بعد حادث المكلا اليمني.. كيف علّقت دول التعاون الخليجي على الأزمة بين السعودية والإمارات؟
كتب : محمود الطوخي
القوات الجوية السعودية
كتب- محمود الطوخي
في حادث غير اعتيادي، استهدفت القوات الجوية السعودية سفينتين محملتين بالأسلحة والمركبات القتالية في ميناء المكلا اليمني، قادمتين من ميناء الفجيرة الإماراتي.
أعقب الهجوم السعودي، بيانات متبادلة بين أبو ظبي والرياض؛ إذ قال وزير الإعلام السعودي الأمير سلمان بن يوسف الدوسري، إن التصعيد الإماراتي في محافظتي المهرة وحضرموت اليمنيتين "غير مبرر".
وأكد الدوسري لوكالة الأنباء السعودية "واس"، أن التحركات الإماراتية في اليمن تخالف الأسس التي قام عليها تحالف دعم الشرعية "ولا تنسجم مع الوعود التي تلقتها المملكة من الإمارات".
وشدد مجلس الوزراء السعودي، على أن المملكة "لن تتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة أي تهديد لأمنها الوطني".
وطالبت السعودية، أبو ظبي بالاستجابة لطلب الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بسحب القوات الإماراتية من اليمن خلال 24 ساعة، وكذا وقف أي دعم مالي أو عسكري للمجلس الانتقالي الجنوبي أو أي طرف آخر.
كيف ردّت الإمارات على السعودية؟
من جانبها، نفت الإمارات ما وصفته بـ"المغالطات الجوهرية" في البيان السعودي، مؤكدة ان البيان الصادر عن المتحدث باسم التحالف بشأن حادث المكلا صدر دون التشاور مع الدول الأعضاء.
وأشارت وزارة الخارجية الإماراتية، إلى أن شحنة الأسلحة المستهدفة في ميناء المكلا لم تكن موجهة إلى أطراف يمنية، بل كانت "عربات مخصصة للقوات الإماراتية العاملة في اليمن".
وأكدت الخارجية الإماراتية، وجود تنسيق عالي المستوى مع السعودية بشأن هذه العربات والاتفاق على عدم إخراجها من الميناء، معبرة عن صدمتها من استهداف الشحنة رغم التنسيق.
واستنكرت أبو ظبي، الاتهامات الموجهة إليها بتصعيد الصراع في اليمن، مذكّرة بأن وجوها هناك جاء بناء على طلب من الحكومة الشرعية، محذّرة من أن هذا التطور يثير تساؤلات حول مستقبل مكافحة الإرهاب.
في خضّم هذه التطورات وجدت الدولة الخليجية نفسها في موقف حرج، إذ سعت بياناتها إلى الموازنة بين أمن السعودية كأولوية قصوى، وبين ضرورة الحفاظ على وحدة "مجلس التعاون الخليجي".
دول مجلس التعاون.. بين أمن السعودية وحفظ البيت الخليجي
وفي سياق ذلك، أصدرت وزارة الخارجية الكويتية يحمل دعوة إلى الدبلوماسية بين البلدين الخليجيين، غير أنه أكد على أن أمن السعودية ركيزة أساسية لأمنها القومي، مشيدة كذلك بما وصفته بـ"النهج المسؤول" لكل من الرياض وأبو ظبي.
بدورها، شددت وزارة الخارجية القطرية في بيان، على أن أمن السعودية والخليج "جزء لا يتجزأ من أمنها".
كذلك، ثمّنت الدوحة البيانات الصادرة عن السعودية والإمارات باعتبارها "تعكس الحرص على مصلحة المنطقة".
من جانبها، دعت وزارة الخارجية العمانية، البلدين إلى ضبط النفس وتغليب الحكمة ومعالجة القضايا بالحوار، مشددة في الوقت نفسه على احترام سيادة اليمن، دون التطرق إلى تفاصيل حادث المكلا.
أمّا البحري بصفتها رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي، فقد سعت إلى لعب دور "الضامن" بين البلدين، معربة عن ثقتها في حكمة السعودية والإمارات لاحتواء "أي تباينات" داخل البيت الواحد، مجددة دعمها للحل السياسي الشامل.