إعلان

استقالة وزيرين و6 نواب.. انفجار بيروت يصدع الحكومة والبرلمان في لبنان

04:21 م الأحد 09 أغسطس 2020

انفجار بيروت

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

في موجة استقالات غير مسبوقة تعصف بالحكومة والبرلمان اللبنانيين، أعلن وزيرين و6 نواب استقالتهم، تنديدًا بتعامل المسؤولين مع كارثة انفجار مرفأ بيروت التي أودت بحياة 158 شخصًا وأصابت أكثر من 6 آلاف آخرين وشرّدت مئات الآلاف.

بعد ساعات من تظاهرات غاضبة تخلّلتها مطالب شعبية باستقالة ومحاسبة مسؤولين على خلفية الانفجار، أعلنت وزيرة الإعلام اللبنانية منال عبدالصمد استقالتها من الحكومة، الأحد، بعد هول كارثة بيروت "استجابة للإرادة الشعبية".

وقالت عبدالصمد في مؤتمر صحفي مقتضب: "أعتذر من اللبنانيين الذين لم نتمكن من تلبية طموحاتهم.. التغيير بقى بعيد المنال".وتابعت: أتقدم باستقالتي من الحكومة، متمنية لوطننا الحبيب لبنان استعادة عافيته في أسرع وقت ممكن، وسلوك طريق الوحدة والاستقلال والازدهار".

وأضافت أن استقالتها التي قدّمتها إلى رئيس الحكومة حسّان دياب جاءت "بعد هول الكارثة الناجمة عن زلزال بيروت الذي هز كيان الوطن وأدمى القلوب والعقول، وانحناء أمام أرواح الشهداء وآلام الجرحى والمفقودين والمشردين وتجاوبا مع الإرادة الشعبية في التغيير".

وأكدت الوزيرة أن رئيس الحكومة اللبنانية "يتابع الملفات بأدق التفاصيل بحكمة وهدوء لتلبية المطالب الشعبية، التي لا سيما تلك التي رفعتها ثورة 17 أكتوبر"، مشيرة إلى أن "التغير بقي بعيد المنال". وبذلك تُصبح عبدالصمد أول عضو في مجلس الوزراء يغادر منصبه بعد الانفجار.

وبعد نحو 4 ساعات، قدّم وزير البيئة اللبناني دميانوس قطار استقالته في وقت يتجه وزير والاقتصاد للاستقالة أيضا. وفي أول تعليق له، قال قطار: "رفاق ولادي ماتوا، ولا يمكنني الاستمرار في هذه المسؤولية"، حسبما أوردت قناة "إل بي سي جروب" اللبنانية.

ونقلت قناة "الجديد" اللبنانية غن مصدر وصفته بالمُطلع، قوله إن رئيس الحكومة حسّان دياب أجرى محاولات عدة لسحب الاستقالة ولكن قطار "أصرّ على موقفه".

ووفق "إل بي سي جروب"، قدّم قطار استقالة خطية لدى دياب الذي طلب منه عدم الإعلان عنها. كما أقنع دياب وزير الاقتصاد راوول نعمه بالتريث عن الاستقالة.

يأتي ذلك فيما يُعقد اجتماع وزاري مع رئيس الحكومة دياب في السراي الحكومي للتشاور في خيار الاستقالة الجماعية.

وذكرت صحيفة "النهار" اللبنانية أن قرارًا اتُخِذ بإسقاط الحكومة، الخميس المُقبل، في البرلمان، فيما تشهد أروقة الحكومة مشاورات لتقديم استقالة جماعية. فيما يُعقد

وفي وقت سابق الأحد، دعا البطريرك بشارة بطرس الراعي إلى استقالة الحكومة إن لم تستطع تغيير "طريقة حكمها وباتت عاجزة عن النهوض بالبلاد"، ومساعدتها على التعافي من الانفجار المروّع.

بالتوازي، توالت الاستقالات النيابي. وأعلن النائب نعمة افرام، الأحد،. استقالته من مجلس النواب وتعليق نشاطه النيابي الى حين الدعوة الى جلسة لتقصير ولاية المجلس.

وكان 5 نواب في البرلمان أعلنوا استقالتهم خلال اليومين الماضيين. ويمثل ثلاثة منهم حزب الكتائب الذي يُعد من أشد معارضي السلطة منذ سنوات، فضلًا عن النائبة المستقلة بولا يعقوبيان، ومروان حمادة المقرّب من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.

وقبل نحو أسبوع، ووسط تعثر حكومي بات واضحًا، لا سيما على الصعيد الاقتصادي والسياسي، قدّم وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتّي استقالته إلى رئيس الحكومة حسان دياب، وغادر السراي الحكومي دون الإدلاء بأي تصريح.

وفي بيان أصدره لاحقًا، أوضح الوزير المُستقيل أن غياب الرؤية الإنقاذية للبلاد دفعه للاستقالة. كما نبه إلى انزلاق لبنان إلى مصافي الدول الفاشلة.

وقال حتّى: "لبنان اليوم ليس لبنان الذي أحببناه وأردناه منارة ونموذجاً، لبنان اليوم ينزلق للتحول إلى دولة فاشلة، وإنني أسائل نفسي كما الكثيرين كم تلكأنا في حماية هذا الوطن العزيز وفي حماية وصيانة أمنه المجتمعي".

يتزامن ذلك مع انطلاق مؤتمر المانحين الذي نظّمته فرنسا، عبر الفيديو، من أجل دعم لبنان بهدف "التمكن من تأمين الاحتياجات العاجلة لها بشروط تسمح بأن تذهب المساعدة إلى السكان مباشرة، لتدعيم المباني المتضررة والمساعدة الطبية العاجلة والمساعدة الغذائية وترميم مستشفيات ومدارس".

وافتتح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المؤتمر بالتشديد على ضرورة التحرك بسرعة وفعالية لأن مستقبل لبنان على المحك، مؤكدا أن بلاده تعمل ما في وسعها لتجنب الفوضى في البلاد نها لا تخدم الوضع.

فيما تعهّد الرئيس اللبناني ميشال عون، في كلمتها خلال المؤتمر، بالالتزام بتحقيق العدالة. وأكّد أن "كل من يثبت التحقيق تورطه بانفجار المرفأ سوف يحاسب وفق القوانين اللبنانية".

كان عون رفض، أمس السبت، أي تحقيق دولي في الانفجار المدمر مؤكدا أنه قد يكون نجم عن إهمال أو صاروخ. واعتبر أنه "تضييع للوقت".

بيد أن باريس ترى أن "هناك ما يكفي من العناصر الموضوعية للتفكير بأنه انفجار عرضي".

وبينما يعمل رجال الإنقاذ في العاصمة اللبنانية للعثور على ناجين محتملين، يتواصل تدفق المساعدات الدولية.

فيديو قد يعجبك: