إعلان

بعد سلسلة الهجمات.. هل تدخل طالبان صراعًا طويل الأمد مع داعش؟

09:22 م الإثنين 20 سبتمبر 2021

أفغانستان تحت حكم طالبان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد صفوت:

تبنى تنظيم داعش الإرهابي سلسلة تفجيرات وقعت في أفغانستان منذ سيطرة حركة طالبان على السلطة منتصف أغسطس الماضي، ما يهدد بصراع بين الحركة والتنظيم المتطرف إذ يختلفا معًا في رؤيتهما للشريعة الإسلامية وطريقة تنفيذها.

مع الانسحاب الأمريكي السريع والبدء بتنفيذ أكبر جسر جوي لنقل الأجانب والمتعاونين مع القوات الأجنبية خارج كابول، شن مقاتلو داعش تفجيرات انتحارية وهجمات أسفرت عن مقتل العشرات بينهم ١٣ جنديًا أمريكيًا في نهاية أغسطس فهجوم وصف بأنه الأكثر دمويًا منذ سنوات في البلد الذي مزقته الحرب على مدار ٤ عقود.

عقب اتمام الانسحاب نفذ داعش سلسلة هجمات بعبوات ناسفة استهدفت عناصر طالبان في مناطق مختلفة في البلاد، بداية الأسبوع الجاري، شرق أفغانستان، مما أثار شبح صراع أوسع بين طالبان وداعش.

وسُمع اليوم الاثنين، وفقًا لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، ٣ تفجيرات في مدينة جلال آباد، معقل تنظيم داعش وسط تقارير غير مؤكدة عن سقوط ضحايا من طالبان، في الوقت الذي تتعرض فيه الحركة لضغوطات دولية لاحتواء داعش ومنع جعل البلاد ملاذًا آمنًا للإرهاب، كجزء من تعهدات طالبان للمجتمع الدولي.

التفجيرات المستمرة تأتي في الوقت الذي تواجه طالبان مهمة صعبة متمثلة في حكم بلد مزقته الحرب، واقتصاد منهار، وهروب الآلاف من النخبة المثقفة في البلاد، وسط توقعات من منظمات الإغاثة الدولية بتفاقم الجفاف والجوع والفقر.

أحداث العنف الأخيرة في البلاد، عززت مخاوف الأفغان، إذ يستغل تنظيم داعش، ضعف حكومة طالبان المنهكة التي تواجه تحديات أمنية هائلة وانهيارًا اقتصاديًا.

ويرى المستشار بمجموعة الأزمات الدولية إبراهيم بحيس، أن داعش يحقق عودة دراماتيكية في أفغانستان، متوقعًا أن تمثل عودته صراعًا طويل الأمد بين الجماعات المختلفة في البلاد، حسبما نقلت عنه "أسوشيتد برس".

وأوضح أن "داعش - خرسان" وهو فرع التنظيم الإرهابي في أفغانستان، ابتعد حاليًا عن الهجمات ضد الغرب خارج الحدود، وحافظ على التركيز المحلي، مضيفًا أن تلك الاستراتيجية ربما تتغير مستقبلاً.

أهداف التنظيم الإرهابي تختلف مع طالبان، إذ يسعى للسيطرة على مناطق شاسعة لإعادة "خلافته" المزعومة كما حدث في وقت سابق في سوريا والعراق في ٢٠١٤، بينما ترى الحركة أن هدفها يتمثل في إعادة سلطتها على أفغانستان فقط.

خلال السنوات الماضية، دخلت طالبان في صراعًا مع داعش في أفغانستان بدعم أمريكي في بعض الأوقات، ونجحت في طرد مقاتلي داعش من شمال وشرق أفغانستان.

رغم تفوق طالبان في عدد مقاتليها على داعش، إلا أن الأخير نجح في استقطاب العشرات من عناصر الأولى. واعتبر مركز صوفان ومقره نيويورك في تحليل اليوم الاثنين أن الاختلاف بين رؤية واستراتيجية طالبان وداعش تمثل أحد أكبر المخاطر على طالبان، وأن الاختلافات بين قادة الحركة ربما يدعو عناصرها إلى الانشقاق والانضمام للتنظيم الإرهابي، في وقت كثف داعش جهود التجنيد.

ويرى الزميل في المعهد السويسري للشؤون العالمية المقيم في كابول فرانز مارتي، أنه حال استمرت التفجيرات التي ينفذها داعش، "فقد تصبح مشكلة كبيرة لقادة طالبان في إعادة سيطرتهم على أفغانستان".

وأوضح أن التفجيرات تؤثر على تصورات الأفغان، بشأن قدرة طالبان على السيطرة على البلاد وتأمينها، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن العاصمة كابول شهدت تحسنًا ملحوظًا في الأمن منذ سيطرة طالبان.

مع استمرار الهجمات لداعش، صرح المتحدث باسم طالبان دبيح الله مجاهد، الاثنين، أن داعش لا يشكل تهديدًا في أفغانستان وأن طالبان لديها القدرة على التصدي لهم.

ونقلت قناة "طلوع نيوز" الإخبارية المحلية عن مجاهد الذي يتولى حاليًا منصب نائب وزير الإعلام والثقافة في حكومة طالبان، قوله اليوم الاثنين "داعش ليس خطيرًا لأن الشعب يكره فكرة داعش ولا يؤيدهم أي أفغاني".

وتأتي تصريحاته بعد ظهور تقارير عن إعلان تنظيم داعش مسؤوليته عن تفجيرات وقعت مؤخرًا في شرق أفغانستان عبر وكالة أعماق التابعة للتنظيم.

فيديو قد يعجبك: