إعلان

أمريكا تفتقر استراتيجية محددة لمواجهة التطرف في سوريا

12:06 م الثلاثاء 02 سبتمبر 2014

الرئيس الأمريكي باراك أوباما و الرئيس السوري بشا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - سارة عرفة:

قالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية إن اعتراف الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن بلاده لا تزال تفتقر إلى استراتيجية للقضاء على التطرف النابع من سوريا يعكس عدم تشكل ائتلاف دولي حتى الآن لإنجاز هذه المهمة.

وقال أوباما للصحفيين الأسبوع الماضي "أي استراتيجية ناجحة تحتاج إلى شركاء إقليميين أقوياء".

وأشارت الوكالة إلى أنه خلال العام ونصف العام الماضيين، خاض متطرفو الدولة الإسلامية معارك ضد الجيش السوري وحزب الله والقوات الإيرانية.. اشتبكوا مع فرع تنظيم القاعدة المحلي (جبهة النصرة)، وهزموا الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية.

وبالرغم من أن الغارات الجوية الأمريكية في العراق أحدثت بعض التقدم، فإن قادة عسكريين أمريكيين يقولون إنه لا يمكن سحق الإرهابيين إلا باستهداف ملاذاتهم في سوريا.

وفي الوقت الذي يتركز فيه الجدل داخل الولايات المتحدة على التكتيكات العسكرية ومستوى الدعم الشعبي وداخل الكونجرس لتدخل أوباما في سوريا، يحاول مسؤولون أمريكيون التوصل إلى نهج متناسق لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية وسط مجموعة واسعة من الحكومات والميليشيات.

نظرة على ما قد تطلبه الولايات المتحدة وما لا تطلبه من بعض اللاعبين الرئيسيين في المنطقة بحسب الوكالة:

- العراق:
هي محور الغارات الأمريكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية وتعد أولوية لأوباما.. تريد الولايات المتحدة من الحكومة الجديدة تحت قيادة رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي أن تكون شاملة بقدر الإمكان وأن تعيد القوى السنية إلى جانب الحكومة بعيدا من تنظيم الدولة الإسلامية.

تحاول واشنطن أيضا تطوير الجيش العراقي سريعا بعدما فر من معارك عديدة، وربما تواصل تسليح قوات البيشمركة العراقية.. كل هذه الجهود تهدف إلى دحر المتطرفين في ساحة القتال وعزلهم عن المجتمعات والمناطق الداعمة لهم.

إذا انصرفت العشائر السنية عن تنظيم الدولة الإسلامية كما حدث مع القاعدة في العراق خلال السنوات العشر الأخيرة، فإنها قد تؤثر على التجنيد المحلي للمقاتلين ومدى قدرة التنظيم على ايجاد ملاذات آمنة.

- سوريا:
هي محور المشكلة، فهي لاتزال علامة استفهام كبيرة بالنسبة لأوباما.

يقول الرئيس الأمريكي إن بلاده لن تتعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي تقاتل حكومته مقاتلي الدولة الإسلامية، وإنما تطالب بتنحيه عن السلطة بعد حرب أهلية دموية.. ونادرا ما يتواصل المسؤولون الأمريكيون والسوريون مع بعضهم البعض.

ومع ذلك تحتاج واشنطن إلى قوات برية مستعدة لتأكيد السيطرة على الأرض في حال توجيه ضربات ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وبالطبع لن تتشكل هذه القوات من جنود أمريكيين.
في سوريا، لا يوجد سوى بديلان فقط لجيش الأسد والإسلاميين، وهما قوات المعارضة المعتدلة والأكراد.

غير أن قوات المعارضة المعتدلة ضعيفة مقارنة بالمتطرفين والقوات الحكومية، وربما تحتاج مساعدة أمريكية لكي تستطيع الوقوف على قدميها.

عدم وجود جهة واحدة قادرة على ملء فراغ السلطة، قد ينزلق بسوريا إلى مستنقع الدول الفاشلة. وكصيحة تحذير، تحتاج واشنطن فقط إلى النظر إلى ليبيا التي ينعدم فيه القانون بعد ثلاثة أعوام من الإطاحة بحكم الدكتاتور الراحل معمر القذافي.

- تركيا:
هي شريك أمريكا الوحيد في حلف الناتو الذي يشترك في حدود مع سوريا، وسيتم الاعتماد عليها في أي جهود عسكرية هناك، على الأقل كدور داعم.

تريد إدارة أوباما أن ترى اجراءات وتحركات أكبر من حليفتها تركيا لمنع عبور المتطرفين والأسلحة إلى سوريا، ووقف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من تهريب النفط من سوريا إلى تركيا، التي تعد مصدرا كبيرا لعائدها.

إذا قررت واشنطن أن تكون أكثر دعما للمعارضة السورية، فإنها لابد أن تطلب من تركيا المساهمة بشكل أكبر في هذا الصدد، لاسيما أن معظم قيادة المعارضة المعتدلة تقيم في تركيا.

- المملكة العربية السعودية، مصر، الإمارات العربية المتحدة:
قد تسعى الولايات المتحدة إلى مشاركة قادة هذه الدول السنية المعتدلة في الشرق الأوسط في أي تدخل عسكري بالمنطقة. فهذه الدول تمتلك قوات جوية متطورة ومعدات عسكرية أمريكية، كما تتعاون استخباراتيا مع الولايات المتحدة وقد تحتشد في مهام خاصة. مشاركتهم ستضفي شرعية إقليمية كبيرة لأي حملة عسكرية تقودها الولايات المتحدة. واشنطن تأمل في توفير هذه الدول تمويلا خاصا وجنودا لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.

- قطر:
هي دولة سنية قيادية، وقد يشكل دعمها السياسي والعسكري عنصرا هاما. الولايات المتحدة تقول إن قطر لا تدعم تنظيم الدولة الاسلامية، لكنها قد تفعل المزيد للقضاء على التبرعات التي يوفرها مواطنوها للتنظيم. ومع امتلاكها مليارات الدولارات من عائدات النفط، قد تساعد الدولة الخليجية الصغيرة في تفريق المسلحين السنة الأقل تطرفا والذين انضموا للتنظيم إما بدافع اليأس من الوضع في سوريا أو التعرض للتهميش في العراق.

- الأردن ولبنان:

تواجه هاتان الدولتان تهديدا متزايدا من تنظيم الدولة الاسلامية، وتريد الولايات المتحدة عدة أشياء منهما. فالقوات الخاصة الامريكية والاردنية تتعاونان منذ بضع سنوات في سوريا، حيث تقومان بدراسة جماعات المعارضة وتوفران الأسلحة والتدريب لمن يعتبران أنهم يستحقون المساعدة.

ومن المحتمل أن يسعى الأمريكيون إلى دور عسكري نشط للأردنيين، لكنهم سيحتاجون إلى طمأنتهم بأن الولايات المتحدة ملتزمة بتدمير "الدولة الاسلامية".
الوضع بالنسبة للبنان أكثر تعقيدا، نظرا لنفوذ جماعة حزب الله الشيعية ومشاركتها الفعالة في القتال إلى جانب الأسد في الحرب الأهلية السورية.

وربما تأمل واشنطن في أن يظل لبنان يتعامل مع مشاكله الخاصة، ولا يضيف مواجهة سنية شيعية أخرى للمنطقة.

- إيران:
لا يتوقع الكثير من الدولة صاحبة العلاقات الأكثر عدائية في العالم. لا يوجد مجال للتعاون بين واشنطن وطهران. فهناك خلافات كبيرة بين البلدين حول سوريا، حيث تقاتل قوات إيرانية إلى جانب الأسد فيما تدعم الولايات المتحدة جماعات تريد الإطاحة به. ومع ذلك، فعندما ظهر تنظيم الدولة الإسلامية اقتربت المصالح الأمريكية والإيرانية. حتى أن مسؤولين من البلدين أجروا محادثات نادرة في هذا الشأن. كما يشعر الأمريكيون بارتياح لدعم إيران للحكومة العراقية الجديدة.

- روسيا:
تسعى واشنطن للحصول على دعم سياسي من موسكو وتطلب منها أن تكون بمثابة وسيط مع سوريا وغيرها من الحكومات في الشرق الاوسط التي لا تمتلك الولايات المتحدة علاقات معها.

التوتر حول الوضع في أوكرانيا سيجعل مستوى التعاون بين البلدين متواضعا. كما لن يسمح الكرملين بتمرير تفويض أممي لاستخدام القوة في سوريا.

وقد تطلب واشنطن من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الضغط على الأسد لتقليل مخاطر المواجهة مع تنظيم الدولة، خاصة إذا استخدمت الطائرات الأميركية المجال الجوي السوري أو عبرت قواتها إلى أراضيها.

- أوروبا:
الولايات المتحدة ستعتمد على أقرب حلفائها لتوفير دعم إنساني كبير للعراقيين والسوريين الذين وقعوا فريسة لتنظيم الدولة الإسلامية.

واشنطن سترحب بأي عمل عسكري من قوى مثل بريطانيا وفرنسا، لكن القلق الأمريكي الأكبر يتركز على تمركز مقاتلي تنظيم الدولة في أوروبا.

وتريد الولايات المتحدة تصعيد اليقظة تجاه آلاف الأوروبيين الذين يحاربون ضمن قوات تنظيم الدولة في العراق وسوريا.

ويعد هذا القلق متبادل، حيث أن معظم المواطنين الأوروبيين يستطيعون زيارة الولايات المتحدة بدون تأشيرات سفر، كما يستطيع الامريكيون التنقل بحرية في أوروبا.

ويرى مسؤولون في المخابرات الامريكية أن مقاتلي الدولة الإسلامية الذين يحملون جوازات سفر أمريكية أو غربية يشكلون أكبر تهديد إرهابي اليوم للولايات المتحدة.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان