إعلان

ما بعد فيينا... بقليل!

محمد حسن الألفي

ما بعد فيينا... بقليل!

محمد حسن الألفي
07:00 م الثلاثاء 30 نوفمبر 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

دخلت الأطراف الأوروبية والأمريكية والإيرانية محادثات الجولة السابعة حول الملف النووي الإيراني في فيينا، دون جدول زمني محدد، مع استعداد لحل عسكري!

ذهبت إيران إلى محادثات قالت إنها تأمل ألا تبلغ طريقا مسدودا، وهدفها من الحضور في ظل إدارة رئيس جديد متشدد هو إبراهيم رئيسي، رفع العقوبات. من أجل هذا كانت الجلسة الأولى عن رفع العقوبات، والجلسة التالية عن الالتزامات. رفع العقوبات سيوفر لخزينة طهران مليارات الدولارات، تنفقها في إرضاء الجماهير الساخطة في الشارع الإيراني بسبب تردي الوضع المعيشي، كما تنفقها في تصدير الإرهاب، وزعزعة الاستقرار وتمويل حزب الله في لبنان وفي العراق، وفي جنوب سوريا، والأخير تحت الإنشاء!

أضف إلى هؤلاء تمويل وتسليح الحوثيين، ومن اليمن إلى القرن الإفريقي.

دخلت إيران المفاوضات وسبقتها بالإعلان أن برنامجها الصاروخي خارج الطاولة، ومشكلات المنطقة ليست موضع مناقشة، ووافقت أمس على البناء على ما تم الاتفاق عليه في الجلسات الست السابقة... ولم يكن كثيرا.

أما أمريكا فتتطلع بقوة إلى حل يمنع إيران من الوصول الوشيك إلى سلاح نووي، تبتز به المنطقة برمتها، وأولهم إسرائيل، ودول الخليج...

فيما تتباحث طهران فإنها خصّبت بالفعل ٦٠% من اليورانيوم، وتواصل العمل لبلوغ ٩٠%، أثناء التفاوض، لوضع الدول المعنية أمام الأمر الواقع.

في الوقت ذاته، أعلنت إسرائيل عن زيارة متوقعة قريبا لوزير دفاعها إلى واشنطن، كما أن تل أبيب تبادلت معلومات نووية عن إيران مع حلفائها. من ناحيته، أعلن البنتاجون أن الحل العسكري وارد، وأكدت إسرائيل أن خطط العمليات العسكرية للقضاء على المشروع النووي الإيراني باتت كاملة. ونسقت كل من لندن وتل أبيب جهودهما في هذا السياق متفقتين على ألا تحصل إيران أبدا على سلاح نووي. بالطبع كل من على الطاولة في فيينا يطمع ألا تفشل المفاوضات، لأن البديل حرب إقليمية، لا تحتملها المنطقة، ولا الوضع الاقتصادي العالمي. سيناريو الفشل السياسي يتبعه، إن لم يقطعه، سيناريو العمل العسكري. هل ستبدأ إسرائيل ضرباتها الإجهاضية تستأصل بها جذور وروافد المشروع النووي، وتسويه بالأرض... كما فعلت بمفاعل العراق في الأزيرق، أيام بيجن والسادات وصدام؟ وهل إيران من الضعف بحيث تنتظر الضربة الإجهاضية، بينما تمتلك صواريخ باليستية فائقة الدقة باعتراف قيادات عسكرية أمريكية، يمكنها تدمير إسرائيل، كما يردد الخطاب البلاغي للحرس الثوري الإيراني منذ سنوات؟ هل ستعاقب إيران، بعد الضرب، جيرانها في الخليج، انتقاما منهم ومن الموقف الأمريكي، وضربا لمصالح واشنطن الأمنية والاقتصادية في الخليج؟

ماذا عن موقف الأطراف المتشابكة مصيريا، مثل الدور المصري المعلن: أمن الخليج أمن مصري.

تداعيات المشهد العسكري مخيفة، والتكلفة باهظة في المال والأرواح والبنى التحتية، فضلا عن احتمالات وجوانب كانت فوق الخيال: أن يقاتل العرب جنبا إلى جنب مع إسرائيل... ضد عدو مدجج بالنووي، جمعهما معًا الخطر المشترك!

كل هذه الحسابات واردة، في عواصم وعقول المفاوضين في فيينا... يريد الجميع حلا دبلوماسيا... من وجهة نظره..

الأيام القادمة ستطرح إفرازاتها الخاصة.. خططا.. وعمليات أو مشهدا احتفاليا... يجمع أطرافا نصف سعيدة... نصف ساخطة، شأن أي صفقة قاسية التفاوض.

إعلان