إعلان

أمريكا تعترف بإبادة الأرمن.. ماذا نعرف عن مأساة قتل 1.5 مليون شخص؟

11:25 م الخميس 12 ديسمبر 2019

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد صفوت

تبنى الكونجرس الأمريكي اليوم الخميس، قرارًا يعترف بإبادة الأرمن التي وقعت قبل نحو 100 عام على يد جنود الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى، وبموجب القرار الذي تبناه الكونجرس فمن المتوقع أن تفرض عقوبات جديدة على تركيا بشأن إبادة الأرمن.

وفي 30 أكتوبر الماضي، انضمت الولايات المتحدة، إلى الدول المعترفة بإبادة الأرمن، بعد تصويت أغلبية مجلس النواب الأمريكي لصالح قرار الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن بواقع 405 صوت مقابل رفض 11 صوت فقط.

وطالما كانت هذه القضية تتسم بحساسية شديدة بالنسبة للأتراك، وجاء التصويت على القرار في وقت تعاني فيه العلاقات الأمريكية التركية من أزمة على خلفية العدوان العسكري الذي تشنه أنقرة في شمالي سوريا، وتلويح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإمكانية فرض عقوبات كبيرة على أنقرة حال ارتكابها أي انتهاكات.

اعتبرت أنقرة أن التصويت جاء انتقامًا للعدوان العسكري على شمال سوريا، وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن القرار "بلا أي قيمة".

وغرّد الوزير التركي، عبر تويتر، أن تركيا أحبطت "مؤامرة كبرى" بهجومها في شمال شرق سوريا وأن تحرك مجلس النواب الأمريكي يهدف "للانتقام من هذه الخطوة".

واستدعت أنقرة، بعد قرار النواب الأمريكي، السفير الأمريكي في أنقرة للاحتجاج على اعتراف مجلس النواب الأمريكي بالإبادة الجماعية للأرمن، وفق مسؤولين أتراك.

وقال مسؤولون إن السفير، ديفيد ساترفيلد، استدعي إلى وزارة الخارجية لأمر يتعلق "بالقرار الذي لا أساس قانونياً له واتخذه مجلس النواب"، حسبما نقلت قناة العربية الإخبارية.

وترفض الحكومة التركية، استخدام تعبير "الإبادة الجماعية"، وتقول إن المئات قتلوا خلال الاشتباكات التي وقعت خلال الحرب العالمية الأولى، والتي عانى منها الأتراك أنفسهم.

ماذا حدث للأرمن؟

تحدث المؤرخ الأمريكي ديفيد فرومكين عن إبادة الأرمن في كتبه، وقال إن حوادث الاغتصاب والاعتداء كانوا أمور طبيعية وشائعة في ذلك الوقت، حتى أولئك الذين لم يقتلوا كانوا يُجبرون على النزوح عبر الجبال والصحاري دون طعام أو شراب، وظلوا يبحثون عن مأوى لفترات طويلة. واضطر مئات الآلاف من الأرمن إلى الاستسلام، أو قتلوا في نهاية المطاف.

وبحسب المؤرخ التركي تانر أكام، الذي اختار منفاه في الولايات المتحدة الأمريكية خوفًا من بطش السلطات التركية، فإن إبادة الأرمن بدأت بعد 31 يوم فقط من دخول العثمانيين الحرب العالمية الأولى في 31 أكتوبر 1914.

وبحسب موسوعة براتينكا الإنجليزية، فإنه أثناء سنوات الحرب العالمية الأولى (1914-1918) واصلت السلطات العثمانية اضطهادها المنظّم للأرمن، وقامت بحملات كبيرة من التهجير القسري لمئات آلاف السكان من قراهم وأراضيهم وإعادة توطينهم في مناطق أخرى من الإمبراطورية، وبخاصة في بلاد الشام وسوريا، تحت مظلة قانون "التهجير"، حسبما نقلت إندبندنت عربية.

وحتى الآن لا يوجد اجماع حول عدد الأرمن الذين قتلوا خلال عملية الإبادة الجماعية، ولكن هناك شبه إجماع بين المؤرخين الغربيين على أن عدد القتلى من الأرمن حوالي 1.5 مليون أرمني.

وقدّر المؤرخون عدد الأرمن الذين عاشوا في الدولة العثمانية قبل عام 1915 حوالي مليون و256 ألف نسمة، غير أن موسوعة بريتانيكا قالت إن هذا الرقم لم يأخذ سكان الأرمن البروتستانت في الحسبان، مشيرة إلى رأي المؤرخ آرا سارافيان، الذي يقول إن عدد سكان الأرمن بلغ نحو مليون و700 ألف نسمة قبل بداية الحرب. ومع ذلك انخفض هذا العدد إلى 284 ألفاً بعد عامين في عام 1917، ما يؤكد حدوث "الإبادة الجماعية".

وكانت فرنسا قد قررت هذا العام إحياء ذكرى "الإبادة الأرمنية" في البلاد، وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن بلاده قررت اعتبار يوم 24 أبريل" يوماً وطنياً لإحياء ذكرى الإبادة الأرمنية".

ووصل عدد الدول المعترفة بإبادة الأرمن، إلى 30 دولة بعد انضمام الولايات المتحدة إليهم، ومنهم فرنسا، والأرجنتين، وروسيا، والبرازيل، وألمانيا، وعددًا من المنظمات الدولية على رأسهم البرلمان الأوروبي.

ويسعى الأرمن للحصول على اعتراف دولي بتعرضهم لمجازر بين 1915 و1917 على يد الأتراك في إبادة جماعية حصدت أرواح نحو 1,5 مليون أرمني.

فيديو قد يعجبك: