إعلان

بعد انسحاب أمريكا وروسيا.. ما نعرفه عن معاهدة القوى النووية

02:53 م السبت 02 فبراير 2019

ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

في خطوة أثارت مخاوف الغرب، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو الانسحاب من معاهدة القوى النووية مع روسيا، ابتداءً من اليوم السبت، التي اتهمها بأنها "تخرق المعاهدة منذ عام 2014".

وقال بومبيو إن واشنطن أثارت أكثر من ثلاثين مرة قضية عدم التزام روسيا ببنود المعاهدة على نحو "يشكل خطرا على الأمن الأوروبي والأمريكي"، لكن دون جدوى.

ومن المُقرر أن يسري تطبيق التعليق لمدة ستة أشهر، لكنه سيصبح انسحابًا دائمًا من المعاهدة، في حال فشل المفاوضات في حل الخلافات بين الجانبين.

بعد إعلان القرار الأمريكي بساعات، ردت روسيا بإعلان انسحابها من المعاهدة التي شكلت مدى تطوير الأسلحة الصاروخية بين القوتين الأكبر في العالم على مدى أكثر من ثلاثة عقود.

وتصرّ الولايات المتحدة، على أن روسيا، في انتهاك للمعاهدة، طورت صواريخ متوسطة المدى يطلق عليها "نوفاتور 9M729" وتعرف لدى قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) باسم SSC-8.

هذا النوع من الصواريخ سيمكّن روسيا بشنّ ضربة نووية تجاه دول حلف الناتو في وقت قصير للغاية، لكن موسكو لطالما أصرّت على أنها لا تنتهك الاتفاق ودعت صحفيين وملحقين عسكريين أجانب الشهر الماضي لاستعراض منظومة الأسلحة التي تسببت بالخلاف.

وكرر لافروف السبت الاتهامات الروسية لواشنطن بأن الولايات المتحدة "هي التي تنتهك المعاهدة منذ سنوات".

ما هي معاهدة القوى النووية؟

هي اتفاقية أُبرمت بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي (قبل أن بتفكك)، في واشنطن، وقعها الرئيس الأمريكي رونالد ريكان والزعيم السوفييتي ميخائيل كورباتشوڤ، في 8 ديسمبر 1987، وتم التصديق عليها من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي في 27 مايو 1988 ودخلت حيز التنفيذ في 1 يونيو من العام نفسه.

الاسم الرسمي للمعاهدة هو المعاهدة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهوريات الاشتراكية للاتحاد السوفييتي للقضاء على صواريخهم متوسطة المدى وقصيرة المدى. ووصفت بـ"التاريخية"، إذ فتحت الطريق لعهد جديد في العلاقات بيت الكتلتين الشرقية والغربية.

بموجب المعاهدة، تعهد الطرفان بعدم صُنع أو تجريب أو نشر أي صواريخ بالستية أو مُجنّحة أو متوسطة، وتدمير كافة منظومات الصواريخ، التي يتراوح مداها المتوسط ما بين 1000-5500 كيلومتر، ومداها القصير ما بين 500─1000 كيلومتر.

تاريخ العاهدة

في مارس 1976، نشر الاتحاد السوفييتي، لأول مرة، صاروخ (إس ‌إس-20( الذي يُعرف أيضاً باسم RSD-10)) في أراضيه الأوروبية، وهو صاروخ باليستي متوسط المدى مُتحرك يمكن إخفاؤه، ويضم ثلاثة رؤوس نووية.

مدى الصاروخ يبلغ 4700–5,000 كيلومتر، أي يمكن أن يصل إلى غرب أوروبا عند إطلاقه من الأراضي السوفييتية، هذا الصاروخ حلّ محل الأنظمة السوفييتية القديمة (إس ‌إس-4) و(إس ‌إس-5)، إذ كان يرى الغرب أنها تمثل خطراً على غرب أوروبا وشمال أفريقيا، والشرق الأوسط، وأهداف في ولاية ألاسكا الأمريكية.

وبينما كان النظامان (إس ‌إس-4) و(إس‌ إس-5) يُعتبران أسلحة دفاعية، فإن النظام إس‌ إس-20 كان يُعتبر نظام هجومي مُحتمل.

المفاوضات

بدأت المفاوضات بين أمريكا والاتحاد السوفييتي للحد من الصواريخ النووية قصيرة ومتوسطة المدى من كلا الطرفين، واستقر الأمر إلى عدم نشر واشنطن صواريخها في أوروبا مقابل خفض موسكو لعدد الصواريخ، واستمرّت المناقشات حول بنودها إلى أن دخلت حيز التنفيذ رسميًا عام 1988.

وبحلول مايو 1991، تم تنفيذ المعاهدة بشكل كامل، حيث دمر الاتحاد السوفييتي 1792 صاروخا باليستيًا ومُجنحًا تُطلق من الأرض، ودمرت الولايات المتحدة الأمريكية 859 صاروخًا.

وتشير نصوص المعاهدة إلى أنها غير محددة المدة، ويحق لكل طرف منها الانسحاب بعد تقديم أدلة مقنعة للخروج، بحسب موقع "أرمز كنترول" الأمريكي.

وبين الصواريخ الأمريكية التي تقضي المعاهدة بتدميرها، صواريخ "بيرشينج 1 ايه" و"بيرشينج 2" التي كانت محور أزمة الصواريخ الأوروبية في ثمانينات القرن الماضي.

فيديو قد يعجبك: