إعلان

ارتبط بعضها بمراسم الزواج وأخرى قبلة للمثقفين.. أحياء دمياط بين الماضي والحاضر

09:15 ص الخميس 22 أغسطس 2019

دمياط – محمد إبراهيم:

شوارع عديدة في دمياط ترتبط بحكايات الناس وتاريخ الأجداد، وكان لها عظيم الأثر في تكوين الشخصية الدمياطية الجادة المقبلة على العمل، ومع توالي الحروب وتدشين المصانع وبروز مهن واندثار أخرى، ظلت أسماء هذه المناطق ترصد فترات ثابتة في الذاكرة، بعضها يعود إلى العصر الفرعوني.

تقع المحافظة تقع في الجزء الشمالي الشرقي من مصر، ويبلغ عدد سكانها أكثر من مليون شخص، وعاصمتها "مدينة دمياط"، التي تشتهر بصناعة الأثاث والحلويات والألبان إلى جانب زراعة أشجار النخيل التي تملأ الساحل من رأس البر شرقا حتى جمصة غربا، وتصدر ملايين منها إلى العديد من الدول.

"الجلاء.. وزفة الكباس"

حول تاريخ الإقليم وأشهر الأحياء، يقول الدكتور وحيد شعيب، الأستاذ بكلية الآداب بجامعة دمياط، إنه يعود إلى العصر الفرعوني، وعرفت دمياط في النصوص المصرية القديمة باسم "دميطو" بمعنى سكان الميناء، وتضم مواقع تاريخية مثل شطا ودمسيسة وغيط النصارى وعزبة البرج.

ويشير إلى حكاية "شارع الجلاء حاليا" أو "الشارع الجديد" سابقًا، عندما جرى توسعته ورصفه، لافتًا إلى ان اسمه كان "محمد علي" إلى أن أطلق عليه شارع الجلاء بعد ثورة 1952 ويمتد من "الكورنيش" وحتى مدخل "غيط النصارى" عند مستشفى الحميات في باب الحرس، وفي المنتصف كان يوجد "ميدان الكباس" الذي به خزان ماء من الصلب بُني منذ آخر الثلاثينيات في القرن الماضي.

وكان من ضمن مراسم زواج الدمايطة عمل زفة العروسين بالدوران حول "الكباس" بالسيارة 7 مرات، وكان الجلاء في البداية في اتجاهين في حارة واحدة ثم عدل ليكون اتجاهين في حارتين بينهما جزيرة، وفي العام "2007" جرى إزالة الكباس والجزيرة وأصبح شارع الجلاء حارة واحدة واتجاه واحد.

شارع عبد الرحمن

أحد أهم مناطق تجارة وصناعة الأثاث في المحافظة بأكملها، يعرفه القاصي والداني وتتفرع منه عدة حارات وأزقة حتى تحول من مجرد شارع إلى مجمع متكامل يضم ما يقرب من 1000 ورشة ومحل ومصنع صغير، وبه أسواق بيع قطع الأثاث والتحف والخامات والإكسسوار التي تخدم الصناعة.

وأعزى الدكتور وحيد شعيب سبب تسمية الشارع إلى وجود مسجد "سيدي عبد الرحمن الادريسى" نسبة إلى من قام بتدشين الجامع الذي يتوسط الشارع في مطلع الستينيات، قبل تجديده في العام 1981.

بدأ الشارع بعدد محدود من المحال للتجارة في قطع أثاث بسيطة وبعض المستلزمات ثم تزايدت أعدادها ووجدت بعض الورش ومصانع صغيرة ووفد إلى المنطقة مئات العمال وقاموا بشراء محلات وشقق سكنية واستقروا بالمنطقة بأكملها ومن هنا ذاعت شهرته كسوق للتجارة.

ميدان الساعة.. محراب المظاهرات

أطلق على ميدان "البوسطة" اسم ميدان الساعة في عهد الدكتور محمد فتحي البرادعي، وزير الإسكان الأسبق، عندما كان محافظا لدمياط قبل ثورة يناير ضمن مشروع مبارك للتنسيق الحضاري.

وشهد الميدان بعض المظاهرات والوقفات لأبناء المحافظة من القوى السياسية ضد إنشاء مصنع "أجريوم" حيث كان الميدان ملاصقًا لحديقة بنت الشاطئ التي أنشأها الدكتور "عبد العظيم وزير" عندما كان محافظا بعد أن أزال نادى غزل دمياط وشركة مصر للسياحة وبدأ يشهد المكان ويستضيف أي تظاهرات أو وقفات احتجاجية أو فعاليات أو عروض فنية مرتبطة بثورة "25 يناير" حتى جاءت ثورة "30 يونيو".

التجاري.. معقل الياميش والكنافة والفوانيس

يعد شارع "التجاري" بمدينة دمياط من أبرز الشوارع الشهيرة في المحافظة كلها، ليس بسبب كونه أحد أقدم الأماكن التاريخية في الإقليم فقط لكن المحال التجارية العديدة المنتشرة في محيطه مع اختلاف أنواع بضائعها منحته مكانة خاصة.

ويطلق أهالي المدينة عليه "شارع رمضان"، لما يضمه من محال بيع الكنافة والقطائف والتمور والياميش إلى جانب وجود متاجر بيع الفوانيس الخشبية.

محافظو دمياط على تعاقبهم يهتمون بالشارع ورصفه وتطويره، وإلى جانب ما يتميز به من جانب تجاري خصوصًا وأنه يضم أشهر متاجر بيع المصوغات الذهبية في المحافظة، إلا أنه مجاور لمسجد "البحر"، وهو جامع تاريخي يمتد إلى مئات السنين وله مكانته الخاصة في قلوب أهالي المحافظة وحظي بزيارة علماء الدين من مختلف الدول، وكذلك يضم الشارع "مسجد البدري" وهو مسجد تاريخي يتوافد عليه المئات كل رمضان لأداء صلاة التراويح به، يضم الشارع أشهر محلات بيع الحلويات مثل "البدري والمنشي وحرات والأميركين والنورس والمساوي".

رأس البر.. مرج البحرين

تميزت مدينة رأس البر بسحر وجمال خاص، وهي تشكل شبه مثلث من اليابسة، يطل ضلعه الشرقي على نهر النيل، والغربي على البحر المتوسط، وقاعدته على القناة الملاحية لميناء دمياط، ويلتقي عند قمته مياه المتوسط المالحة بماء نهر النيل العذب.

وعرفت المدينة قديما باسم "جيزة دمياط" وعندما زارها "المقريزي" سماها "مرج البحرين" واكتسب اسمها الحالي بسبب موقعها على خريطة مصر.

ترجع نشأة المدينة إلى العام "1823" وتتسم بهوائها النقي الجاف، وشواطئها ذات المياه الهادئة التي تتسم بقلة الرطوبة وكثرة اليود بالجو، ويقوم اقتصاد المدينة بشكل رئيسي على السياحة الداخلية صيفا.

فيديو قد يعجبك: