إعلان

كيف تسبب كورونا في تأزمّ "جائحة الجوع" في أمريكا؟

01:34 م الإثنين 03 يناير 2022

فيروس كورونا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

نيويورك - (د ب أ):

أدى انتشار فيروس كورونا وعواقبه، وخاصة فقدان فرص العمل، إلى زيادة أعداد من يحتاجون إلى المساعدة للحصول على قوت يومهم في الولايات المتحدة.

ويقول الكاتب الأمريكي آدم مينتر في تقرير نشرته وكالة بلومبرج للأنباء إن الأمريكيين اعتادوا مع بداية جائحة كورونا على أن يصطفوا طوال ساعات خارج بنوك الطعام، في انتظار فرصتهم للحصول على المواد الغذائية. وكثيرون منهم عانوا من انعدام الأمن الغذائي قبل تفشي فيروس كورونا. وعشرات الملايين من الأمريكيين الآخرين انضموا لصفوف المحتاجين لمثل هذه المساعدات. وبفضل التدخل الفيدرالي العاجل فقط تم تجنب حدوث أزمة جوع خطيرة في عام 2020.

ويضيف مينتر أنه للأسف حتى مع انحسار الجائحة إلى حد ما، ما زالت هناك مجموعة من العوامل ما زالت تحول دون إمكانية إيجاد كثير من الأمريكيين ما يكفيهم من الطعام. وتلك الضغوط ما زالت تمثل عبئا على بنوك الطعام في الولايات المتحدة. ومع استمرار الجائحة، تزداد مهمة تلك البنوك صعوبة وتكلفة. ولضمان ألا تؤدي تأثيرات الجائحة إلى انخفاض عدد طاولات الطعام في الشتاء، يتعين على الكونجرس العمل على زيادة عدد الجمعيات الخيرية التي توفر الغذاء للأمريكيين.

ويمكن القول إن انعدام الأمن الغذائي هو حالة يفتقر فيها الأفراد والعائلات القدرة على الحصول على الطعام الكافي لتوفير حياة صحية لهم. وفي عام 2019 كان هذا التوصيف ينطبق في وقت ما على 10.9% من الأمريكيين، أو حوالي 35 مليون شخص .وساعدت برامج مثل برنامج طوابع الغذاء على خفض تلك الأعداد. وكذلك فعلت بنوك الطعام.

ويقول مينتر إنه على الرغم من مثل هذه المساعدات، ما زال انعدام الأمن الغذائي قائما. فعندما تفشى فيروس كورونا وما أسفر عنه من عواقب اقتصادية، وجدت التركيبات السكانية الفقيرة بالفعل نفسها في حاجة خاصة للمساعدة. وكذلك الحال بالنسبة للعاملين الجدد، الذين انخفضت ساعات عملهم بدرجة كبيرة، واضطر أولياء الأمور للبقاء في المنازل بسبب إغلاق المدارس ودور الرعاية النهارية. وكان الضغط على بنوك الطعام شديدا للغاية: ووفقا لمنظمة فيدنج أمريكا الخيرية ارتفع عدد الأشخاص المحتاجين للطعام إلى 60 مليون في عام 2020، بزيادة بنسبة 50% عن العام السابق.

وفي مواجهة ذلك، اتخذ الكونجرس مجموعة من الإجراءات العاجلة، بما في ذلك توسيع نطاق الاستفادة من برنامج طوابع الطعام وبرامج توصيل الوجبات للمدارس. ولكن بالنسبة لبنوك الطعام، كانت الخطوة الأكثر أهمية هي ضخ 1.2 مليار دولار في برنامج المساعدات الغذائية العاجلة، الذي بمقتضاه تشتري وزارة الزراعة الغذاء من المزارعين وتقوم بتوزيعه على الولايات. وفي عام 2020، اتاح هذا البرنامج وغيره من البرامج الفرصة لمنظمة فيدنج أمريكا والجهات التابعة لها توزيع 2.5 مليار وجبة. وحققت تلك المساعدات الكثير: فرغم الجائحة، والصعوبات المرتبطة بها، لم يرتفع حجم انعدام الأمن الغذائي في عام 2020.

من ناحية أخرى، قام بنك الطعام "سكند هارفست " الإقليمي بتوزيع حوالي 200 مليون رطل من الطعام منذ بداية الجائحة. ورغم ذلك، لم ينخفض الطلب . وقالت أليسون اوتول المسؤولة التنفيذية للبنك إن الاقبال على البنك ما زال يزيد بنسبة 25% عما كان عليه قبل الجائحة، وهو ما ذكرته بنوك الطعام الأمريكية الأخرى.

وأكدت أوتول أن أسوأ حالات أزمة الجوع بسبب كورونا لم تنته بعد. واستشهدت بكثير من العوامل المصاحبة لذلك، ومن بينها زيادة معدلات المصابين بكورونا في المستشفيات، وإنهاء خدمات برنامج البطالة الطارئة وطوابع الطعام، وارتفاع أسعار المواد الغذائية- وهو ما لا يلحق الضرر فقط بالأفراد والعائلات، ولكن يؤثر أيضا على بنوك الطعام التي تعتمد على التبرعات التي انخفضت بنسبة 30%، ومشترواتها الخاصة من الأغذية التي زادت أسعارها.

ويوضح مينتر أن الحكومة ساعدت في عام 2020 في سد مثل هذه الثغرات. ولكن الكثير من تلك البرامج انتهى العام الماضي، بينما انتهت في الغالب أيضا التبرعات الخاصة. وزادت بنوك الطعام من مشترواتها الخاصة بنسبة 58% بالمقارنة بعام 2020، ولكن زيادة الأسعار وعدم انتظام سلاسل الإمداد، كانت وراء انخفاض تلك المشتروات عما كانت عليه من قبل، مما يهدد بعدم توفير الغذاء لأولئك الذين ليس بمقدورهم شرائه.

وأضاف مينتر أن الولايات المتحدة تواجه متحورات جديدة وشتاء آخر مع كورونا، ويمثل هذا أزمة تلوح في الأفق لا يمكن أن تتجاهلها الحكومة. وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن يوفر الكونجرس 2 مليار دولار أخرى لبرنامج المساعدات الغذائية العاجلة في عام 2022، تقول بنوك الطعام في أمريكا – بقيادة منظمة فيدنج امريكا- أن هذا المبلغ غير كاف لمواجهة الموجة الحالية لمن يحتاجون للمساعدة. وتسعى البنوك للحصول على 900 مليون دولار إضافية للمساعدة في توفير المواد الغذائية فيها والوفاء بالطلب المستمر على خدماتها.

واختتم مينتر تقريره بالقول إن طلب البنوك منطقي، ويتعين على الكونجرس الموافقة عليه. ولكن هذه التدخلات العاجلة لا بد أن تدفع إلى مزيد من التحقيقات حول كيفية وسبب استمرار وجود انعدام الأمن الغذائي كمشكلة مزمنة منذ عقود- لم يفعل فيروس كورونا شيئا سوى أنه زادها سوءا.

فيديو قد يعجبك: