إعلان

الرقة "عاصمة الخلافة" تنتظر "غضب الفرات" للتخلص من داعش

03:57 م الإثنين 07 نوفمبر 2016

الرقة "عاصمة الخلافة" تنتظر "غضب الفرات" للتخلص من

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد مكاوي:
قبل 6 أعوام من الآن كان سكان مدينة الرقة السورية الواقعة على ضفاف نهر الفرات يعيشون حياة طبيعية عادية يعملون في الزراعة والفلاحة بفضل دخول أكبر السدود المائية في سوريا قيد الخدمة، قبل أن تتحول الأمور رأسًا على عقب في عام 2011 وتتفاقم الأزمة السورية.

أصيبت الرقة بما أصاب المدن السورية من قصف وتدمير وحصار نتيجة للقتال المسلح بين الأطراف المتنازعة محليا وإقليميا ودوليا، بل أن الأمر كان أصعب في الرقة إذ أعُلنت "عاصمة" لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي يسيطر على مساحات شاسعة في سوريا والعراق.

والرقة هي ثالث أكبر محافظة سورية من حيث المساحة، وتقع إلى الشمال الشرقي من البلاد وتمتد إلى الحدود مع تركيا وكان لها معبر حدودي مع تركيا ( تل ابيض) قبل استيلاء الأكراد عليه قبل اشهر قليلة، وتبعد عن مدينة حلب حوالي 200 كم.

الرقة سوريا

قبل يومين أعلنت "قوات سورية الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، انطلاق عملية عسكرية تحت اسم "غضب الفرات" لتحرير الرقة من سيطرة داعش.

وتتألف "قوات سورية الديمقراطية" من نحو 27 وحدة عسكرية بناء على طلب واشنطن التي تدعمها بالتدريب والسلاح، تشمل ميليشيات كردية وعربية وسريانية وأرمنية وتركمانية، إلا أن أغلبية القوات من الأكراد.

منظمة العدل الدولية أشارت إلى انتهاكات ارتكبتها "قوات سورية الديمقراطية" ضد مدنيين، تضمنت القتل والتهجير والتطهير العرقي، كما حصل في تل أبيض.، كما تطالها أيضا اتهامات بالتنسيق مع قوات الجيش السوري، الأمر الذي يثير مخاوف فصائل المعارضة السورية وتركيا.

وسقطت الرقة تحت سيطرة داعش في 13 يناير عام 2014، بعد معارك مسلحة مع مجموعات من المعارضة السورية ثم بدأت موجة انضمام مقاتلي الفصائل الأخرى فرادى للتنظيم بعد إعلان "توبتهم"، حتى أعلن المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني في 29 يونيو 2014 قيام الخلافة وتنصيب "أبوبكر البغدادي خليفة للمسلمين". تبعه قيام إعلان الأخير قبول البيعة وفتح الحدود بين سوريا والعراق، وإطلاق اسم "الدولة الإسلامية" على مناطق سيطرة التنظيم في البلدين.

بعد أن بسط تنظيم داعش نفوذه على الرقة، أنشأ أول مؤسسة رسمية تابعة له وأطلق عليها اسم كتيبة "الحسبة"، التي من أبرز مهامها متابعة تنفيذ القوانين والتشريعات التي يصدرها التنظيم، وملاحقة كل من يخالفها، واعتبارها القوة الضاربة للتنظيم في تنفيذ أحكامه وفرضها على أهالي الرقة ومراقبة كل شاردة وواردة في المحافظة.

الحسبة

كما أنشأ كتيبة أخرى توازي عمل كتيبة الحسبة، وأطلق عليها اسم "كتيبة الخنساء" لضمان تنفيذ القوانين الخاصة بالنساء في الرقة.

ارتبط اسم الرقة بذبح الصحفيين والرهائن الأجانب والنحر والصلب والقتل في الساحات العامة نتيجة "تطبيق حدود الشريعة" كما يزعم تنظيم داعش، وأصبح دوار النعيم الشهير وسط المدينة يطلق عليه الأهالي دوار الموت، لكثرة ما تعلق على أسواره رؤوس القتلى الذين يعدمهم التنظيم.

داعش يذبح

أقام داعش في الرقة مكاتب تعني بالمدنيين ومشاكلهم وشكاويهم وأطلق عليه اسم "ديوان المظالم"، وأنشأ المحاكم الشرعية في كل مدينة وقرية ووزارة للأوقاف والإعلام، وديوانا للزكاة، ومديرية لشرطة المرور والشرطة العسكرية وديوانا للصحة، وغيرها.

فحسب شهادة ثلاثة من النساء السوريات اللواتي كن عناصر في "كتيبة الخنساء" كما في جاء في مقالة نشرت في صحيفة "نيويورك تايمز الامريكية" أصدر تنظيم داعش أمرا مشددا بمنع الاختلاط بين عناصره الأجانب والسوريين بمن فيهم النساء الأجنبيات الملتحقات بالتنظيم بعد انتشار الشائعات في المدينة بأن الأجانب يتمتعون بامتيازات اكبر من السوريين مما يؤثر سلبا على سمعة التنظيم لدى الناس.

0

وحسب شهادة إحداهن فإن "النساء الأجنبيات في التنظيم يفعلن ما يحلو لهن ويتحركن بمنتهى الحرية" وأضافت أخرى أن السوريين في المدينة أصبحوا مواطنين من الدرجة الثانية وأنها لم تعد ترى الوجوه التي كانت مألوفة في المدينة، فقد بات الغرباء هم الأكثرية.

فيديو قد يعجبك: