إعلان

"هجوم الربيع".. كيف استعدت أوكرانيا لشن عملية عسكرية مضادة على القوات الروسية؟

01:25 م السبت 11 مارس 2023

الجيش الأوكراني

كتب- محمد صفوت:

يحتدم القتال منذ أغسطس الماضي بين الجيش الأوكراني والقوات الروسية ومرتزقة مجموعة فاجنر الروسية للسيطرة على مدينة باخموت شرقي البلاد، في أطول معركة في الحرب الأوكرانية، وتوقع الأمين العام لحلف الشمال الأطلسي ينس ستولتنبرج سقوط المدينة خلال أيام، ويرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن سقوط باخموت سيترك "الطريق ممهدًا" للجيش الروسي في شرق أوكرانيا.

مع احتدام القتال في باخموت وتسجيل خسائر فادحة تكبدها الجانبان في هذه المدينة التي دمرت أجزاء كبيرة منها، تحدثت تقارير استخباراتية عن تحضيرات لهجوم روسي واسع مع انتهاء الشتاء الحالي، وتشير تقارير أخرى إلى أن الغرب يعد الجيش الأوكراني لهجوم واسع في الربيع.

في حديث لمنسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي، أكد أن واشنطن ستزود كييف بمعلومات لاستخدامها في هجوم الربيع. وعلى السلطات الأوكرانية تحديد مسار الأعمال القتالية. وأضاف كيربي: "يجب على الرئيس زيلينسكي، تقرير ما يجب القيام به في الربيع، وأين سيتم الهجوم، ومقدار القوة التي يجب استخدامها للقيام بذلك. نحن طبعا من جانبنا سنقدم المعلومات وسنقدم النصائح والمشورة، ولكن في النهاية يعود الأمر إلى الرئيس زيلينسكي لتحديد مدى إمكانية تحقيق الأهداف".

وكشف نائب رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية فاديم سكيبيتسكي، في الأسبوع الأخير من فبراير الماضي، عن هدف "هجوم الربيع" الذي تتحضر له أوكرانيا لشن عملية عسكرية مضادة على القوات الروسية في المناطق التي المحتلة. وقال، في مقابلة مع وسائل إعلام، إن الهجوم المضاد في الربيع المقبل يشمل عدة أهداف وأحد أهدافنا العسكرية الاستراتيجية هو محاولة فتح ثغرة في الجبهة الروسية في جنوب البلاد نحو شبه جزيرة القرم. وتابع "لن نتوقف حتى نعيد بلدنا إلى حدودها في العام 1991. هذه رسالتنا لروسيا والمجتمع الدولي".

بدأت أوكرانيا التحضير لهجوم الربيع، بعد وصول الأسلحة النوعية الغربية أبرزها منظومة "باتريوت" الأمريكية كما تسلمت من بولندا دبابات ألمانية من طراز "ليوبارد 2" بعد موافقة موسكو. وكان زيلينسكي يطلب باستمرار من الحلفاء الغربيين الحصول على دبابات حديثة بينما تستعد بلاده لشن هجوم مضاد روسي كبير متوقع في الربيع المقبل. بينما حذرت موسكو من أن إمداد أوكرانيا بالأسلحة الهجومية الحديثة.

وصلت دبابات "ليوبارد 2" وبدأت الوحدات الأوكرانية في التدريب عليها، فيما تتدرب قوات أوكرانية أخرى في قواعد تابعة لحلف الناتو على دبابات 'تشالنجر 2" البريطانية في قواعد الناتو. ومن المتوقع وصول المركبات القتالية الأمريكية برادلي، والدبابات الفرنسية AMX-13 الخفيفة، والمركبات المدرعة الألمانية طراز "ماردر". فيما لا يتوقع وصول دبابات أبرامز الأمريكية في الوقت المناسب لهجوم الربيع.

وتقول شبكة "سي إن إن" في تقرير لها بشأن هجوم الربيع المحتمل، إن أوكرانيا تخشى الهجوم الروسي المتوقت خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أنه بحلول الربيع سيكون هناك نحو 150 ألف روسي الذين تم تجنيدهم في الخريف الماضي قد تم تدريبهم وربما دمجهم في وحدات جاهزة للمعركة

واعتبرت الشبكة الأمريكية أن الوضع بالنسبة للأوكرانيين يعتبر سباق مع الزمن لكنهم يقومون بشكل أساسي بتحويل جيش قائم على المعدات السوفيتية إلى جيش يستخدم أسلحة غربية متقدمة. وتوقعت أن يكون "الربيع وحشيًا في أوكرانيا".

وقالت إنه يتعين على الجيش الأوكراني تدريب قواته على استخدام الأسلحة الجديدة ودمجها في تشكيلاتها الحالية، خاصة مع استمرار التدفقات في الأسلحة الغربية المتمثلة في عربات سترايكر المدرعة ومركبات مشاة برادلي القتالية من الولايات المتحدة ومدافع هاوتزر من فنلندا ونظام مدفعية آرشر المتقدم والمدافع المضادة للدبابات من السويد.

وكانت شبكة "سي بي إس" الأمريكية، نقلت عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، قولهم إن الأشهر القليلة المقبلة حاسمة بالنسبة إلى الهجوم المضاد في أوكرانيا في الربيع المقبل". مشيرة إلى تصريحات وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن التي أكد أن هناك فرصة سانحة قبل الربيع لتزويد أوكرانيا بالقدرات التي تحتاجها للشروع في الهجوم.

وكان أوستن توقع في منتصف فبراير الماضي بعد اجتماع مع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي "الناتو" في بروكسل، أن تشن أوكرانيا هجومًا مضادًا على القوات الروسية لاستعادة الأراضي المحتلة. يشار إلى أن الرئيس الأوكراني أكد سيطرة القوات الروسية منذ بداية الحرب على 1877 بلدة أوكرانية.

فيما تستعد كييف لهجوم الربيع، تواصل روسيا قصفها لمناطق مختلفة في أوكرانيا وتستهدف مصانع للذخيرة وتجميع الأسلحة ومنشآت للطاقة للحد من قدرة أوكرانيا على القتال. وكان الأمين العام للناتو حذر من أن القوات الأوكرانية تستهلك كمية ذخائر أكبر بكثير من تلك التي تنتجها الدول الأعضاء في الحلف.

وفي الأسبوع الماضي قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، لنظرائه في الاتحاد الأوروبي إن كييف بحاجة إلى 250 ألف قذيفة مدفعية في الشهر. قال أيضا إن قواته كانت تطلق نحو خمس الطلقات التي قال إنها ستستخدمها في العادة.

اقرا أيضًا:

"موسم طين الربيع".. هل يشكل خط الدفاع التاريخي لروسيا عائقًا أمام غزو أوكرانيا؟

اقرا أيضًا:

منحنى جديد في الحرب.. ماذا يعني تزويد الغرب لأوكرانيا بالدبابات؟

فيديو قد يعجبك: