إعلان

بداية جديدة / الاعتذار قوة أم ضعف؟

فاطمة مصطفى

بداية جديدة / الاعتذار قوة أم ضعف؟

فاطمة مصطفى

أ. الصحة النفسية والعلاقات الأسرية

07:00 م الأربعاء 12 أكتوبر 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

نتعرض على مدار حياتنا لمواقف تجعل منك شخصا غريبا عن نفسك ... وتكون نتيجة هذه المواقف بالطبع سلبية وغير مرضية لك أو للأشخاص المحيطين بك، ومن الممكن أن تقع في أخطاء تجعل منك شخصا سيئا وغير متزن وتصرفاتك وأفعالك غير صحيحة وليس في محلها ويتطلب منك كل هذا وقفة مع النفس وعدم خلط الأمور ببعضها البعض وتصحيح المسار وأيضا الاعتذار مع توضيح الموقف وإعادة هيكلة كل ما حدث من أضرار .... ويأتي هنا السؤال المهم ومحور هذا المقال: هل الاعتذار قوة أم ضعف؟؟ هل الاعتذار يقلل منك أم يغير من نظر الأفراد لك ويعطيك قيمة أكبر؟؟ بكل بساطة ووضوح تعال معي عزيزي القارئ نتعرف على رأي علماء النفس والاجتماع في الرد على هذه الأسئلة ..

الاعتذار ليس قوة أو ضعفا...الاعتذار تربية وأخلاق وتنشئة اجتماعية سليمة وأساس مبني على تقبل الغلط والاعتراف به والعمل على تصحيحه .... مراجعة النفس بطريقة سليمة وصحيحة والعمل على تصحيح مسارها.. ولقد كتبت فيما مضى مقال (وقفة مع النفس) يتكلم عن محاسبة النفس بالتفصيل.. الاعتذار يجبر أي إنسان سويّ وطبيعي أن يحترمك وتكبر في نظره بل ويعطيك مكانة في قلوب الآخرين، ويحدث بينكم تواصل اجتماعي إيجابي.

الاعتذار عند الخطأ معناه أني شخص قادر على مراجعة نفسي مرة أخرى ومحاسبتها وأني شخص واع وناضج وقادر على التحكم والحكم السليم على الأمور، الإنسان العاقل ليس الذي لم يخطئ أبدا ولكنه الذي يتعلم من أخطائه ويحسن من نفسه دائما بل ويتفوق على غضبه وانفعاله ومدى سيطرته على الأمور وقت الغضب.. كل هذه الأمور وصفها علماء النفس والاجتماع بأنها خاضعة للتنشئة الاجتماعية لدى الفرد ومدى التربية السليمة التي تلقاها الفرد داخل الأسرة.

وأيضا كل الأديان السماوية تدعو إلى حسن الخلق والتسامح وجبر الخواطر ومساعدة الضعيف وإكرام الضيف وإماطة الأذى والاعتذار عند الخطأ... هل بعد كل هذا نستطيع أن نحكم على الاعتذار على أنه ضعف.. أفتكر من خلال هذه النقاط محتاج إلى أن نراجع أنفسنا مرة أخرى.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" حديث صحيح ومتفق عليه بين كل الأئمة ...هل ما زلت عزيزي القارئ تسأل نفسك: هل الاعتذار قوة أم ضعف؟

يقول الله سبحانه وتعالى "وإنك لعلى خلق عظيم" وكان هذا وصفا شاملا لسيدنا محمد لكل الصفات الحميدة التي يحثنا عليها الله سبحانه وتعالى ليس فقط في القرآن ولكن كما ذكرت فيما سبق في كل الأديان السماوية وأيضا كتبت فيما مضى مقالا سابقا بعنوان (الأخلاق) ... نصل هنا إلى نقطة هامة جدا أن علماء النفس والاجتماع وأيضا رجال الدين اتفقوا على أن الاخلاق ويندرج منها صفة الاعتذار من الصفات التي أمرنا بها الله سبحانه وتعالى ونادت بها كل الأديان.. هل بعد كلام الله يوجد كلام مخالف والعياذ بالله؟ هل تسأل نفسك عزيزي القارئ إلى الآن هل الاعتذار قوة أم ضعف؟

كل ما علينا أن نرجع إلى كلام الله سبحانه وتعالى وننفذ أوامره ونتبع سنة نبيه ونراجع أنفسنا مرة أخرى ونتعامل بمبدأ الرحمة والمودة وليس العند والكراهية ومحاربة النفس الأضعف منك لكي تنعم بسلام داخلي وحياة مليئة بالاستقرار وتقارب اجتماعي سليم داخل المجتمع .... ومن هنا إذا تعاملنا مع أخطائنا على أنها دروس مستفادة تجعل من كل فرد إنسانا إيجابيا وصورة أفضل مما كان عليه سوف نصل إلى بداية جديدة ولكنها مختلفة ... مختلفة للأفضل دائما.

بداية جديدة ...

إعلان