أسوشيتد برس: الاتفاق النووي الإيراني يمكن التحايل عليه
كتب – سامي مجدي:
في إطار بيعه للاتفاق النووي الإيراني للكونجرس والمتشككين الآخرين، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الاتفاق ينبني على ''تحقق غير مسبوق''، مضيفا لمستمعيه عبر الأثير خلال عطلة نهاية الأسبوع: ''إذا غشت إيران، فالعالم سوف يعرف''، هكذا استهلت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية تحليلا لاتفاق الإطار حول البرنامج النووي الإيراني الموقع قبل أسبوع بين إيران والقوى العظمى الست في مدينة لوزان السويسرية.
تقول أسوشيتد برس في تحليلها المنشور على موقعها الإلكتروني تحت عنوان ''الاتفاق النووي الإيراني صعب- لكن يمكن التحايل عليه''، إن الوقت وحده سوف يخبرنا ما إن كان أوباما على حق، مشيرة إلى أنه بينما يمكن أن تحاول إيران التراجع أو التستر، فبالتأكيد ليس أمامها حافزا يذكر للخداع.
ولفتت الوكالة إلى أن المفاوضين الإيرانيين عادوا إلى بلادهم وقوبولو بحشود مبتهجة التي تثني على احتمال إنهاء العقوبات الاقتصادية التي أجبرت إيران على الجلوس على طاولة التفاوض للمرة الأولى. فحتى قائد الحرس الثوري الإيراني القوي شارك في الثناء على جهودهم.
وهكذا - تقول الأسوشيتد برس - فإنه من غير المرجح أن تخاطر طهران باحتمالية إعادة فرض العقوبات - جزاءً لغشها، ومن المرجح أكثر أن إيران سوف تضغط وراء كل ثغرة يوفرها أي اتفاق لكنها سوف تحترمه، وتنتظر أي عقوبات مشددة يفرضها أي اتفاق.
وتقول الوكالة الأمريكية إن الأمل في أن تصطف إيران في الطابور ليس كافيا. فانعدام الثقة بشأن نواياها سوف يستمر لفترة طويلة بعد أن تولدت ردود أفعال إيجابية حول طاولة التفاوض جراء الاتفاق المبدئي الذي توصل إليه الأسبوع الماضي. وصمم هذا الاتفاق للحد مؤقتا من النشاطات المحتملة لصنع قنبلة نووية إيرانية.
وتضيف أن هذا جعل الولايات المتحدة وشركائها المفاوضون يطلبون تحكمات أكثر شدة ضد الخداع الإيراني، مشيرة إلى الالتزامات التي وقعتها طهران والتي من شأنها أن تمضي أكثر من قبل تجاه التأكد من كشف ما إذا حاولت التحايل على القيود المفروضة عليها.
وتشير أسوشيتد برس إلى أن إيران يمكن أن تبقى على توقيتاتها – فهي قاومت جهود تدمير بنيتها النووية وأبقتها على حالها. وهذا سمح بتوسيع أبعاد تقزيم إمكانياتها الحالية، حتى رفع القيود بعد عشر سنوات من توقيع الاتفاق.
وأقر أوباما يوم الثلاثاء في حديث إذاعي أن إيران يمكن أن تمتلك إمكانيات بناء قنبلة نووية في غضون 13 عاما من الاتفاق النووي.
وتقول أسوشيتد برس إنه مع محاولة المفاوضين الانتقال بالتفاهم العام إلى اتفاق شامل بحلول 30 يونيو؛ فمن غير الممكن تجاهل التاريخ النووي لإيران.
وتوضح الوكالة أن الأنشطة النووية الإيرانية التي تحاول الولايات المتحدة وشركائها الخمسة تقييدها ولدت سرا. ولعبت إيران مرارا بالوقت منذ أن إزاحة النقاب عنها، وعرقلة التحقيقات فيما كانت تتملص من مفاوضات الحد من برامجها – واستغلت الأسابيع أو الأشهر أو السنوات في التوسع في أنشطتها النووية.
وتلفت الوكالة إنه هذا يعني أن إيران يمكن أن تلجأ إلى تكتيكات تؤخر عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في التفتيش على منشآتها النووية، ولو حتى على الورق. فيبدو أن إيران تمتلك مساحة كبيرة للمناورة.
فالوكالة الدولية للطاقة الذرية لها حضور في إيران، وإلى الآن سمح لها بمراقبة البرامج النووية التي أعلنت عنها إيران بموجب اتفاقية مرتبطة بتصديقها على معاهدة حظر الانتشار النووي.
ووفقا لأسوشيتد برس، فمن المقرر أن يتغير ذلك الأمر بموجب التوصل إلى أي اتفاق في يونيو.
وتقول أسوشيتد برس إن إيران تركت طاولة المفاوضات في لوزان بسويسرا يوم الخميس بالتزام بتطبيق بروتوكول إضافي، أقوى أداة رصد لدى الوكالة الذريبة والذي تطبقه نحو 150 دولة. والاتفاق يعني السماح لخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول غير المقيد في غضون يوم أو يومين لأي موقع في تلك البلدان التي يشتبه فيها بأنه تعمل سرا في المجال النووي.
وتضيف أنه بالنسبة لواشنطن فإن الدروس المستقاة من ماضي إيران النووي جعلت مثل هذا الاتفاق لا غنى عنه في أي اتفاق.
وعلى الرغم من أن طهران تنفي أي مصلحة - في الماضي والحاضر والمستقبل - في تضنيع القنبلة، فإن الوكالة الذرية تعتقد أنه يمكن أن تعمل إيران سرا لإنتاج سلاح نووي – وهو ما تعتقده أيضا الولايات المتحدة وبلدان أخرى، وفقا لأسوشيتد برس.
وتشير الوكالة إلى استعداد إيران للخضوع للشروط التي يفرضها البروتوكول الإضافي.
وبينما وافقت إيران على البروتوكول الإضافي فيما بين 2003 و2006، فإنها أعاقت عمليات تفتيش اقتحامية توفرها الاتفاقية.
وتقول الخارجية الأمريكية إن طهران طبقتها بشكل مؤقت وانتقائي.
وتقول أسوشيتد برس إن واشنطن تأمل في أن تتجنب تكرار ''عملية حل النزاع'' التي يمكن أن تلجأ إليها إذا أرادت تفتيشا خاصا لأي موقع في أي وقت، مشيرة إلى أنه إذا كشف عن غش إيراني فإن الاتفاق المبدئي يسمح بإعادة فرض العقوبات التي خففت في السابق، لمكافأة طهران عن حسن سلوكها.
''لكن إيران ربما تحتوي أي نزاع، وهذا يمكن أن يمنحها وقتا للتستر''.
وتلفت الوكالة إلى أن اللجنة المشكلة من دول أعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو اللجنة الخاصة التي تشكلها الأمم المتحدة، لمراقبة إيران تشكل من بلدان عدة بعضها متعاطف مع إيران، وأن المشاورات بشأن أي حكم على إيران قد تستغرق أياما أو أسابيعا أو شهورا، مع قتال طهران بكل وسيلة.
وبشأن وكالة الاستخبارات الأمريكية، التي سوف تشحذ هممها لكشف الغش، فإنها غير معصومة.
فالمجتمع الاستخباراتي – على ما تقول أسوشيتد برس - أخطأ في تقييم أسلحة الدمار الشامل لدى العراق، فضلا عن تقديرات الاستخبارات الوطنية في 2007 أشارت إلى أن إيران أوفقت العمل في إنتاج أسلحة نووية في 2003، فيما كانت تقول الوكالة الذرية وحلفاء الولايات المتحدة مثل بريطانيا وألمانيا إن طهران ربما تكون واصلت أنشطتها قبل هذا التاريخ.
فيديو قد يعجبك: