إعلان

حماس تشهر سلاح ''الأنفاق'' في وجه إسرائيل

01:33 م الإثنين 21 أكتوبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

غزة – (الأناضول):

رغم عدم اعتراف حركة ''حماس''، صراحة، بمسؤوليتها عن النفق الذي اكتشفته إسرائيل، قرب حدود قطاع غزة، بداية الأسبوع الماضي، إلا أن كل الدلائل تشير إلى اعتمادها سلاح ''الأنفاق''، في محاولة منها لامتلاك أوراق قوة في وجه الجيش الإسرائيلي الذي يمتلك إمكانيات هائلة.

وكان لافتا ما ذكره إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة ونائب رئيس المكتب السياسي للحركة، في خطابه الذي ألقاه في غزة أمس السبت، حينما قال إن ''الآلاف من المقاومين يتجهزون فوق الأرض و(تحتها) لتحرير فلسطين وملاقاة العدو''.

وكان الجيش الإسرائيلي، أعلن صباح الأحد الماضي 13أكتوبر/تشرين أول، عن عثوره على نفق قال إنه ''كان معدا لتنفيذ عملية ضخمة من غزة تجاه أهداف إسرائيلية''-حسب قوله.

وأوضح أن النفق كان يمتد من قرب مدينة خان يونس جنوب غزة، وينتهي في حقل زراعي في عمق إسرائيل، وبالقرب من بلدة عين شلوشا الإسرائيلية (شمال غرب النقب).

ونقلت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي الرسمي عن مصادر هندسية عسكرية قولها، إن ''حركة حماس استخدمت قرابة 800 طن من مواد البناء لتشييد النفق''.

وعقب اكتشافه أعلنت السلطات الإسرائيلية عن وقف السماح بدخول مواد البناء إلى قطاع غزة.

وتقول السلطات الإسرائيلية في تعقيبها على اكتشاف النفق الأخير بإحدى التقارير التي نشرت عبر صحيفة ''يديعوت أحرونوت'' :''إن الحياة في قطاع غزة تجري فوق وتحت الأرض، ومعروف أن هناك في داخل قطاع غزة خطوط أنفاق لأهداف عسكرية تؤدي إلى مواقع مختلفة''.

ويقدر مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن حماس تبني الأنفاق لهدفين أساسين ''الهجوم والدفاع''، موضحين بأن حماس تبني الأنفاق تحت مراكز المدن الكبرى في القطاع مثل رفح وغزة، في ظل تقديراتها بإمكان اندلاع مواجهات بينه وبين الجيش الإسرائيلي في تلك الأماكن في حال دخول القوات الاسرائيلية.

ويرى محللون سياسيون ومراقبون للشأن الفلسطيني أن إسرائيل باتت متخوفة من تكرار تجربة حربها على لبنان عام 2006 في قطاع غزة خاصة بعد تأكدها من اتباع فصائل المقاومة الفلسطينية استراتيجية حفر الأنفاق العسكرية لضرب العمق الإسرائيلي، التي اتبعها حزب الله في مواجهته للجيش الإسرائيلي.

وفي عام (2008)، وبعد انتشار العديد من المواد الإعلامية الإسرائيلية والتي كان أبرزها قول المحلل العسكري الإسرائيلي (عامير ربابورت):'' إن هناك بناء في غزة (تحت الأرض)، لا نراه، لكنه مزدهر''، علّقت إسرائيل إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة تخوفاً من استمرار المقاومة الفلسطينية في بناءها للأنفاق، حتى 22 سبتمبر الماضي.

''تكتيك عسكري''

وقال المحلل السياسي هاني البسوس، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية في غزة، ''إن أنفاق المقاومة نوع من التكتيك العسكري التي لجأت إليه في قطاع غزة للتعامل مع الواقع الميداني، بعد وجود حاجة ملحة لمواجهة الجيش الإسرائيلي (ميدانياً)''.

وذكر لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء، أن (الأنفاق) تستخدمها المقاومة كسلاح جديد في وجه الاحتلال، ويعتمد على آليات سرية من الصعب كشفها أو معرفة امكانياتها.

وفي عام 2001، بعد اندلاع انتفاضة الأقصى ضد الاحتلال الإسرائيلي، برزت ''الأنفاق'' لأول مرة كوسيلة قتالية جديدة في قطاع غزة، حيث فجرت كتائب القسام عبوة ناسفة في نفق أرضي أسفل موقع ''ترميت'' العسكري الإسرائيلي على الحدود الفلسطينية-المصرية.

ومنذ عام 2001 وحتى الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، واجه الجيش الإسرائيلي عدة عمليات عسكرية اعتمدت بشكل أساسي على الأنفاق الأرضية المجهزة بالمعدات العسكرية القتالية.

وأوضح البسوس أن أنفاق ''المقاومة'' الأرضية كانت سبباً رئيسياً في الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005.

ولفت البسوس إلى أن سلاح ''الأنفاق'' ساعد المقاومة في الوصول للقوات الإسرائيلية في أكثر مواقعها تحصناً، كما أنها تفيدُ في حالة الحروب سيّما المواجهة الميدانية.

شاليط

وكانت عملية ''الوهم المتبدد'' عام 2006 التي نفذتها كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) بالاشتراك مع فصيلين فلسطينيين صغيريْن من أشهر عمليات المقاومة التي اعتمدت على الأنفاق الأرضية.

وأدت العملية إلى أسر الجندي الإسرائيلي ''جلعاد شاليط'' ومقتل وإصابة جنود آخرين، وذلك باستخدام نفق طويل امتد من شرق رفح جنوب قطاع غزة وحتى بعد موقع كرم أبو سالم العسكري.

وأكد البسوس أن سلاح ''الأنفاق'' هو أكثر الأسلحة الحربية سريّة في قطاع غزة، مشيراً إلى أن الكثير من الشخصيات الحزبية والسياسية لا تعلم عن هذا السلاح إلى بعض المعلومات القليلة والمشوشة.

أنفاق مصر وأنفاق إسرائيل

وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، إن أنفاق المقاومة تختلف اختلافاً كبيراً عن الأنفاق التي يتم حفرها مع الجانب المصري لتهريب البضائع.

وأضاف: ''أنفاق المقاومة أكثر تحصناً، وأكثر سرية، تحفر على الحدود مع الجانب الإسرائيلي وليس المصري''.

وذكر أبو سعدة أن المقاومة الفلسطينية لجأت إلى هذا النوع القتالي الجديد بعد تحصين الاحتلال الإسرائيلي لمواقعه على طول الحدود مع قطاع غزة.

وأوضح أن الفصائل الفلسطينية بمختلف أطيافها تلجأ لسلاح ''الأنفاق''، مشيراً إلى أن حركة حماس هي الأبرز في هذا المجال.

وتابع:'' نفذت المقاومة الفلسطينية عدة عمليات عسكرية مشتركة باستخدام الأنفاق الأرضية، كعملية الوهم المتبدد وعمليات أخرى في الحربين على قطاع غزة''.

وكتبت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية –في وقت سابق- أن ''مشروع الأنفاق هو مشروع منظم، ومحسوب ولا يتيح مجالا للقرصنة، فهو منسق بين كافة الأذرع العسكرية للفصائل، بما في ذلك تسجيل كل الأنفاق في القطاع، ومسارات الأنفاق، وطرق الدخول إليها والهدف الذي حفرت لأجله''.

ولفت أبو سعدة إلى أن طبيعة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي يتطلب من المقاومة الفلسطينية الاستعداد لأي مرحلة مقبلة، منوهاً إلى أن المقاومة الفلسطينية تتحضر لأي مواجهة مستقبلية يمكن أن تحدث.

ورأى أبو سعدة أن إسرائيل تتخوف من وجود مدينة للأنفاق تحت قطاع غزة أو شبكة للأنفاق، كمدينة الأنفاق التي اكتشفها الجيش الإسرائيلي في لبنان بعد حرب 2006.

ويعتقد مراقبون إسرائيليون أن أنفاق المقاومة في داخل المدن بقطاع غزة أعدت لتمكين عناصر حماس من التحرك من شارع إلى شارع تحت الأرض، لمفاجأة الجيش الإسرائيلي كل مرة من مكان مختلف، في حال وجود مواجهة عسكرية.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج