إعلان

جيروزاليم بوست: هذا ما يجب أن يخشاه محمود عباس؟

01:09 م الثلاثاء 25 يوليه 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:
ألقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في الثاني من يوليو، خطابا في قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا. ولم يتمكن من جذب انتباه إسرائيل أو وسائل الإعلام العالمية.

وأرجعت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية ذلك إلى أن خطاب عباس كان يشبه خطاباته الأخرى، التي تركز على الاحتلال الإسرائيلي وعواقبه، مشيرة إلى أنه تضمن جزءً صغيرا مثيرا للاهتمام دعا فيه الرئيس الفلسطيني قادة وحكام افريقيا- أغلبهم مسلمون أو عرب- إلى تحسين علاقتهم مع إسرائيل، شرط أن تُنهي الاحتلال.

وبحسب خبراء وسياسيين، فإن الدول العربية خاصة السعودية، لن توافق على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ولم تخاطر دبلوماسيا بتقوية علاقاتها مع دولة الاحتلال، قبل حل القضية الفلسطينية. وفي هذا الإطار ترى الصحيفة أن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو ماذا يهم عباس الآن، وما هي الأمور التي يجب أن يخشاها.

"اللحظات الحرجة"

تقول الصحيفة الإسرائيلية إن عباس، الذي شارك في صياغة التاريخ الفلسطيني، يعرف أن الدول العرب عملت على تحقيق "مصالحها الخاصة"، في بعض اللحظات الحرجة.
وزعمت أن مصر عام 1979، أدارت ظهرها لفلسطين ووقع رئيسها آنذاك محمد أنور السادات معاهدة سلام مع إسرائيل.

وكان الرئيس الراحل أنور السادات وجه دعوة إلى الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قبيل بدء محادثات السلام المصرية الإسرائيلية برعاية أمريكية في منتجع كامب ديفيد إلا أن عرفات رفض الذهاب.

وفي عام 1982، خلال الحرب اللبنانية، لم يكن هناك أي جهود عربية لإنقاذ منظمة التحرير الفلسطينية من إسرائيل، إذ عانت المنظمة من خسائر فادحة وأُجبرت على إعادة نقل مراكزها إلى تونس.

وانسحبت الأردن من أحد الجوانب في الضفة الغربية بعد الانتفاضة الأولى، وفي عام 1988، تخلى ياسر عرفات عن حاكم الأردن الملك حسين، بتوقيعه على اتفاقات أوسلو عام 1993، ما جعل الملك حسين يشعر بالغدر، فقرر الاستفادة من حالة الزخم الإيجابي المنتشرة في المنطقة، ووقع معاهدة سلام مع رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتذاك، إسحاق رابين عام 1994، لم تتضمن بنودا تنص على ضرورة إقامة دولة فلسطينية، أو إبرام اتفاق فلسطيني- إسرائيلي.

"التحالفات"

ولفتت جيروزاليم بوست إلى أن عباس يخشى أيضا غياب الحلفاء الطبيعيين، والموثوق بهم، وهذا أمر يثير القلق بالنظر إلى ضعف السلطة الفلسطينية، ومواردها الاقتصادية المحدودة.

وذكرت أن فلسطين كانت تعتمد في الماضي على الاتحاد السوفيتي، وسوريا، العراق وليبيا واليمن، أما الآن فأصبحت هذه الدول غير مرتبطة بالسلطة الفلسطينية، و استراتيجيتها المتمثلة في الاعتماد على الدول المعتدلة التي تدعم عملية السلام.

ونوهت الصحيفة إلى أن بعض الدول التي تعتمد عليها فلسطين لا تتماشى دائما مع المصالح الفلسطينية، موضحة أن مصر عام 2017 حاولت تعديل مبادرة السلام العربية، وتعزز حاليا اتفاقا مع حماس، من شأنه منح محمد دحلان، القيادي في حركة فتح، سلطات في غزة.

"تعاون سري"

وأخيرا، زعمت الصحيفة أن "التغيير العام في الموقف العربي تجاه إسرائيل يُثير مخاوف عباس. ففي عام 2013، وافقت اللجنة الرباعية العربية، على تعديل مبادرة السلام العربية، وقبول فكرة استبدال الأراضي الإسرائيلية- الفلسطينية، دون مطالبة إسرائيل بتقديم أي تنازلات في المقابل" بحسب الصحيفة.
ونوهت إلى قيام السعودية بعدة تحركات تجاه إسرائيل على مدار العامين الماضيين، تمثلت في الزيارات، والاجتماعات، والتلميح إلى إمكانية التعاون السري ضد اعدائهما المشتركين.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، نشرت تقريرا في مايو الماضي، يُفيد بأن السعودية ودول الخليج اقترحوا أن يتخذوا عدة إجراءات لتحسين وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مقابل تجميد عمليات الاستيطان، واتخاذ تل أبيب قرارات بتخفيف القيود المفروضة على التجارة مع غزة.

وتقول الصحيفة إن العديد من الدول العربية تعاملت مع إسرائيل من وراء الستار. مضيفة أن الدول العربية كانت تخشى أن يُكشف أمرها، ويُعرف أنها تدعم إسرائيل عوضا عن فلسطين.

وأنهت الصحيفة قولها بالإشارة إلى أن الدول العربية لن تُقدم على اتخاذ خطوات جريئة وفعالة لتطبيع العلاقات الاسرائيلية- العربية، إلا إذا تم التوصل إلى حل جذري للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.

ومع ذلك، فإن الموقف الفلسطيني والانقسام المستمر بين السلطة الفلسطينية وحماس، قد يدفع بعض القادة العرب إلى تفضيل مصالحهم الوطنية عن الالتزام بالقضية الفلسطينية، وتقول الصحيفة إن السادات والملك حسين بدأوا ذلك في الماضي، وقد يتبعهم آخرين، وهذا سبب كافِ لإثارة مخاوف وقلق عباس.

فيديو قد يعجبك: