إعلان

ما له وما عليه.. ستيفن كوك يُعَدِّد إنجازات مبارك التي تجاهلتها النخبة والشعب

11:54 م الأربعاء 04 مارس 2020

الرئيس الراحل حسني مبارك

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد صفوت:

تحدث الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي في المجلس الأعلى لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا في مجلس العلاقات الخارجية، ستيفن كوك، في مقاله بمجلة "فورين بوليسي"، نُشر أمس الثلاثاء عبر موقعها الإلكتروني، عن الإنجازات التي حققها الرئيس الراحل حسني مبارك، الذي توفي الأسبوع الماضي عن عمر ناهز الـ91 عامًا.

ويرى الكاتب الأمريكي أن الثناء على الرئيس الرابع لمصر ركز على سقوطه، دون الالتفات إلى إنجازاته التي حققها خلال تربعه في القصر الرئاسي لثلاثة عقود متتالية.

واستعرض الكاتب عددًا من جوانب حياة الرئيس الراحل الشخصية، بدءًا من التحاقه بالكلية الجوية، وتخرجه فيها ومراقبته عن كثب للتقارب المصري للسوفييت آنذاك، وحرب اليمن، مرورًا بنكسة 1967، وصولًا إلى حرب أكتوبر.

ويواصل الكاتب الأمريكي سرده للإنجازات التي حققها مبارك منذ ترقيته في سن الـ43؛ ليكون قائدًا للقوات الجوية المصرية، ومن ثَمَّ المشاركة في حرب أكتوبر في ما يعرف بالطلعة الجوية الأولى، التي جعلت هزيمة إسرائيل ممكنة، واختياره ليكون نائبًا للرئيس الراحل أنور السادات.

وشهد عهد السادات إضرابات داخلية بدايةً من ثورة التصحيح في 1971، والإفراج عن معتقلي الإخوان، ثم انتفاضة الخبز في 1977، فتحول سريع لإبرام معاهدة سلام مع إسرائيل بعد تحقيق النصر في أكتوبر 1973، ثم حالة من الشد والجذب ورافضين للاتفاقية؛ الأمر الذي دعا السادات إلى إصدار أوامر اعتقال لمعارضين سياسيين، حتى حادث اغتياله الذي كان في أحد احتفالات نصر أكتوبر، وكان يجلس بجواره مبارك، الذي نجا من إصابة بسيطة في يده.

ويرى الكاتب أنه منذ حادث اغتيال السادات، شُكِّلت نظرة مبارك العالمية، وأصبح شعاره الذي رفعه خلال ثلاثة عقود في السلطة هو "الاستقرار من أجل التنمية". ويوضح الكاتب أن الأحداث المتلاحقة والسريعة في مصر والإضرابات والنكسة والحرب، أسهمت في تغيير سياسات مبارك، فلم يسِر على درب عبد الناصر والسادات، بهدف تحقيق إنجازات داخلية.

ويتابع المحلل السياسي الأمريكي بأنه منذ أداء مبارك اليمين الدستورية في 1981، زاد الاهتمام بالصحة، وانخفض معدل وفيات المواليد الرضَّع بشكل كبير، فضلًا عن حملات التطعيم ضد مرض شلل الأطفال الذي كان يصيب 96% من الأطفال في مصر، وانخفضت نسبة الإعالة العمرية في مصر -وهو مقياس تقريبي للسكان الذين يعتمدون ماليًّا على الآخرين- بمقدار الثُّلث.

ويواصل الكاتب سرده للإنجازات، قائلًا: "تحسَّن معدل الإلمام بالقراءة والكتابة بشكل ملحوظ، ولكن ليس بما فيه الكفاية، وهبطت النسبة المئوية للسكان العاملين في الزراعة من نحو 40% إلى 30%، كما زاد عدد العمال في قطاع الخدمات بشكل كبير".

ويقول الكاتب: "إن هذه المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية توضيحية، تكشف عن أن المصريين كانوا في وضع اجتماعي أفضل في عهد مبارك، وقبل انتفاضة 2011"، مضيفًا: "وبالتالي لا يمكن إنكار أن هذه التطورات جزء من تراث مبارك".

خلال الـ30 عامًا التي قضاها مبارك في حكم مصر، شهدت البلاد إصلاحات اقتصادية كبرى، وعطَّل قانون الطوارئ، وسمح بمزيد من الحريات السياسية.

وتابع كوك: "إن سياسة الاستقرار من أجل التنمية، لم تكن كافية لملايين المصريين. على الرغم من التحسينات الاجتماعية والاقتصادية العامة في مصر؛ فإن كثيرين شعروا أن عصرَي السادات وجمال كانا أفضل"، معقبًا: "ربما عدم مشاركتهم في تنمية البلاد ما جعلهم يشعرون بذلك".

ويقول كوك: "إن السنوات الأخيرة لعهد مبارك شهدت مصر خلالها تطورات متسارعة من استثمار عقاري في مجتمعات ومدن جديدة، وانتشار لليسارات الفارهة ومعدل عالٍ من الاستهلاك الضخم للنخبة السياسية؛ ما جعل الفقراء يشعرون بالازدراء والحقد على تلك الطبقة".

وعن القمع في مصر مبارك، يرى الكاتب أن أشكال العذاب والعنف التي مارسها نظام مبارك ضد محتجين عمال وصحفيين ومثقفين، لم تصل قط إلى نفس مستويات القمع في العراق وسوريا خلال الثمانينيات والتسعينيات والألفية؛ لكن الاستقرار بأي ثمن أصبح عذرًا للوحشية التي ترعاها الدولة.

مع استمرار فترة مبارك كانت هناك غطرسة متعمقة للسلطة الرأسمالية والمحسوبية والفساد، وكلها أشياء كانت موجودة في مصر قبل مبارك، لكنها زادت في السنوات التي سبقت 2011.

بدءًا بما يسمى حكومة "الأحلام" المكلفة بالمضي قدمًا في الإصلاحات الاقتصادية النيوليبرالية، بدت هذه المشكلات أكثر وضوحًا من أي وقت مضى. ثم تضافرت جميع التناقضات والمعضلات التي ابتليت بها مصر على مدى سنوات عديدة في أوائل عام 2011، ومثلها مثل النار في الهشيم، جلبت مئات الآلاف، وربما الملايين من المصريين إلى الشوارع للمطالبة بإنهاء حكم مبارك.

وكانت الانتفاضة منعطفًا مذهلًا للأحداث خلال "موسم الاحتجاجات"؛ فلم يكن من المفترض أن يسقط الزعماء المصريون أو يتغلبون على حكمهم.

ويقول الكاتب الأمريكي: "كيف يمكن للمرء أن يُقَيِّم مبارك بطريقة عادلة؟ فهو مثله مثل سابقيه وله تراث مختلط وإنجازات حقيقية تدافع عن نفسها بعد وفاته.

واختتم مقاله قائلًا: "من المفارقات أن تركيز مبارك على الاستقرار أنتج مصر اليوم، وغالبًا ما يزعم المحللون والصحفيون بأن (المباركية) تجاوزت فترة حكم مبارك للبلاد" متابعًا: "ليس صحيحًا ما تدعون، لقد مات ودُفن مثل الرجال".

فيديو قد يعجبك: