إعلان

"أصبح للإرهاب وطن".. هكذا تخطط أمريكا مع طالبان لمستقبل أفغانستان

09:45 م الثلاثاء 29 يناير 2019

حركة طالبان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد عطايا:

خاضت الولايات المتحدة نقاشات عدة مع طالبان، تهدف للتوصل إلى حل سياسي في أفغانستان، بعد الفوضى التي تبعت دخول القوات الأمريكية كابول منذ 18 عامًا، لتتوصل أمريكا في النهاية إلى مسودة اتفاق بعد اجتماعها منذ أيام مع الحركة في العاصمة القطرية الدوحة.

وقال الممثل الخاص لأمريكا للمصالحة الأفغانية، زلماي خليل زاد، السبت، إن سلسلة اجتماعات في الدوحة كانت مثمرة أكثر من أي وقت مضى، مضيفًا أن هناك تقدم ملحوظ في عدد من القضايا الأساسية.

وتابع ممثل الولايات المتحدة قائلًا: "هناك بعض القضايا التي لم نتفق عليها بعد، لن يتم الاتفاق على شيء حتى نتفق على كل شيء، وذلك يتطلب إجراء حوار أفغاني وفرض وقف شامل لإطلاق النار".

فيما أعرب وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، عن أمله في أن تحرز المفاوضات الأخيرة تقدمًا في عملية السلام داخل أفغانستان.

تفاصيل اتفاق الدوحة

توصل الجانبان خلال اجتماعاتهم التي استمرت قرابة أسبوع إلى مسودة اتفاق ترسم الخطوط العامة لإنهاء الحرب المستمرة منذ 17 عامًا فى أفغانستان. وتنص المسودة على مغادرة القوات الأمريكية والأجنبية خلال 18 شهرًا من تاريخ توقيع الاتفاق.

وتعهدت طالبان (المصنفة كجماعة إرهابية في الولايات المتحدة)، بأن تفعل ما هو ضروري ولازم حتى لا تصبح أفغانستان منصة لجماعات أو أفراد منخرطين في الإرهاب الدولي.

في المقابل، أفصحت مصادر من "طالبان" عما ورد داخل مسودة الاتفاق لوكالة "رويترز"، مؤكدة عن حاجاتها لإجراء مزيد من المفاوضات والمشاورات الداخلية.

وقدم المسودة تأكيدات بعدم السماح لمقاتلي القاعدة وداعش باستخدام أفغانستان لمهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها وهو مطلب رئيسى لواشنطن.

وقالت "طالبان"، إنه في غضون 18 شهرًا إذا تم سحب القوات الأجنبية ووقف إطلاق النار يمكن تطبيق جوانب أخرى من عملية السلام.

وذكرت المصادر إن بنودا أخرى تشمل تبادل السجناء وإطلاق سراحهم، ورفع حظر دولي على السفر فرضته الولايات المتحدة على عدد من قادة طالبان، واحتمالات تشكيل حكومة أفغانية انتقالية بعد وقف إطلاق النار.

ولم تذكر الحركة مدى استعدادها لوقف إطلاق النار في أفغانستان قبل خروج القوات الأمريكية، ما أثار حفيظة الخبراء الدوليين، حول مدى استعداد طالبان لتنفيذ سلام هادئ هناك.

"أصبح للإرهاب وطن"

وصفت المحللة السياسية الأمريكية، إيرينا تسوكرمان، مسودة الاتفاق وبنوده بأنها "كارثية"، مؤكدة أن واشنطن أرادت الخروج بأي شكل كان من كابول، بغض النظر عن النتائج.

وقالت الباحثة الأمريكية في تصريحات لـ"مصراوي"، إن الصفقة الحالية "كارثية"، ولكن يجب فهمها في السياق التاريخي، الذي يؤكد أن واشنطن لا تريد أن تتخذ الخيار الأصعب، باستئصال "طالبان"، مثلما فعلت مع تنظيم "داعش" في سوريا.

وأوضحت أن الولايات المتحدة التي ساهمت في تشكيل الجماعات الإرهابية في أفغانستان وباكستان، أصبح من الصعب عليها إعادة الاستقرار هناك.

الصفقة الحالية تتويج لعقود من صنع القرار "غير الحكيم"، وذلك وفقًا لما ذكرته الباحثة الأمريكية، التي أكدت أن الولايات المتحدة مستعدة للتخلي عن القتال ضد الإرهابيين ورعاتهم، والتخلي عن حلفائها، فهي لا تريد اتخاذ الخطوات الصعبة اللازمة لتحقيق النصر الكامل، ولا لتقديم التضحيات الضرورية لضمان الاستقرار والازدهار الحقيقي.

وقالت "طالما أن طالبان لديها شرعية وتعامل كشريك في عملية السلام، على الرغم من أنها منظمة إرهابية ومستمرة في جرائمها، وأن مؤيديها لا يخضعون للمساءلة، فإن الإرهاب سيكون له وطن".

فيما تنبأت صحيفة "واشنطن بوست" في مقال لهيئة التحرير الإثنين، بأن حركة طالبان لن تقضي على الإرهاب في أفغانستان، حتى لو كانت لديها القدرة على تنفيذ تلك الخطوة.

ولفتت إلى عدم وجود دليل واضح عن الآلية التي سوف تتبعها طالبان، لضمان عدم تحويل البلاد إلى منصة عالمية للإرهاب.

فيديو قد يعجبك: