إعلان

"سيول أطاحت بمسؤولين وزلازل ابتلعت مُدن".. 2018 عام الكوارث الطبيعية

11:02 ص الخميس 27 ديسمبر 2018

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة ومحمد عطايا:

شهد عام 2018 عددًا من الكوارث الطبيعية التي ضربت أماكن متفرّقة في جميع أنحاء العالم، تنوّعت بين حرائق غابات وفيضانات وزلازل وأعاصير، قضت على الأخضر واليابس، وأوقعت آلاف القتلى ومئات الآلاف من الجرحى والمُشرّدين، كما تسبّبت في خسائر مادية بتريليونات الدولارات.

مُعظم الكوارث الطبيعية التي ضربت مُختلف بقاع الأرض هذا العام، نتجت عن الارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة في اليابسة وتحت سطح البحر، مع توقّعات بحدوث هذه الكوارث على نحو "أكثر شراسة" في المُستقبل، كما يقول موقع "بيزنس انسايدر" الأمريكي.

ووفق إحصاءات مركز أبحاث وبائيات الكوارث، ومقرّه بلجيكا، لقي حوالي 5 آلاف شخص حتفهم واحتاج 28.9 مليونًا لمساعدات طارئة أو إنسانية بسبب الكوارث الطبيعية التي نجمت عن سوء الأحوال الجوية هذا العام.

وبين أعاصير الأرخبيل والخليج، وزلازل وتسونامي إندونيسيا، وحرائق الغابات بكاليفورنيا واليونان، وفيضانات الموت بالأردن واليابان والهند وارتفاع درجات الحرارة القاتلة بباكستان، وثوران "بركان النار" بجواتيمالا، يستعرض مصراوي في التقرير التالي أسوأ الكوارث الطبيعية هذا العام.

"مايكل الوحشي" يعصف بفلوريدا

أغرق أقوى إعصار في تاريخ ولاية فلوريدا الأمريكية بلدات ساحلية، وغمرت مياهه المنازل واقتلعت الأشجار، موقِعًا 60 قتيلًا. وترك آلاف المنازل في الظلام بدون كهرباء.

وتسبّب مايكل، الذي صُنّف كإعصار من الدرجة الرابعة، في انهيارات أرضية. تراوحت الخسائر المادية عن الإعصار بين 300 و500 مليون دولار، بحسب بيانات شركة التأمين السويسرية "سويس ري".

مانكوت.. "ملك العواصِف" يقتل العشرات في الفلبين

في سبتمبر الماضي، أوقع الإعصار "مانكوت" الذي وصفته وسائل إعلام صينية بـ"ملك العواصف" 13 مفقودًا وما لا يقل عن 65 قتيلًا في الفلبين، بينهم رضيع وطفل صغير، سقط أغلبهم جراء انزلاقات أرضية نتيجة الأمطار الغزيرة.

جيبي.. "ابتلع اليابان"

كما أغرق الإعصار "جيبي"- ويعني بالكورية "ابتلاع"- أكثر من مليون منزل باليابان في ظلام تام بعد قطع أسلاك الكهرباء، موقِعًا 11 قتيلًا وأكثر من 600 مُصابًا. ويُعد أعنف إعصار يضرب الأرخبيل منذ ربع قرن.

وضرب "جيبي"، وهو الإعصار الـ21 في موسم الأعاصير في آسيا، اليابان بعد أمطار غزيرة وانهيارات أرضية وفيضانات وارتفاع قياسي في درجة الحرارة مما أودى بحياة المئات صيف هذا العام.

مكونو.. "سمكة المالديف" التي هدّدت الخليج

ضرب الإعصار مكونو اليمن وعُمان والسعودية، مايو الماضي، مصحوبًا بأمطار وسيول ورياح مثيرة للأتربة تجاوزت سرعتها القُصوى أكثر من 80 كيلومترًا في الساعة.

يُعادل حجم الإعصار دائرة قطرها 2600 كيلومترًا، ومساحتها 5.3 مليون كيلومتر مربع، أي بقدر حجم السعودية مرتين ونصف تقريبًا.

وأوقع الإعصار- الذي يعود اسمه لنوع من السمك مُقترح من المالديف- ما لا يقل عن 10 قتلى، بينهم فتاة عُمانية تبلغ من العمر 12 عامًا، وفُقِد ما لا يقل عن 40 آخرين، بينهم 3 في عُمان و7 بحارة هنود وسودانيين، بحسب بيانات رسمية.

موجة حارة.. "القاتِل الصامت" في باكستان

في مايو الماضي، اجتاحت موجة حارة مدينة كراتشي في باكستان لبضعة أيام، وصلت خلالها درجات الحرارة إلى 44 درجة مئوية، تزامنًا مع حلول شهر رمضان وانقطاع التيار الكهربائي.

وبلغت حصيلة ضحايا الموجة الحارة في باكستان ما لا يقل عن 800 قتيل، بينهم أطفال وكبار سن، ينتمي أغلبهم إلى مناطق فقيرة بالمدينة، وفق تقارير محلية.

بركان "النار" في جواتيمالا

أوقع بركان فويجو (بركان النار) في جواتيمالا، 99 قتيلًا وعشرات الجرحى والمفقودين، بعد أن أطلق حممًا وصخورًا وغازات شديدة الحرارة فضلًا عن رماد وطين، جراء ثورانه في يونيو الماضي.

وتسبب "بركان النار"، الذي يبلغ ارتفاعه 3763 مترا ويبعد 35 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة جواتيمالا، إلى إجلاء الآلاف وإغلاق المطار الدولي. وصفته إدارة الكوارث والطب الشرعي في جواتيمالا بأنه "الأعنف منذ 4 عقود".

زلازل وتسونامي إندونيسيا: "محت جسور وأخفت مُدن"

كان لإندونيسيا نصيب الأسد مع وقوع أكثر من ألفيّ كارثة طبيعية هذا العام أوقعت أكثر من 4211 قتيلًا و6940 مُصابًا و10 ملايين مُشرّد، حسبما أعلن المتحدث باسم إدارة الكوارث الإندونيسية، سوتوبو بورو نوجروهو.

وهذا الشهر، أوقعت أمواج مدّ عاتية (تسونامي) أكثر من 429 قتيلًا ودمّرت مئات المنازل والأبنية، بعد اجتياحها سواحل سومطرة الجنوبية والساحل الغربي لجزيرة جاوة، إثر انفجار بركان "آناك كراكاتوا" الإندونيسي.

وإندونيسيا "أرخبيل" مؤلّف من 17 ألف جزيرة وجُزيرة تقع على "حزام النار" في المحيط الهادئ، حيث يؤدّي احتكاك الصفائح التكتونية إلى زلازل متكررة ونشاط بركاني كبير.

أشدّ الكوارث الطبيعية فتكًا في إندونيسيا هذا العام وقع في 28 سبتمبر الماضي، بعد أن لقي ما لا يقل عن ألفيّ شخص مصرعهم في إندونيسيا بعد زلزال ضرب مدينة بالو بجزيرة سولاويسي، بقوة 7.5 درجات على مقياس ريختر تبعه تسونامي في وقت لاحق بموجات بلغت 20 قدمًا.

تسبّبت موجات المدّ العاتية في انهيار جسور واختفاء مدن بإندونيسيا. وقال علماء إن تسونامي "سولاويسي" أعقد الكوارث الطبيعية في تاريخ البلد الآسيوي، حسبما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير سابق.

كما تعرّضت جزيرة "لومبوك" السياحية المنكوبة، قُرب مدينة بالي الإندونيسية، لسلسة هزّات أرضية مُدمرة خلال شهريّ يوليو وأغسطس من هذا العام؛ الأول بقوة 6.4، والثاني 6.9، والثالث 6.3، والأخير 7.2 درجات على مقياس ريختر.

وحصدت سلسلة زلازل لومبوك أرواح أكثر من 460 شخصًا، وخسائر مالية بنحو 342 مليون دولار، بحسب تقديرات السلطات الإندونيسية.

حرائق الغابات تُشعل اليونان وكندا وكاليفورنيا

قتلت حرائق الغابات التي اندلعت في منطقة أتيكا اليونانية، أواخر يوليو الماضي، ما لا يقل عن 126 شخصًا، وحاصرت الكثيرين في قرية ماتي الواقعة على بُعد 40 كيلومترًا من العاصمة أثينا، في أسوأ حرائق تشهدها اليونان خلال 10 سنوات.

وأعلنت الحكومة حالة الطوارئ في أتيكا، واستجاب عدد من الدول الأوروبية لنداء استغاثة من جانب اليونان.

وفي أغسطس، أُعلِنت حالة الطوارئ غرب كندا بعد خروج مئات من حرائق الغابات عن السيطرة ونزوح أكثر من 30 ألف شخص من منازلهم. والتهمت الحرائق التي اندلعت في أجزاء من غابات المقاطعة الكندية، 5 كيلومترات من الأراضي، بعد أن بلغ ارتفاع ألسنة اللهب 30 مترا.

وفي مقطع فيديو لحرائق الغابات نشرته صحيفة "مترو" البريطانية في وقت سابق، ظهرت إحدى المناطق المُشتعلة بكندا وكأنها أشبه بسطح "كوكب المريخ".

في 8 نوفمبر، نشبت حرائق مُدمّرة في غابات شمال وجنوب كاليفورنيا، تركت ألف شخص في عِداد المفقودين، وقتلت ما لا يقل عن 88 شخصًا، ودمرت أكثر من 13 ألف منزل و500 شركة، وأجبرت أكثر من 250 ألفًا على الفرار.

واعتُبِرت الحرائق "الأكثر دموية ودمارًا" في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

ويبدأ موسم حرائق الغابات في كاليفورنيا في الصيف وقد يمتد إلى أشهر الخريف، لكن خبراء يقولون إن خطر هذه الظاهرة قد يستمر على مدار العام.

"سيول الخريف" تُطيح بمسؤولين

في نوفمبر الماضي، تعرّضت دول عربية لموجة من الطقس السيئ، أوقعت عشرات القتلى وأغرقت عددًا من المنازل والشوارع وتسبّبت في جرف مركبات وإغلاق طرق رئيسية، وأطاحت بمسؤولين، جراء سيول عنيفة وفيضانات عارمة ضربت الأردن والكويت والسعودية والبحرين.

هطلت كميات من الأمطار على الكويت لم تشهدها البلاد منذ 50 عامًا، تعادل ما يهطُل في موسم كامل. واجتاحت السيول شوارع الكويت وجرفت معها عشرات السيارات وأغرقت منازل وألحقت أضرارًا كبيرة بممتلكات المواطنين والمقيمين في البلاد، تقدّم على إثرها وزير الأشغال العامة للشؤون البلدية حسام الرومى، باستقالته من منصبه لتحمّله المسؤولية الأدبية.

وفي الأردن، قُتِل 12 شخصًا على الأقل جراء السيول الجارفة التي ضربت بعض المناطق من بينها مدينة البتراء التاريخية السياحية، في أقل من 24 ساعة، وأُجلي أكثر من 4 آلاف سائح، مع إعلان حالة الطوارئ بميناء العقبة. جاء ذلك بعد أسبوعين من مقتل 21 شخصًا، معظمهم من الأطفال، بعد أن جرفتهم السيول في منطقة البحر الميت.

وفي تونس، جرفت مياه "الأمطار الطوفانية" السيارات ودمرت عشرات المنازل والجسور وقتلت العشرات، في موجة وصفتها هيئة الأرصاد الجوية التونسية بأنها "الأعنف" منذ عام 1995.

وفي السودان، قُتِل العشرات جراء فيضانات ضربت البلاد، تسبّبت في انقطاع التيار الكهربائي وتشريد الآلاف من الناس وتدمير المنازل والممتلكات وإلحاق أضرار بالغة بالمرافق العامة والبِنية التحتية على مدى شهريّ يوليو وأغسطس الماضيين.

يواجه السودان سنويًا أمطارًا موسمية تستمر عادة من يونيو إلى نوفمبر من كل عام، وتشتد بغزارة في شهري يوليو وأغسطس لتتحوّل إلى فيضانات وسيول بفِعل خلل في منظومة الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار.

الفيضانات تُغرِق اليابان والهند وكوريا الشمالية

أودت الفيضانات الموسمية في ولاية كيرالا الهندية بحياة أكثر من 300 شخص، وتقطّعت السبل بالآلاف، بينما قدرت خسائر مبدئية بأكثر من 3 مليارات من الدولارات في أسوأ فيضان تشهده البلاد منذ 100 عام في أغسطس الماضي.

وفي نهاية أغسطس وأوائل سبتمبر، تسبّبت أمطار غزيرة في فيضانات وانهيارات أرضية خطيرة في كوريا الشمالية، دمرت على إثرها أكثر من 800 مبنى، وقتلت 151 شخصًا، حسبما أفاد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

وفي يوليو، قُتِل أكثر من 155 شخصًا وفُقِد العشرات في فيضانات وانهيارات أرضية غير مسبوقة في اليابان. ووقعت معظم الوفيات في منطقة هيروشيما، حيث بلغ ارتفاع المياه في الشوارع نحو 60 سنتيمترا.

ويعتبر ذلك أكبر عدد ضحايا بسبب كارثة طبيعية في اليابان منذ مقتل 98 شخصا في إعصار عام 2004.

فيديو قد يعجبك: