إعلان

واشنطن بوست: أعياد المسيحيين في مصر "كئيبة" بسبب الإرهاب

01:15 م الإثنين 09 يناير 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:
تزامنًا مع موسم أعياد الطوائف المسيحية، تناولت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير نُشر عبر موقعها الرقمي، كيف بدت احتفالات عيد الميلاد، هذا العام، في الوقت الذي ما تزال الأماكن الدينية للمسيحيين في مصر مُستهدفة من قِبل الجماعات الإرهابية.

في العادة، يحتفل ملايين المسيحيين الأقباط في أنحاء مصر بـ "الكريسماس"، بطقوس دينية ما بين إقامة صلوات وشعائر دينية خاصة للمناسبة، وحضور تجمّعات عائلية، وتبادل الهدايا مع الأهل والأصدقاء، فيما تقول "واشنطن بوست" إن أعياد المسيحيين في مصر هذا العام، كانت "كئيبة" وتوشّحت بالسواد بسبب حادث تفجير الكنيسة البُطرسية بالعباسية، الذي وقع الشهر الماضي.

يُشكّل مسيحيّو مصر 10 في المئة من مجموع التعداد السكاني للبلاد، البالغ عدده أكثر من 92 مليون نسمة، ليُمثّل بذلك الطائفة المسيحية الأكبر في منطقة الشرق الأوسط.

تُشير الصحيفة إلى أن المسيحيين في مصر شعروا، على مدى عقود مضت، بأنهم مُحاصرون بعدد من القيود التي فرضتها الأنظمة المتعاقية في مصر، وأعاقت قدرتهم على ممارسة شعائرهم الدينية بحرية، في الوقت الذي تزايدت فيه مُعدلات الهجمات الإرهابية ضدهم منذ ثورات الربيع العربي التي أطاحت بالريئس الاسبق محمد حسني مبارك منذ قُرابة الست سنوات.

الاعتداءات ضد المسيحيين في مصر أضافت مزيدًا من الضغط على كاهل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحسب الصحيفة، خاصة وأنهم ساعدوا على صعوده رئيسًا لمصر، أملًا في توفير الحماية لمُجتمعهم المُستهدف.

وكان تفجيرًا انتحارياً قد وقع داخل الكنيسة البطرسية المُجاروة للكاتدرائيّة المُرقسية بالعباسيّة، صباح يوم الأحد الموافق 11 ديسمبر من العام المنصرم، تزامنًا مع المولد النبوي الشريف، وراح ضحيّته 28 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب مصادر رسمية وكنسية.

ونقلت واشنطن بوست عن الأنبا مكاريوس- أسقف عام المنيا- قوله:"تلقيّنا الكثير من التهديدات بعد التفجير، في كنائس متفرقة في جميع أنحاء مصر، ولكن الأجهزة الأمنية تتابع عملها، تُجري التحقيقات، وتُشدد الإجراءات الأمنية."

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية- المعروف إعلاميًا بـ "داعش"- مسؤوليته عن الحادث الإرهابي، قائلًا إن انتحاريا ينتمي إليهم قد قام بتنفيذ التفجير خلال قُداّس الأحد في الكنيسة البطرسية المجاروة للكاتدرائية، مُتعهّدة بشن المزيد من الهجمات ضد المسيحيين.

في اليوم الذي شهد أحداث تفجير البطرسية، كان "فرج" يُقيم الشعائر الدينية في الكنيسة هو الآخر. قضى ساعات في البحث عن زوجته، ليجدها في النهاية ما بين الحياة والموت بوحدة الرعاية المُركّزة بإحدى المستشفيات. منذ ذلك الحين، لم يغِب فرج عن زوجته، حريصًا على قضاء فترة الزيارة كاملة بجانبها من السابعة صباحًا وحتى السابعة مساءً، كل يوم.

"لا أستطيع مُغادرتها، فلطالما كانت حنونة عليّ وحسنة التصرف تجاهي، تُوفر سبل راحتي، حتى ولو كنت مُخطئًا"، يقول فرج.

أثّرت هذه الأحداث على مظهر العيد في عين "فرج"، كما مُعظم المسيحيين المكلومين، حتى أنه لم يقُم بشراء شجرة الكريسماس كعادته كل سنة. "لِمَن سأشتري الشجرة؟"، تساءل فرج، وتابع: "سأبقى بجانبها في المستشفى. هُناك سيكون عيدنا."

تمامًا كما مُعظم المسيحيين في مصر، يشعر "فرج" بقلق حيال المستقبل، ويتوقع مزيد من الهدمات ضد طائفته، ومع هذا فإنه لا يُخطط لترك وطنه، حتى وإن سنحت له الفرصة، لافتًا إلى أن الإرهاب يضرب كل مكان في العالم لا مصر وحدها، مُستشهدًا في ذلك بالأحداث الإرهابية التي وقعت مؤخرًا في تركيا، ألمانيا، وفرنسا.

"تنظيم داعش يستهدف الكنائس، المساجد، الملاهي الليلية. إلى اين يُمكننا الذهاب؟"، بحسب قوله.

 

فيديو قد يعجبك: