إعلان

نيويورك تايمز: رعب في إيران بسبب نقص الدواء بعد عقوبات أمريكا

11:34 م الأحد 11 نوفمبر 2018

ارشيفية

كتب – محمد الصباغ:

شددت الولايات المتحدة الأمريكية عقوباتها على إيران، وقالت واشنطن إنها العقوبات الأقوى في التاريخ وإنها لن يؤثر على الشعب الإيراني بل تستهدف فقد الحكومة، وتهدف إلى إجبارها على تعديل سلوكها.

لكن في تقرير لنيويورك تايمز الأمريكية، ذكرت الصحيفة الأمريكية أن الإيرانيون يخشون من أن العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب سوف تتسبب في نقص الأدوية.

وكانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة الي انسحبت بشكل منفرد من الاتفاق النووي مع الذي عقدته القوى الكبرى مع إيران في عام 2015. وسريعًا ما أعادت الإدارة الأمريكية الجديدة العقوبات التي تم تعليقها بعد توقيع الاتفاق.

وتواصلت نيويورك تايمز مع دبلوماسيين ومواطنين شباب من داخل إيران من أجل معرفة مدى تأثير تلك العقوبات الأمريكية على حياتهم اليومية.

كان الألم واضحًا في صوت "أليرازي كريمي" الذي وصف معاناته من أجل الحصول على دواء لوالده الذي يعاني من سرطان البنكرياس. كان هذا العلاج يتم استيراده من الخارج، حتى فرضت واشنطن العقوبات من جديد. لم يعد كريمي قادرًا على إيجاد العلاج في أي مكان، ويتبقى معه عبوة واحدة حتى الآن.

ويقول الرجل في حوار للصحيفة عبر تطبيق تليجرام: "الدواء غير موجود هنا الآن، نحن مجبرين على إعطاءه له مرة واحدة في اليوم". تسبب تقليل معدل الدواء في مضاعفات مثل خطر التشنجات والحاجة إلى متابعته على مدار الساعة من أجل التأكد من أن نسبة الأنسولين لا ترتفع، ما يعني دخول الأب في غيبوبة.

أضافت نيويورك تايمز أن المخاوف في ارتفاع بسبب عدم القدرة على الحصول على الأدوية، وذلك بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وفرض العقوبات على طهران.

يقول جيرار أروود، مبعوث فرنسا لدى الأمم المتحدة، إن حقيقة أن البنوك خائفة بسبب العقوبات، يعني أنهم لا يريدون فعل أي شيء داخل إيران.

وتابع الحديث للصحيفة الأمريكية: "يعني ذلك أن هناك مخاطرة كبيرة من أنه بعد أشهر معدودة، سيكون هناك نقص في الدواء بإيران".

فيما قال أحد مستوردي الأدوية داخل إيران، اشترط عدم ذكر اسمه، أن العقوبات الأمريكية على البنوك في إيران أخافت الكثير من العملاء الأوروبيين والأمريكيين، الذين يبحثون عن إشارات من وزارة الخزانة الأمريكية حول ما إذا كانت البنوك يمكنها العمل مدون المخاطرة بالتعرض لعقوبات.

فيما يقول إيسفانديار باتمانغيليش، خبير في العقوبات والتجارة الإنسانية يعيش في لندن: "يخلق ذلك مشكلة لدرجة أنه إذا أرادت شركة أوروبية البيع لإيران، ومع عدم وجود بنوك هناك، لا يمكن تحويل الأموال إلى أوروبا بشكل منتظم وسريع".

وزادت مشاكل الاقتصاد الإيراني من الأزمة، ما جعل عملة إيران (الريال) تتراجع بشكل كبير. وقال المواطن الإيراني (كريمي) لنيويورك تايمز إن تكلفة عبوة دواء والده كانت حوالي 28 دولار أمريكي، وكان ذلك آخر مرة اشتراها فيها قبل 3 أشهر، ولكن السعر حاليًا وصل إلى 43 دولارا للعبوة.

في بعض الحالات، تسبب نقص الدواء في توقف المرضى على تناول العلاج، كما تحاول الحكومة العمل على تنظيم الأمر، ولكن صعوبة الحصول على العملة الصعبة يجعل الأمر في غاية الصعوبة.

مؤخرًا، بعث حوالي 200 من أساتذة الصحة العقلية خطابًا مفتوحًا إلى السلطات حول عدم توافر الدواء. يعمل أحد الأطباء الموقعين في جامعة طهران، وقال في حوار عبر تليجرام مع نيويورك تايمز، إن بعض الشركات المحلية تنتج الأدوية لكنها تحتاج إلى مواد أولية من الخارج، ولديها عجز أيضًا.

وأضاف الدكتور أمير حسين جلالي، إنه من الصعب تغيير النظام العلاجي للمريض، وخصوصًا فيما يتعلق بالصحة العقلية والأمراض المزمنة.

أما مريم بيمان، فتعاني من انسداد في الشرايين وحاليًا تمتلك آخر عبوة من علاجها الذي يُصنّع في ألمانيا. ولثلاثة أشهر لم تجد أي عبوة، أو منتج بدي، ما جعل من المستحيل لها أن تعمل.

وتقول لنيويورك تايمز: "أتناول حاليًا علاج إيراني الصنع، يسبب الصداع وصعوبة في الرؤية".

وذكر التقرير في ختامه أن الرئيس ترامب يمكن أن يعالج الموقف عبر إصدار تعليمات واضحة لشركات الأدوية التي تتعاون مع إيران، وإلزامها بشروط محددة من أجل ضمان عدم تفاقم الأمر وشُح الدواء في طهران.

فيديو قد يعجبك: