إعلان

مفرمة اللحم والنكران.. مصير بائس لأبناء داعش العائدين مع أمهاتهم الإيزيديات

09:02 م الأحد 24 مارس 2019

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد عطايا:

بين الحدود العراقية والسورية توجد نقطة لقاء طال انتظاره بين العائلات العراقية وذويهم المحررين من "داعش". رحلة يقطعها أرباب الأسر، يصطدمون في نهايتها عادة بوافد جديد إلى العائلة، تقول عنه صحيفة "ديلي بيست"، إنه ولد في أجواء من التطرف لأب منتم للتنظيم الإرهابي وأم أسرت في السابق، ويلقبه الإيزيديون بـ"ابن الخليفة".

تصف الصحيفة الأمريكية هذا الوضع، فتقول إن أحد الإيزيديين الذي التقى عائلته في المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق، فوجئ بطفل غريب مع زوجته، علم فيما بعد إنه من نسل "داعش". رفض الزوج أن يعيش في منزله طفل منسوب للتنظيم الإرهابي، فأودعت الزوجة ابنها الصغير دارًا للأيتام في الموصل.

وكشفت الصحيفة الأمريكية أنه مع إعلان هزيمة "داعش" في سوريا والعراق، ظهرت العديد من المشكلات على الساحة، أبرزها طريقة التعامل مع أبناء مقاتلي التنظيم الإرهابي، محليًا ودوليًا.

وأوضحت أنه منذ ظهور "داعش" قُتل واختُطف ما يقرب من 7000 إيزيدي، في عمليات وصفها الإيزيديين بـ"الإبادة الجماعية الـ73" ضد مجتمعهم. ولا يزال أكثر من 3000 شخص في عداد المفقودين، على الرغم من سقوط التنظيم.

النساء الإيزيديات مرحب بعودتهن إلى منازلهن وأزواجهن، وذلك بعد مرسوم "ديني"، صدر في العام 2014، يغفر للسيدات كل ما تم فعله بهن، لكن ذرية التنظيم بحسب صحيفة "ديلي بيست"، لا يوجد ميثاق بشأن عودتها أو احتوائها في ظل الأسرة.

وكشفت "ديلي بيست" أن عدم توجه المجتمع العراقي للتعامل مع أزمة أبناء داعش، يسبب كارثة كبرى، خاصة أن معظم النساء العائدات من الأسر لديهن "خيار رهيب"، إما التخلي عن أطفالهن في دور الأيتام مقابل العودة إلى المنازل، أو البقاء معهم وفقدان عائلتهن إلى الأبد.

أحد الباحثين في مجال حقوق الإنسان قال لـ"ديلي بيست"، إن الحكومة العراقية تبذل جهد قليل لنقل بعض الأطفال إلى السجن بينما تنتظر أمهاتهم اللجوء في الخارج، حتى يتم لم شملهم مع أبنائهم في كندا أو ألمانيا أو أستراليا.

وأكد أحد مستشاري قوات سوريا الديمقراطية أنهم يحاولون رعاية ذرية مقاتلي "داعش"، بعد تسليم عدد من العائلات لذويهم.

وقال نغم نوزات حسن، طبيب نساء وتوليد إيزيدي عالج عشرات النساء اللائي أنجبن من مقاتلي التنظيم، إن الأزواج العراقيين يعتقدون أن أطفال داعش لا ينتمون لجماعتهم وسيدمرون مستقبلهم.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم الإيزيديين لقمان سليمان محمود، أن أتباع الديانة الإيزدية يجب أن يتم تعميدهم في "بركة المعمودية"، التي يزورها الشخص مرة واحدة على الأقل في حياته، لافتًا إلى أنه يعمل مع الكهنة على إعادة تعميد النساء الهاربات من "داعش" ليغسل كل ما ارتكبنه من فواحش وذنوب، ولم يذكر أي شيء عن الأطفال أو احتمالية تعميدهم ودمجهم مع أسرهم.

ويقول أيمن مصطفى، القاضي الذي يرأس اللجنة العليا الكردية للاعتراف بالإبادة الجماعية: "إذا تعرضت الفتاة أو المرأة للاغتصاب وإنجاب طفل، فإن الطفل سيحصل على دين الأب، وليس الأم، وبالتالي دمج أبناء داعش وسط الإيزديين صعب للغاية".

وكشفت "ديلي بيست" أن البرلمان العراقي هو الوحيد الذي يمكنه تغيير القوانين والضغط على المعتقدات الدينية، حتى يسمح للناجيات بتسجيل الأطفال تحت اسمائهن وديانتهن.

وتروى إحدى الهاربات من "داعش"، لصحيفة "ديلي بيست"، أن والد طفلها الداعشي أطلق النار على والدها أمامها، وأنها لا تعترف به، قائلةً "إنه طفل متشدد من داعش، يجب وضعه في مفرمة اللحم".

فيديو قد يعجبك: