إعلان

فيتنام تنجو من مصيدة كورونا في قطاع السياحة

01:23 م الإثنين 08 يونيو 2020

فيتنام

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

هانوي- (د ب أ):

تتقدم فيتنام في السباق الحالي لإعادة فتح البلاد في جنوب شرق آسيا أمام الباحثين عن الاماكن الدافئة والراغبين في التنقل بين المدن.

وأفادت وكالة "بلومبرج" للانباء بأن أعداد الوافدين الدوليين قد تراجعت بنسبة 98 بالمئة في شهر مايو الماضي، بالمقارنة مع نفس الفترة من العام السابق، وذلك بعد أن كانت قد سجلت رقما قياسيا في عام 2019. ومع ذلك، فإن النجاح في احتواء فيروس كورونا المستجد يعني أن السفر المحلي قد بدأ بالفعل.

وبالمقارنة، فإن دولة مثل تايلاند مازالت تفرض حالة الطوارئ، بينما تقوم دول أخرى مجاورة في المنطقة الصديقة للسياحة، بتخفيف القيود ببطء.

ومن شأن إعادة الفتح بصورة معتدلة، مساعدة اقتصاد فيتنام الذي بصدد التعافي حاليا، كما أنه قد يشجع على إعادة النظر في أولويات صناعة الانشطة الترفيهية.

واعتبرت فيتنام - التي يبلغ تعدادها السكاني ما يقرب من 100 مليون نسمة، وتقع على الحدود مع الصين - حالة استثنائية خلال فترة تفشي الوباء، حيث تظهر الاحصاءات الرسمية عدم تسجيلها أكثر من 329 حالة إصابة بالمرض، دون تسجيل أي وفيات.

وأشارت وكالة "بلومبرج" إلى أن ذلك يعكس قرار إغلاق الحدود بصورة سريعة، وفرض الحجر الصحي على عشرات الآلاف من الاشخاص، وتتبع الحالات وإجراء الفحوصات على نحو مثير للإعجاب.

وقد ساعدت الاتصالات الرسمية الواضحة وإتاحة إجراء الفحص بأسعار مناسبة، وتوفير أدوات الوقاية المصنوعة محليا في احتواء الازمة. وقد استمر الإغلاق الذي تم فرضه في البلاد لمدة شهر تقريبا، ثم كانت جميع حالات الاصابة الجديدة التي تم تسجيلها في البلاد منذ منتصف أبريل، قادمة من الخارج.

وعلى النقيض، فقد تم تسجيل نحو 3100 حالة إصابة في تايلاند، وأكثر من 21 ألف حالة في الفلبين، بالاضافة إلى أكثر من 37 ألف حالة في سنغافورة، معظمها في مهاجع العمال المهاجرين.

والنتيجة هي أن فيتنام كانت من بين أوائل دول العالم التي جعلت مواطنيها يستمتعون بقضاء العطلات من جديد.

وتشكل السياحة نحو 9 بالمئة فقط من اقتصاد فيتنام، الذي يبلغ حجمه 260 مليار دولار - وهي نسبة أصغر من النسبة التي تمثلها السياحة في تايلاند، حيث تمثل نسبتها هناك خمس إجمالي الناتج المحلي - ولكنها مازالت توفر ما يصل إلى حوالي 5 ملايين وظيفة، التي تناسب الكثير منها العمال من ذوي المهارات المتدنية.

وقد بدأت حملة تحت اسم "الفيتناميون يسافرون في فيتنام"، بمجرد أن بدأت صناعة الطيران في البلاد جداول منتظمة للخطوط الجوية.

وقد شهد العام الماضي تسجيل 85 مليون سائح محلي، بنسبة تزيد على 80 بالمئة من جميع الزائرين، وهو عدد ضخم حتى لو كانوا أقل إنفاقا من الأجانب.

إنها لمحة مبكرة عن شكل العطلة بالنسبة للجميع في فترة ما بعد وباء كورونا.

وقد أظهرت الملاحظات التي جمعتها شركة "تين مين جروب" للسياحة - التي تدير كل شيء، بداية من الرحلات البحرية وحتى المنتجعات - خلال الأسابيع القليلة الماضية، أن المسافرين يفضلون قضاء فترات عطلة قصيرة قريبة من منازلهم، على قضائها في الشواطئ أو في الأماكن الطبيعية، مع استمرار تجنب الكثير منهم للرحلات الجوية.

إذن، ماذا عن الخطوة التالية؟ هل هي عودة الزائرين الأجانب؟ مازال من الممكن أن تتم تلك الخطوة بعد أشهر من الآن، وذلك على الرغم من أن شركات الطيران بدأت تستعد للقيام برحلات جوية خارجية.

وتجدر الاشارة إلى أن التركيز على السائحين الصينيين، المهمين بالنسبة لدول جنوب شرق آسيا، ربما يكون في عطلة الأسبوع الذهبي، في مطلع أكتوبر المقبل.

ومن جانبه، يقول ستيفن شيباني، الذي يتابع السياحة في إقليم ميكونج لصالح بنك التنمية الآسيوي، إنه من المحتمل أن يكون الفتح تدريجيا على الجانب الفيتنامي، مع البدء بالجزر التي يسهل احتواء الفيروس فيها والمحببة لدى الراغبين في قضاء العطلات، مثل فو كووك أو المنتجعات .

ولن يقبل السياح بقضاء فترات حجر صحي طويلة، ولكن من المرجح أن يكون إجراء الفحوصات جزءا من الاتفاق بين طرفي الرحلة.

ويعتبر الطرف الآخر في مثل هذه الرحلات، هي دول منشأ الفيروس.

وكانت الصين - التي قام الزائرون القادمون منها في العام الماضي بإنفاق نحو 17 مليار دولار في تايلاند وحدها - استخدمت المجموعات السياحية لأغراض سياسية من قبل.

وعلى الرغم من ذلك، تبدو السلامة مصدر أكبر للقلق في الوقت الحالي، وهو أمر صحيح بشكل خاص بالنسبة للمسافرين المستقلين الذين من المرجح أن يعبروا الحدود قبل أشهر من قدوم المجموعات السياحية على متن رحلات جوية مستأجرة (شارتر).

وبالنسبة لفيتنام، شأنها شأن جميع دول جنوب شرق آسيا، فهناك جانب مضيء لهذه العودة البطيئة إلى الساحة العالمية. فقد كانت المنطقة ضحية للنجاح الذي حققته من خلال السياحة الجماعية.

ويعكس إغلاق خليج مايا في تايلاند في عام 2018، وهو المكان الذي شهد تصوير أحداث الفيلم الشهير "ذا بيتش" (أي الشاطئ) للنجم ليوناردو دي كابريو، وجزيرة بوراكاي في الفلبين في نفس العام، حجم الضرر الذي تسببت فيه جحافل المتنزهين والسائحين من غير العقلاء.

وقد يساعد إعادة الفتح بطريقة تدرك أهمية الصحة، والذكاء البيئي الذي يركز على المسافرين المستقلين الذين يشكلون هامشا أعلى، في بناء مستقبل أكثر استدامة.

فيديو قد يعجبك: