إعلان

بعد اتهامه بعرقلة "هدنة الغوطة".. من هو "فيلق الرحمن"؟

01:49 م الأربعاء 09 أغسطس 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

بدأت الثورة السورية في عام 2011 باحتجاجات شعبية سلمية، لكن الصورة تغيرت بعد فترة قصيرة للتحول إلى حرب أهلية وانقسام بين كبير تشعبت منه العشرات ثم المئات من المجموعات المسلحة اختلفت في أهدافهم ورؤيتهم لمستقبل الأراضي السورية، كانت ضمن هذه الجماعات "فيلق الرحمن" ذو المرجعية الإسلامية.

برز اسم فيلق الرحمن خلال الأيام الماضية، بعد موقفه الرافض للمبادرة التي تمت تحت رعاية مصرية، لوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية بريف دمشق والذي وقع عليها "جيش الإسلام" المعارض، بضمانة روسية، بحسب ما كشفه تيار الغد السوري.

ورغم إعلان الفيلق ترحيبه في بداية الأمر بالاتفاق، إلا أن أحمد الجربا رئيس تيار الغد السوري المعارض والوسيط في هذا الاتفاق، أعلن أن عرقلة تنفيذ الاتفاق تأتي بسبب رفض الفيلق له، فيما نفى الفيلق في بيان له هذا الاتهام مؤكدًا عدم علمه بالاتفاق أو تفاصيله.

فيلق الرحمن؛ هو تحالف يضم جماعات إسلامية تابعة للجيش السوري الحر، وتعمل معظمها في الغوطة الشرقية، والقلمون الشرقي، بالعاصمة دمشق، حيث يعتبر نفسه "كيان ثوري" يهدف لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

ويضم الفصيل الإسلامي نحو 9000 مقاتل وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، ويعد ثاني أكبر الفصائل في الغوطة الشرقية لدمشق، إذ يسيطر على مدن بأكملها، كما يتمتع بنفوذ في أحياء عدة في شرق دمشق، أبرزها جوبر وزملكا.

تم الإعلان عن تشكيل "لواء البراء" في بداية أغسطس لعام 2012، نواة فيلق الرحمن بقيادة عبد الناصر الشمري، والذي كان نقيبًا بالجيش السوري قبل أن ينشق عنه في أوائل عام 2012، وبعد ازدياد الأعداد أعلن عن تشكيل فيلق الرحمن في نهاية عام 2013، بحسب ما ذكره الموقع الرسمي للفيلق.

من أبرز اللواءات المنضوية تحت راية فيلق الرحمن: لواء البراء، ولواء أبو موسى الأشعري، ولواء شهداء الغوطة، وكتائب أهل الشام، واللواء الأول في القابون وحي تشرين، وكتيبة العاديات في الغوطة الغربية.

وفي 18 فبراير 2016، أعلن مقاتلي الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام المتمركزين في الغوطة الشرقية "اندماجهم الكامل" مع فيلق الرحمن، بالإضافة إلى اندماج جماعة مرتبطة بالجيش السوري الحر سابقاً ومسلحة بصواريخ تاو، لاحقًا بالفيلق بعد أن تركوا الجبهة الجنوبية.

شارك الفيلق في معارك عديدة منذ تكوينه، ففي عام 2012 شارك في تحرير بلدات الغوطة الشرقية، كما ألقى القبض على حافلة إيرانية كانت تقل ضباط إيرانيين في دمشق في العام ذاته.

قامت معظم معاركه ضد قوات النظام والميليشيات الإيرانية الموالية لها، كانت أهمها معركة "وأعدوا لهم" والتي كانت تهدف لقطع طريق الإمداد من مطار السين للقلمون الغربي واقتحام مستودعات 559، وقصف مطار السين ومطار الضمير العسكريين، ومعركة عواصف الصحراء لضرب قوات النظام في القلمون الشرقي والبادية الشامية وقطع طريق دمشق بغداد الدولي وغيرها.

يؤكد فيلق الرحمن دومًا أن أعدائه الأكبر هم نظام بشار والقوات الموالية له من جميع الجنسيات، فضلًا عن تنظيم داعش الذي حاربه في عدة معارك، حتى حاولوا اغتيال قائده عبد الناصر الشمري في أغسطس 2016.

ويزعم الفيلق أنه تمويله قائم على الدعم الشعبي، إلا أن موقع المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام، قال إن الفيلق قائم بشكل أساسي على الدعم المقدم ممن يسمونه مجموعة أصدقاء سوريا، بالإضافة إلى اعتماده على السلاح والذخائر من القطع والكتائب العسكرية المحررة من قوات النظام وما يتم شراؤه من السوق السوداء، ويمتلك كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة والصواريخ المضادة للدروع.

منذ عام 2011 ظلت منطقة الغوطة الشرقية ضمن المناطق الساخنة، فبعد معارك ضارية شنتها الجماعات المسلحة لنظام بشار وقوات النظام، بقيت الغوطة الشرقية نقطة اشتباكات كر وفر بين قوات المعارضة المتحصنة بداخلها، خاصة بين فيلق الرحمن إحدى الجماعات البارزة في الغوطة وهي "جيش الإسلام"، حيث شهدت المنطقة معارك ضارية بينهما أسفرت عن مقتل المئات ونزوح العشرات من المدنيين.

كما أعلن فيلق الرحمن في مايو السابق مقتل مدير مكتب ونائب قائده النقيب أبو نجيب، خلال معارك مع جيش الإسلام في ظل تنازع بين الطرفين على التحكم على المنطقة.

فيديو قد يعجبك: