقت بنا. ومن ضمن الأماكن التي حرقت مدرسة الأقباط حيث تم سرقة أكثر من 130 ألف جنية بداخلها تحصيل مصروفات العام الجديد.

وفي الحقيقة كان الأطفال هم أكثر من تأثروا نفسيا هم الأطفال، وقد جمعتهم بعد وقائع حرق الكنائس والملاجئ كي نوضح لهم أن ما قام به فئة من المتشددين وأن ما حدث لا يمثل المسلمين لكي نخلق روح التسام.

وأين كانت الشرطة من كل هذا؟

لم يكن موقف الشرطة جيدا في هذا اليوم قامت بحماية مقراتها فقط، والاعتداء حدث في توقيت واحد على الكنائس ومراكز الشرطة، والحقيقة أن الشرطة تعلم أماكن كل من قاموا بحرق الكنائس سواء من البلطجية أو المتشددين. وأنا أتساءل عن دور الدولة لا أريد أن أفقد ثقتي في المؤسسة الأمنية وعليها حمايتنا.

هل كان هناك شحن ضد الأقباط قبل تلك الأحداث؟

نعم كان هناك تهديدات سابقة لنا من أعلى منصات الاعتصامات وفي المساجد بالإضافة لتوزيع منشورات كتبوا فيها ان الانتقام سيكون من المؤسسات الشرطية وكنائس الأقباط وممتلكاتهم وزادت حدة التهديدات في الفترة من 30 يونيو وحتى 3يوليو وبعد عزل مرسي كانت صدمة لهم فلم يقوموا برد فعل سريع وبعد أيام بدأوا في الانتقام.

هم يعتقدون أن البابا تواضروس الثاني خانهم حينما ظهر في بيان عزل مرسي وهذا خطأ، قرار العزل كان قد تم تجهيزه من قبل القوات المسلحة والبابا شارك في البيان هو وشيخ الأزهر وممثل حزب النور وتمرد لأن الفريق السيسي كان ذكيا وأراد جمع كل الأطياف حوله، هل كان يرفض البابا الدعوة للمشاركة بالطبع لا.

البعض يقول أن فترة حكم مرسي ساهمت في تأجيج الشحن ضد الاقباط.. ما رأيك ؟

الحقيقة أنه في فترة تولي مرسي الحكم لم يسيء للأقباط بشكل شخصي وحينما فاز مرسي بالرئاسة استقبلت ممثلين من الإخوان هنا في هذا المكان وأكدوا لي أنه لا نية لأخونة الدولة أو الجور على حقوق الأقباط. واصدرنا بيان وقتها نطالب بإعطاء مرسي فرصة للحكم قبل أن نحكم عليه. لكن هذه السنة من حكم مرسي أتاحت فرصة كبيرة للمتشددين في المنيا أن يحصلوا على أسلحة متطورة جعلت من المنيا محافظة تمتلك ترسانة أسلحة، وتم ضبط أسلحة آر بي جي في مسجد مغاغة منذ ايام تم استخدامها في الأحداث ومعظم هذه الأسلحة جاءت عن طريق ليبيا.

لماذا المنيا بالتحديد بها دائما توتر؟

المنيا مشتعلة منذ فترة طويلة فهي أهملت على مدار عقود من السنين وعلى مدار الحكومات المتعاقبة على الرغم من أهميتها الأثرية والتاريخية، بالإضافة لوجود عدد أقباط كبير بها كما أنها معقل لبعض المتشددين فهي تحتاج إلى إعادة نظر من الدولة، حيث بها انفلات أمني ناتج عن تقصير أجهزة الأمن.

وما دور الجماعة الاسلامية في تلك الاحداث؟

الجماعة الإسلامية تقول في التسعينات كانوا يعملون على استحياء لكن الخطر القائم الآن هو وجود فائض من الأسلحة عند الأفراد العاديين في الصعيد والمنيا بشكل خاص لأنهم حصلوا على الأسلحة ببساطة شديدة والدولة ساعدتهم على ذلك خلال عام من حكم مرسي، كما أن الشرطة تعلم أماكن الأسلحة والمحرضين والرؤوس المدبرة لتلك الأحداث والخطر الذي يجب مواجهته هو أن تمشط الدولة كل مناطق السلاح.

الآن يمشون بالسلاح في الشارع ولا شك أن هناك أشخاص متفتحين في الجماعة الإسلامية كانوا يقودون جلسات الصلح بين أقباط ومسلمين لكن هناك نسبة كبيرة من المتشددين ولديهم أفكار تحتاج لتغيير يعتقدون أن المسيحيين كفار يجب التخلص منهم.

تتوقع زيادة أعمال العنف في المنيا الفترة القادمة؟

العنف سيزداد لكن ليس ضد الاقباط بل سيكون ضد الدولة، والحل سيادة القانون والحوار، لا أحد يستريح في هذا التوتر لا مسيحين ولا مسلمين.

هل الشحن ضدكم من المتشددين لا يزال مستمرا؟

على مدار الأسبوعين الماضيين حدث تغيير جذري في خطابهم وخلت المظاهرات من الهتافات التحريضية ضد الاقباط ومنذ يوم الجمعة 16 أغسطس لم يحدث هجوم على الكنائس فهم الآن يندمون على مهاجمة الأقباط وقد عوتبوا كثيرا على تلك الاحداث وبعض العقلاء نبهوا أن ذلك تشويه للإسلام والمسلمين.

هناك تخوفات من هجرة الأقباط من المنيا ما قولك؟

عمليا لن يهاجر أي قبطي من مصر وحتى لو قرروا الهجرة هناك سفارات كثيرة سترفض وأستطيع أن أقول أن الرغبة في الهجرة قلت بعد 30 يونيو، لأن وجود الإخوان في الحكم كان لا يبشر بالخير في مصر وكانت هناك طوابير كثيرة للهجرة أمام السفارات وكان معظمهم مسلمين لم يقتصر الامر على الأقباط فقط. والمواطن المصري الحقيقي يحب مصر بكل ما فيها شعبا وأرضا ومؤسسات وممتلكات وهذه أرضنا مسلمين ومسيحيين.

وكيف يتم حل الأزمات الطائفية في المنيا؟

لا بد من التربية والثقافة وتنقية المناهج التي بها تحريض والخطاب الديني نفسه يحتاج لتغيير كما ان الدولة لابد ان تتخذ قرارات وقائية وتفرض القانون أولا ويكون هناك رادع، بالإضافة لضرورة وجود حوار تشترك فيه كل قوى الدولة وتغيير الثقافة. وأتمنى أن يعاد النظر في الوضع الامني بالمنيا والوضع الاقتصادي، ولا بد أن يكون هناك خطة تنموية، لأن هنا الجهل متفشي.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان