إعلان

الصين: هدوء الاحتجاجات المناهضة للحكومة وسط انتشار مكثف لعناصر الشرطة

10:36 ص الثلاثاء 29 نوفمبر 2022

انتشار لعناصر الشرطة في المدن الصينية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بكين-(بي بي سي):

خفت حدة الاحتجاجات التي انطلقت خلال اليومين الماضيين اعتراضاً على تدابير مكافحة جائحة كوفيد في الصين وسط تقارير عن انتشار كثيف لعناصر الشرطة في المدن الصينية.

وأقيمت حواجز عالية على طول الطريق الرئيسي الذي شهد الاحتجاجات في شنجهاي، ونفذت الشرطة العديد من الاعتقالات.

وكان عناصر الشرطة يمنعون الأشخاص من التقاط صور للاحتجاجات، ويزيلون الصور من أجهزتهم.

وتصاعدت الاحتجاجات في البلاد بعد نشوب حريق في مبنى شاهق في أوروكمي غرب الصين، أسفر عن مقتل 10 أشخاص يوم الخميس.

ويسود اعتقاد على نطاق واسع بأن السكان لم يتمكنوا الفرار من الحريق، بسبب التدابير المفروضة، لكن السلطات المحلية تنفي ذلك.

واعتقل الصحفي إد لورنس من بي بي سي خلال تغطية احتجاج في شنغهاي يوم الأحد. وتعرّض للضرب والرفس من الشرطة خلال توقيفه، واحتجز لساعات قبل الإفراج عنه.

ووصف وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي الاعتقال في تغريدة على تويتر بأنه "مقلق للغاية".


ولا تزال الصين القوة الاقتصادية الكبرى الوحيدة التي تعتمد سياسة صفر- كوفيد، وسط قيام السلطات المحلية بالتضييق حتى على حالات التفشي الصغيرة من خلال فحوص الاختبارات الجماعية وفرض الحجر الصحي والإغلاق المفاجئ.

ونشر العديد من الصور لاحتجاجات مناهضة لسياسة الإغلاق من شنغهاي والعاصمة بكين، ومن مناطق كبرى مثل ووهان وتشنغدو.

وزادت الرقابة على منصات التواصل الاجتماعي الصينية منذ احتجاجات نهاية الاسبوع، لمنع الناس من مشاهدتها ومناقشتها.

وأزيلت عشرات ملايين المنشورات من نتائج محرك البحث، واستبدلت وسائل الإعلام تغطيتها لجائحة كوفيد، بقصص متفائلة حول كأس العالم وإنجازات الصين في مجال الفضاء.

وتجمع عشرات المتظاهرين في وسط هونج كونج الإثنين، وداخل حرم الجامعة الصينية في المدينة إظهاراً لدعم المتظاهرين في الصين.

مشكلة اللقاح الصيني
طورت الصين لقاحات خاصة بها ضد فيروس كوفيد، لكنها ليست بجودة تلك المصنعة وفق تقنية "إم آر إن إيه" والمعتمدة في الخارج، مثل لقاحات فايزر وموديرنا.

وتبلغ نسبة حماية لقاح فايزر- بيونتيك من المرض الشديد أو من الوفاة 90 في المئة، مقابل 70 في المئة للقاح سينوفاك الصيني.

ولم يحصل عدد كاف من الأشخاص على اللقاحات. وتم تحصين عدد قليل من كبار السن، المعرضين للموت في حال الإصابة بكوفيد.

وليس لدى الأشخاص الناجين من العدوى الكثير من "المناعة الطبيعية"، نتيجة لوقف مسار الفيروس.

ما يعني أن المتغيرات الجديدة من الفيروس تنتشر بسرعة أكبر من ذلك الذي ظهر منذ ثلاث سنوات. وهناك خطر دائم من انتقالها إلى الصين من الدول التي تسمح بانتشاره.

ولم تقر الحكومة الصينية بوجود احتجاجات ولم تعلّق بأي شكل رسمي.

وتشكل التظاهرات تحديا سياسيا غير مسبوق للرئيس الصيني شي جينبينغ، وسط ترقب لكيفية تعامله معها.

ورفع عدد كبير من المتظاهرين أوراقاً بيضاء - وهو تكتيك في الاحتجاجات لتجنب الرقابة أو الاعتقال.

لكن آخرين ذهبوا أبعد من ذلك، وطالبوا مباشرة بتنحي الرئيس.

ورغم الرقابة الشديدة، انتشرت أخبار الاحتجاجات، وكذلك الصور ومقاطع الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل.

وشبه الفنان المعارض "أي وي وي"، سياست الصين الصارمة تجاه جائحة كوفيد، بفضيحة الصحة العامة التي حدثت عام 1990 في مقاطعة هينان، حيث اضطر الناس لبيع الدم في سبيل كسب المال، ما أدى إلى إصابة مئات الآلاف بفيروس نقص المناعة.

ورأى صانع الأفلام الذي ينتقد علناً الحكومة الصينية، إن هناك الكثير من أوجه الشبه في محاولات الحكومة للسيطرة على المعلومات.

وقال لبرنامج "بي أم" على بي بي سي، إن "سياسة صفر كوفيد يمكن أن تحدث فقط في الصين وفي كوريا الشمالية..وإن الحكومة لا تسمح إطلاقاً للناس بمعرفة الحقيقة".

وأضاف "الاقتصاد ينهار، الشباب عاطل ع العمل والطلاب لا يملكون مستقبلاً، والخريجون لا يجدون عملاً، ما يخلق الكثير من الأسباب لمثل هذه الاحتجاجات".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: