إعلان

أكبر المستفيدين.. كيف يستغل ترامب مقتل البغدادي في تقويض محاولة عزله؟

03:09 م الإثنين 28 أكتوبر 2019

ترامب

كتبت- هدى الشيمي:

كان الإعلان عن مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي اللحظة السينمائية التي يتوق إليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذه المرحلة الحرجة المحفوفة بالمخاطر. قالت مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية إن سيد البيت الأبيض حرص على ألا تضيع سُدى، ويحرص على استغلالها جيدًا.

وذكرت المجلة الأمريكية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن مسألة مقتل البغدادي إثر غارة أمريكية شُنت على محل إقامتة شمال غربي سوريا، سوف تبقى القصة التي يستخدمها ترامب طوال الفترة التي يقضيها في منصبه، لاسيما وأنها قوبلت بحفاوة كبيرة من قبل زعماء وقادة العالم.

بدأ الرئيس الأمريكي الأمر بطريقة تشويقية، فأعلن في وقت متأخر من اليوم السبت الماضي، أن "شيئًا كبيرًا قد حدث للتو!"، وبعد ساعات ظهر ترامب في غرفة الاستقبال بالبيت الأبيض، وبدأ يسرد التفاصيل الدقيقة للغارة الجوية التي توفي على إثرها البغدادي.

ورغم اختلاف لهجة الاثنين وطريقتهما في التعامل مع قضايا حساسة كتلك، إلا أن إعلان ترامب مقتل البغدادي أعاد إلى الأذهان الإعلان الذي قام به الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في مايو 2011 عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بدلان.

بالغ ترامب في خطورة البغدادي، قالت المجلة الأمريكية إنه عمل على تصويره باعتباره الإرهابي الكثر تهديدًا الذي واجهته بلاده على الإطلاق، رغم أن أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة قد ارتكبوا جرائم أفظع وأكثر بشاعة في حق الولايات المتحدة، خاصة وأنهم كانوا السبب وراء حدوث هجمات 11 سبتمبر.

قال ترامب إن البغدادي "كان الأسوأ على الإطلاق. أسامة بن لادن كان العقل المُدبر وراء هجمات أبراج التجارة العالمية، ولكن هذا (البغدادي) هو الرجل الذي بنى كل شيء، كما يود أن يُطلق عليها هو دولة الخلافة، وكان يحاول إعادة بنائها من جديد".

لفتت ذي أتلانتيك أن ترامب كان قد سخر من الدور الذي لعبه سلفه باراك أوباما في العثور على أسامة بن لادن وقتله. وكان قد كتب تغريدة عبر تويتر، في عام 2012، قال فيها إن "أوباما يسرق الضوء من القوات التي قتلت بن لادن في محل إقامته في باكستان".

وأعلن ترامب، أمس الأحد، مقتل البغدادي وعدد كبير من عناصره، في عملية نفذتها القوات الأمريكية الخاصة وحدها استهدفت مقر تواجده في قرية باريشا في ريف محافظة إدلب، شمالي غرب سوريا. وقال ترامب في تصريحات تلفزيونية بثت على الهواء مباشرة إن البغدادي قتل مع ثلاثة من أطفاله بعدما فجّر سترته الناسفة، موضحا أن نتائج اختبارات الحمض النووي التي أجريت بعد 15دقيقة من مقتله أثبتت أن الجثة تعود للبغدادي.

استحوذ الإعلان عن مقتل داعش على أنظار الجميع، وشتت الانتباه عن التحقيق الذي يجري في مجلس النواب والذي يهدف إلى عزل ترامب، بعد اتهامه باستغلال نفوذه ومنصبه في الحصول على معلومات تعزز فرصه في الانتخابات الرئاسية المُقبلة.

وذكرت المجلة أن أحدا من الصحفيين الذين حضروا المؤتمر الصحفي، أمس الأحد، لم يسأل الرئيس الأمريكي بشأن التحقيق الذي يهدف إلى عزله، كما أن ترامب لم يتطرق إلى الأمر بدوره. ولكنه أثنى على مسؤولي الاستخبارات الذي ساعدوا على تعقب البغدادي والعثور عليه، وقال: "هذا ما يجب أن يركزوا عليه".

مقتل البغدادي في هذا الوقت يشكل عقبة كبيرة أمام منافسي ترامب في الانتخابات المُقبلة، لاسيما الديمقراطيين. قالت ذي أتلانتيك إن إليزابيث وارين، سيناتور من ولاية ماساتشوستس وأحد المُرشحين الديمقراطيين المُحتملين للمشاركة في انتخابات الرئاسة، تحظى الآن بقبول كبير، وربما تُخبر الناخبين بأنها حققت الكثير من الانجازات في وول ستريت، ولكنها لن تكون صاحبة الفضل في القضاء على أكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم.

حسب ذي أتلانتيك، فإن استغلال صلاحيات المنصب إحدى القواعد الأساسية التي يلجأ إليها الرؤساء الأمريكيين الذين يواجهون فضائح. قبل سقوطه في فضيحة ووترجيت، ذهب الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في رحلة إلى الشرق الأوسط في عام 1974، على أمل أن يبدو وكأنه رجل دولة، واستقبلته دولة الاحتلال الإسرائيلي استقبال الأبطال، وخرج حوالي 100 ألف شخص لتحية موكبه الذي تحرك في شوارع القدس.

ولكن خطة نيكسون لم تنجح، وبعد شهرين فقط استقال نيسكون وعاد إلى بيته في سان كليمنتي، كاليفورنيا.

يرى جن دين، مستشار سابق في البيت الأبيض، أن السؤال الذي يجب طرحه هنا هو "هل ترامب سيتمكن من الحفاظ على انتصاره وتعزيزه أم أنه سيهدره بتصرفاته غير المتوقعة؟"

فيديو قد يعجبك: