بعد انتخاب ترامب.."العنصرية" تضرب مدارس أمريكا وجامعاتها
كتبت- رنا أسامة:
في أعقاب انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيسًا لأمريكا، بدأت تتوارد تقارير حول وقوع حوادِث عُنصريّة في مدارس وجامعات البلاد، تتضمّن ترديد بعض الطُلاب هِتافات عُنصريّة على غِرار "السُلطة للبيض"، ووصفهم زملائهم السود بـ "جامعي القُطن".
وأفادت وكالة أسوشيتد برس ووسائل إعلام محليّة بوقوع أكثر من 20 حادِثا عُنصريا منذ يوم الانتخابات، فضلًا عن دفع عدد كبير من الشباب للتصويت لصالح ترامب.
في جامعة نيو مكسيكو، أوردت طالبة مُسلِمة بكُليّة الهندسة أن أحد مؤيّدي ترامب حاول انتزاع حِجابها بينما كانت تدرس. "مدّ يديه إلى جبهتي مُحاولًا إزاحة حِجابي، فأدرت وجهي لأجده شابًا أبيض ذو بشرة برتقاليّة يرتدي تيشيرت ترامب"، هكذا قالت الطالِبة لينا آجاد لأسوشيتد برس.
وأوضح أورين سيغال، مدير مكتب رابِطة مُكافحة التشهير التي تُراقِب التطرّف، أن الشباب في أمريكا كانوا يُشاهدون ويُراقبون الحملة الرئاسيّة عن كثب كما باقي الأشخاص، لذا فإن هذه الحوادِث تُمثّل الاثر الناتِج عن تلك المُشاهدة.
في إحدى المدارس الثانوية في جورني، ايلينوي، نظّم عدد من الطلاب مُظاهرة، يوم الأربعاء، أعقبت العثور على لافتة "للبيض فقط" مُعلّقة على باب الحمِام، كما تم تصوير طلاب مُدرسة رويال أوياك بينما يُردّدون هِتاف "ابنوا جدارًا حول ترامب" بداخل كافيتريا المدرسة.
في سياق متصل، تعرّض الطُلاب السود في جامعة ولاية بنسلفانيا، لاضطهادات عُنصرية وُصِفوا على إثرها بـ "الرقيق البُكم" من قَبل زملائهم البيض الداعمين لترامب.
أما في دورهام، شمال كاليفورنيا، فقد تم رشّ جدارين بعبارة "حياة السود لا تهِم وكذلك تصويتهم"، فيما قام مُدرّب كرة القدم بجامعة في لوزيزيانا بطرد أربعة لاعبين بعد ظهورهم في مِقطع فيديو يُردّدون أغنية راب مُناهِضة لترامب ويرقصون على أنغامها. وكانت الانتخابات المُناهِضة لترامب قد عصفت أرجاء المُدن الأمريكيّة، بلغت حدّ العُنف في بورتلاند، أويغون، بعد قيام المُتظاهرين بتحطيم الأبواب والنوافذ وإشعال النيران في القمامة مساء الخميس.
"قال إننا نعتقد أنه بإمكاننا أن نقول ما نريد، ولكن حينما يحدث ونقول ما نريد، فإنهم يقعون في ورطة"، بهذه الجملة وصفت الطالبة آجاد - التي وُلِدت وتربّت في نيومكسيكو على يد أبوين فلسطينينن قدِموا إلى الولايات المتحدة منذ عِقدين- المواجهة التي دارت بينها وبين الشاب الذي حاول نزع حجابها.
وأشارت آجاد إلى أن أحدًا من العاملين بالكُليّة أو حتى الطُلاب لم يقّدم لها يد العون أثناء الحادِث، وقامت لاحِقًا بكتابة تقرير قدّمته لإدارة الجامعة، مؤكّدة على أنها لا ترغب في تعرّض أحد للإيذاء أو الفصل، ولكنّها تريد أن يُصبح صوتها مسموعًا.
فيما قالت متحدثة باسم الجامعة إن المسؤولين تلقّوا شكاوى تُفيد بوقوع حوادث عنصرية عِدّة منذ انتخاب ترامب، وسوف تُحقق في الأمر.
شهد هذا الأسبوع اندلاع تظاهرات مُناهِضة لترامب في مدن شملت فيلادلفيا، أتلانتا، شيكاغو، ونيويورك.
يُذكر أن ردود فِعل عُنصرية قد أعقبت انتخاب الرئيس باراك أوباما، أول رئيس أمريكي أسود، في العام 2008. إذ سجّلت سجّلت الشرطة تلك الفترة وقوع جرائم، بينها حوادث عُنصرية وهجمات ماديّة وسبّ وقذف من جانب الشباب والمُراهقين وطُلاب الجامعات وحتى الأطفال.
فيديو قد يعجبك: