إعلان

كل ما نعرفه عن زيارة نانسي بيلوسي لتايوان: لماذا أثارت القلق؟ (س/ج)

10:56 ص الأربعاء 03 أغسطس 2022

زيارة نانسي بيلوسي لتايوان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

أثارت زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان قلقًا واسعًا، ودقت ناقوس الخطر في واشنطن من أن بكين قد تلجأ إلى تصعيد غير مسبوق في مضيق تايوان.

مع ذلك، قالت شبكة سي إن إن الإخبارية- في تحليل- إن كل من الولايات المتحدة والصين ليس لديهما أي مصالح حقيقية في التنافس السياسي الذي قد يؤدي إلى اشتباكات عسكرية، بالرغم من تصاعد التوترات قبيل وصول السياسية الديمقراطية المخضرمة إلى تايوان، أمس الثلاثاء.

ومع ذلك، فإنه من شبه المؤكد أن رحلة بيلوسي ستخلق المزيد من عدم الاستقرار في العلاقات بين بكين وواشنطن.

قالت بيلوسي ووفد الكونجرس المرافق لها، في بيان الثلاثاء، إن الزيارة تهدف لتأكيد التزام أمريكا الراسخ بدعم الديمقراطية النابضة بالحياة في تايوان.

في الوقت نفسه ترى الصين وصول بيلوسي إلى تايوان تحرك استفزازي، لاسيما وأنها أحد أبرز منتقدي الحكومة الشيوعية الصينية، والمتحدثة باستمرار عن انتهاكاتها المزعومة في حقوق الانسان، علاوة على ذلك حذرت بكين من العواقب الخطيرة التي ستعقب هذه الزيارة.

لماذا زارت بيلوسي تايوان رغم التحذيرات؟

١

تعد بيلوسي أرفع مسؤول أمريكي يزور تايوان منذ خمسة وعشرين عاما، وبمجرد تسريب أنباء عن الزيارة، أصبح من غير المقبول سياسيًا، محليًا ولأسباب استراتيجية، الانحناء لتحذيرات الصين وتراجعها عن قرارها. وحسب المقربين منها، لكان من الصعب على شخصية مثل نانسي بيلوسي، لديها مسيرة سياسية مليئة بالمواقف المناهضة للصين، التخلي عن خططها.

علاوة على ذلك، سيبعث التراجع رسالة إلى الصين مفادها أن الولايات المتحدة ستتراجع عن المواجهة في أحد وأول مواجهتها مع قوة عظمى في المحيط الهادئ.

كان لبايدن اعتبارات سياسية كذلك، حسب سي إن إن، بينما اعترف علنًا بأن الجيش الأمريكي كان قلقًا بشأن الزيارة، إلا أنه لم يستطع الاصطفاف إلي جانب الصين ضد بيلوسي.

لماذا تتنازع واشنطن وبكين حول تايوان؟

٢_1

طالما كانت تايوان مصدر ازعاج في العلاقات الأمريكية الصينية، وازداد الموقف تعقيدًا- حسب سي إن إن- بسبب الاتفاقيات الدبلوماسية المعقدة والعقائد الاستراتيجية الأمريكية الدقيقة المصممة خصيصًا لتجنب احتمال نشوب الحرب مع الصين.

تعتبر بكين تايوان جزءًا شرعيًا من أراضيها، وتعترف الولايات المتحدة بجمهورية الصين الشعبية في البر الرئيسي باعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة، ولا تعتبر تايوان دولة، ولكنها لاتقبل مطالبة الحزب الشيوعي الصيني بفرض سيادته على الجزيرة الديمقراطية.

وبينما تقدم لتايوان وسائل الدفاع عن النفس، وتسمح لها بشراء أسلحة أمريكية الصنع، تبنت واشنطن سياسة الغموض المتعمد حول ما إذا كانت ستدافع عنها أم لا، ويرجع ذلك جزئيًا، حسب سي إن إن- إلى تأجيل إعلان تايبيه استقلالها، ولمنح قادة بكين فرصة ثانية لإعادة التفكير قبل الاستيلاء على الجزيرة.

لماذا يشعر بايدن بالقلق إزاء الرحلة؟

0

أعاد بايدن تنظيم السياسة الخارجية لبلاده حول مبدأ مواجهة القوة المتنامية للصين في آسيا وخارجها. قبل ثلاثين عامًا، قالت (سي إن إن) إن واشنطن أملت أنه من خلال تشجيع بكين، التي كانت في عزلة وقتذاك، ستتمكن من مساعدتها على التحرير السياسي وتؤهلها لكي تصبح أكثر انخراطًا في النظام الاقتصادي والسياسي العالمي، غير أن الأخيرة سعت لاستخدام قوتها العسكرية والسياسية المتزايدة ونفوذها لبناء نظام سياسي واقتصادي بديل الذي تمثله الولايات المتحدة وحلفاؤها.

ولكن بايدن أراد إدارة هذه العلاقة التنافسية الجديدة حتى لا تؤدي إلى حرب بين القوى الصاعدة في المحيط الهادئ (الصين) والولايات المتحدة وحلفائها.

وأكد بايدن، في مكالمة هاتفية مع نظيره الصيني الأسبوع الماضي، أنه لم يطرأ أي تغيير على الطبيعة الأساسية للعلاقات الأمريكية الصينية، أو موقف البيت الأبيض عندما يتعلق الأمر بتايوان.

غير أن تصريحات بايدن الأخيرة المتكررة بأن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان، والتي تراجع عنها مساعدو الرئيس الأمريكي، ربما تركبت انطباعًا غير مرغوب فيه لدى الصين.

كما تراقب الصين التحركات داخل الكونجرس الأمريكي والتي تقوم بها واشنطن من أجل استبدال سياسة الغموض الاستراتيجي بشأن خطط الولايات المتحدة حال غزو بكين لتايوان، لإصدار بيان واضح بأن الولايات المتحدة ستدافع عن الجزيرة.

يقول بعض المحللين- حسب سي إن إن- إن مثل هذا التحول لن يجر الولايات المتحدة إلى حرب في المحيط الهادئ ضد الصين لا يستعد لها الأمريكيون، ولكنه قد يجعل بكين أكثر عدوانية، كما أن الدفع من أجل حصول تايوان على استقلالها قد يجبر الصين على بدء نزاع عسكري.

قبل زيارة بيلوسي، أكد مسؤولون في الإدارة الأمريكية أنه لم يطرأ على سياسة الولايات المتحدة تجاه الصين، وأكدوا حقو بيلوسي في لسفر، ولكنهم ألمحوا إلى أن رد فعل الصين تجاه الزيارة قد يستغرق عدة أسابيع.

وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، إنه لا يوجد أي سبب لغضب الصين وللهجتها العدائية، أو اتخاذها لأي إجراء، وتابع:"فإنه ليس غريبًا أن يسافر قادة الكونجرس إلى تايوان، لذلك لا ينبغي أن نقلق كدولة، أو نخاف من هذا الخطاب أو تلك الإجراءات المحتملة".

لكن في بيان جديد صدر الاثنين، حذرت تشانج جون، السفيرة الصينية لدى الأمم المتحدة، مرة أخرى من أن الجيش الصيني لن يقف مكتوف الأيدي خلال زيارة بيلوسي، مُشيرة إلى أن رحلتها "سيكون لها تأثير سياسي فظيع".

وبالنظر إلى المشهد، يسود افتراض في واشنطن هو أن الرئيس الصيني ليس لديه أي مصلحة في التورط بمواجهة عسكرية مباشرة كما حال بايدن، ولكنه أقوى من القادة الصينيين السابقين، وهناك نزعة قومية قوية داخل الجيش الصيني إلى جانب ثقة متزايدة في قدراته.

لذلك، تجد الشبكة الأمريكية إن وضع أي افتراضات حول كيفية رد الصين على زيارة بيلوسي بناءً على تعاملها مع الأزمات السابقة قد يضع الولايات المتحدة أمام مفاجأة غير سارة.

ماذا تفعل الصين؟

٤_2

استدعت وزارة الخارجية الصينية سفير الولايات المتحدة لدى بكين، نيكولاس بيرنز، للاحتجاج على زيارة بيلوسي، إلى تايوان.

وأدانت الصين بشدة زيارة بيلوسي، ووصفتها بأنها "انتهاك خطير لمبدأ صين واحدة".

وقالت وزارة الخارجية الصينية، في بيان الثلاثاء، إن زيارة بيلوسي "تنتهك بشكل خطير سيادة الصين وسلامة أراضيها".

وحذر الوزارة من أن الزيارة "تقوض بشكل خطير السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، وترسل إشارة خاطئة بشكل خطير إلى القوات الانفصالية بشأن استقلال تايوان".

يتوقع محللون أن تبدأ الصين باستعراض أكبر للقوة قرب تايوان، وهو ما أكدته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" الصينية.

وذكرت الصحيفة أن بكين "ستهمل أكثر القواعد الرسمية التي تساعد في الحفاظ على السلام مع تايوان"، وخاصة فيما يتعلق "بالخط الأوسط" في مضيق تايوان الذي يمثل حدود منطقة الدفاع الجوي لتايبيه ومنطقتها الاقتصادية الخالصة.

وحسب الصحيفة الصينية فإن الجانبين كانا يلتزمان بهذا الخط قبل زيارة بيلوسي، لكن من الآن ستعبر الطائرات الصينية هذا الخط أكثر فأكثر، وستبقى في الجانب التايواني من الخط لفترات أطول "لاستعراض القوة".

وكتبت الصحيفة أن الصين ستتجاهل هذا الخط أكثر فأكثر حتى يختفي من الناحية العملية.

أكدت وسائل إعلام حكومية في الصين أن الجيش سيجري تدريبات بالذخيرة الحية لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من الأربعاء، مع منع جميع السفن والطائرات المدنية من دخول مناطق التدريبات.

كما أوقفت الصين الاستيراد من 35 منتجا للبسكويت والمعجنات التايوانيين، في تحذير قبيل زيارة السياسية الأمريكية.

فيديو قد يعجبك: