إعلان

صدمة التفجير المزدوج في القدس تطغى على مساعي تشكيل الحكومة الإسرائيلية

09:11 م الأربعاء 23 نوفمبر 2022

صدمة التفجير المزدوج في القدس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تل أبيب - (بي بي سي)

تواصلت في إسرائيل ردود الفعل الشاجبة للتفجير المزدوج الذي ضرب محطات حافلات في القدس، مع طغيان حالة من الصدمة إثر العملية التي لم تتبناها أي مجموعة بعد.

وبعد اجتماع مع القادة الأمنيين قدّم رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لبيد إيجازاً لخليفته المكلف بنيامين نتانياهو عن العملية التي أدت إلى مقتل فتى كندي إسرائيلي عمره 15 عاماً وجرح 14 آخرين.

وطمأن لبيد "مواطني إسرائيل" قائلاً "سنصل إليهم، يمكنهم الهرب والاختباء. هذا لن يساعدهم، ستصل إليهم قوات الأمن... إذا قاوموا سيُقتلون او سنتعامل معهم بقوة القانون".

وتأتي العملية في وقت يجري فيه رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو، مشاورات مع حلفاء لتشكيل حكومة يمينية جديدة تضم أعضاء من الأحزاب الدينية واليمينية المتطرفة.

وكان إيتمار بن غفير، النائب اليميني المتطرف، الذي يتطلع إلى تولي منصب وزير الأمن العام في محادثات الائتلاف الجارية لتشكيل حكومة، قد زار موقع الهجوم.

وقال بن غفير: "نحن بحاجة إلى دفع ثمن الإرهاب"، ودعا إلى اتخاذ إجراءات إضافية ضد سجناء فلسطينيين والعودة إلى سياسة الاغتيالات المستهدفة.

وقال بن غفير وهو أحد الحلفاء الأساسيين لنتانياهو بعد زيارة موقع الانفجارين: "يجب أن نشكل حكومة في أسرع وقت ممكن، الإرهاب لا ينتظر".

ووقع الانفجار الأول في محطة حافلات على أحد مداخل القدس الغربية الرئيسية، فيما وقع الثاني بعد نحو 20 دقيقة في حي راموت في القدس الغربية.

وقال عناصر الإنقاذ إن انفجاراً في محطة للحافلات عند مدخل القدس أدّى إلى إصابة 12 شخصاً اثنان منهم إصاباتهما بالغة، فيما دمر انفجار ثانٍ في محطة أخرى حافلة وأوقع ثلاثة جرحى آخرين.

وقال مصدر أمني لوكالة فرانس إن القنابل تم تفعيلها عن بعد فيما يجري البحث عن مشتبه بهم. وأكدت الشرطة الإسرائيلية أنه "هجوم إرهابي مزدوج" بعبوات ناسفة زرعت في محطتي الحافلات.

وأكد الشاباك لوكالة فرانس برس أنهما أول انفجارين منذ 2016 وأنه أحبط 34 هجوماً بالقنابل منذ مطلع العام الجاري.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن القوات الإسرائيلية أغلقت شوارع رئيسية بمدينة القدس، في أعقاب الانفجارين.

وأضافت أن الشرطة شددت إجراءاتها العسكرية في محيط مكان الانفجار، كما نشرت عناصرها في مناطق مختلفة بالقدس، فضلاً عن نصب الحواجز، وإغلاق المداخل الرئيسة المؤدية إلى المدينة.

وقال مكتب وزير الدفاع، بيني غانتس، إنه يجري مشاورات مع رئيس جهاز الأمن الداخلي الشاباك وكبار المسؤولين العسكريين.

وقال إيلي ليفي، المتحدث باسم الشرطة، لراديو الجيش الإسرائيلي إن الانفجار الأول نتج عن عبوة ناسفة قوية.

وأضاف ليفي: "لم يحدث مثل هذا الهجوم المنسق في القدس منذ عدة سنوات".

وقال راديو الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق، إن العبوات الناسفة كانت مخبأة داخل حقائب إحداها على الأقل تحتوي على مسامير لتعظيم أثرها.

وأظهرت لقطات كاميرات الأمن، بثها موقع "إن 12" الإخباري الإسرائيلي، لحظة وقوع الانفجار الأول مع تصاعد سحابة مفاجئة من الدخان من محطة الحافلات. وعرض التلفزيون لقطات حطام متناثرة في الموقع الذي طوقته قوات خدمة الطوارئ.

ترحيب فلسطيني

ورحبت حركة حماس بالعملية وقالت إنها تأتي في اطار الرد المستمر على اقتحام المسجد الأقصى ومحاولات تهويده وتقسيمه، وفقا للحركة.

وقال عبد اللطيف القانوع، الناطق باسم حماس: "نبارك لشعبنا الفلسطيني وأهلنا في مدينة القدس المحتلة العملية البطولية النوعية في موقف الحافلات والتي تأتي في إطار الرد المستمر على اقتحام المسجد الأقصى وتهويده ومحاولات تقسيمه".

كما قال داوود شهاب، الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي، إن ما وصفها بـ"عملية القدس البطولية والمهمة" جاءت لتوصل رسائل لقادة إسرائيل المتطرفين بأن المساس بالقدس وبأرواح الفلسطينيين خط احمر ولن يمر دون رد وبكل الرسائل، على حد تعبيره.

وأضاف: "نحن أمام حكومة صهيونية متطرفة تسعى إلى مزيد من الضم وسفك الدماء وتعلن حرباً على شعبنا الفلسطيني وهناك توافقات بينهم على ذلك، و نحن اليوم أمام عمليات نوعية ومهمة وبطولية".

إدانات غربية

نشرت السفارة الأمريكية في إسرائيل تغريدة على تويتر قالت فيها إنها تدين "بأشد العبارات الممكنة الهجمات الإرهابية التي وقعت اليوم على الأماكن العامة في القدس وتقدم تعازيها الصادقة للضحايا وأحبائهم".

وأضافت: "نراقب الوضع عن كثب. الإرهاب طريق مسدود لا يحقق أي شيء على الإطلاق ".

وقال نيل ويغان، السفير البريطاني لدى إسرائيل، في تغريدة: "صدمتني الهجمات الإرهابية التي وقعت صباح اليوم على مقربة من القدس، والتي أسفرت عن مقتل شخص وإصابة كثيرين آخرين".

وأضاف: "تعازينا الحارة للمتضررين وأسرهم وأصدقائهم. تقف المملكة المتحدة إلى جانب إسرائيل ضد الإرهاب".

وقال ديميتير تزانتشيف، سفير الاتحاد الأوروبي في إسرائيل، إنه "أصيب بذهول من الهجمات الإرهابية".

وكتب على تويتر "أعرب عن عميق التعازي لأسر الضحايا وتمنياتي بالشفاء العاجل لجميع المصابين. الإرهاب لا مبرر له إطلاقاً".

وقال ديميتير تزانتشيف، سفير الاتحاد الأوروبي في إسرائيل، إنه "أصيب بذهول من الهجمات الإرهابية".

وكتب على تويتر "أعرب عن عميق التعازي لأسر الضحايا وتمنياتي بالشفاء العاجل لجميع المصابين. الإرهاب لا مبرر له إطلاقاً".

توترات في الضفة الغربية

وتأتي الانفجارات، التي تحمل أصداء تفجيرات الحافلات التي كانت سمة مميزة للفلسطينيين خلال الفترة بين عامي 2000 و2005، في أعقاب أشهر من التوتر في الضفة الغربية المحتلة بعد أن شن الجيش الإسرائيلي حملة قمع بعد سلسلة من الهجمات الدامية في إسرائيل .

ففي الضفة الغربية احتفظ مسلحون فلسطينيون، في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، بجثة شاب إسرائيلي توفي في مستشفى فلسطيني في مدينة جنين بعد إصابته في حادث سيارة، بحسب الجيش الإسرائيلي.

ولم يتضح سبب أخذ المسلحين للجثة ولم يكن هناك ما يشير مباشرة إلى أي صلة بين هذا الحادث والتفجيرات في القدس.

وأفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، صباح اليوم، أن مسلحين فلسطينيين يحتجزون جثة إسرائيلي يبلغ من العمر 18 عاماً قُتل في حادث سيارة في شمال الضفة الغربية المحتلة.

وقالت صحيفة القدس الفلسطينية إن مسلحين أخذوا جثة الشاب ظنا منهم أنه من المحتمل أن يكون جندياً أو ضابطاً في المخابرات الإسرائيلية.

وذكرت صحيفة هآرتس أن مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين يتواصلون معاً لاستعادة الجثمان.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "من المتوقع إعادة (الجثة) إلى عائلته في إسرائيل في أقرب وقت ممكن، كإجراء إنساني مطلوب".

كما أفادت وسائل إعلام محلية أن القوات الإسرائيلية قتلت فلسطينيا يبلغ من العمر 16 عاماً خلال اشتباكات مسلحة أمس اندلعت في مدينة نابلس بالضفة الغربية، بعد أن دخلت القوات المنطقة لتأمين دخول مصلين يهود إلى ضريح قريب.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" أن عدداً كبيراً من القوات دخلت المنطقة استعداداً لما وصفته "باقتحام مستوطنين".

وأكدت "وفا" أن دخول القوات أدى إلى وقوع اشتباكات مع المواطنين أطلق خلالها الجنود الرصاص.

وأفاد موقع "واي نيت" الإخباري الإسرائيلي أن الجيش تبادل إطلاق النار مع من وصفهم بـ "إرهابيين مسلحين" خلال الاستعداد لتأمين دخول مئات المصلين اليهود إلى قبر يوسف، وهو موقع مقدس لليهود والمسلمين ويزوره اليهود بانتظام في ظل حماية الجيش.

ولم يصدر الجيش الإسرائيلي أي بيان بشأن الحادث حتى الآن.

واندلعت أعمال العنف هذا العام، لا سيما في الضفة الغربية المحتلة، بعد أن شن الجيش الإسرائيلي غارات شبه يومية منذ سلسلة الهجمات المميتة على أهداف إسرائيلية في وقت سابق من هذا العام.

وتقول أرقام الأمم المتحدة إن ما يزيد على 125 فلسطينياً قتلوا خلال العام الجاري على أيدي قوات الأمن الإسرائيلية في الضفة الغربية، وهو ما يتجاوز بكثير السنوات السابقة.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: