إعلان

الانتقام.. مع عهد وسيدنا يوسف البرنس !

محمد حسن الألفي

الانتقام.. مع عهد وسيدنا يوسف البرنس !

محمد حسن الألفي
05:47 م الثلاثاء 26 مايو 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

حين تنتقم من القاتل بقتله صرت مثله قاتلا، تساويت معه. مسلسلان كبيران، اشتغلا على تيمة الانتقام، وهي فكرة رئيسية قديمة مأخوذة من الرواية الشهيرة (الكونت دي مونت كريستو) شاهدناها فيلما أجنبيا، وفي أمير الانتقام، ثم أمير الدهاء، ثم لنور الشريف في فيلم "دائرة الانتقام".

وحتى اليوم يظل أخذ الحق بالقوة الشخصية موضوعا محببا للسينما والتليفزيون. في خيانة عهد للنجمة يسرا ردت على خيانة إخوتها لها، تآمروا على حرق قلبها بقتل ابنها الوحيد الذي كرست حياتها له، بأن دبرت لهم جميعا الطريق إلى الشنق أو المؤبد. خططت ونفذت، وصارت مجرمة مثلهم. هل كان السكوت مطلوبا؟ هي لجأت للقانون، وأتاحت للعدالة التمكن منهم، لكنها من دست المخدرات لأختها بكميات تجارية، وهي من أبلغت شرطة الكمين عن طريق تاجر مخدرات اشترته بالمال الوفير، فتم القبض على أختها (قاتلة ابنها) وهي من دفعت أخاها لقتل زوجته، وصورته عن طريق الشمامة صديقة أختها فرح، التي اشترتها بالضغوط والمال؛ لإحكام المصائد من أجل الإيقاع بقتلة ابنها؛ كانت الشمامة المبرشمة تحبه وهي في سن أمه إلا قليلا!

وفي مسلسل البرنس، تجد العجب الذي لا عجب بعده! أريد، أولا، الإشارة إلى أنني لا أحب محمد رمضان، ولكنى شاهدت المسلسل لمعرفة حقيقة الإعجاب الطافح بالأداء الصراخي لأحمد زاهر والغريب الجديد على شخصية روجينا. قلت أتابع، ثم إن الناس كتبوا أن رمضان ليس بلطجيا في البرنس، وأنه الكونت دي مونت كريستو، مظلوم، ومن إخوته، وأنه شبيه سيدنا يوسف في الظلم والسجن.

بالطبع المؤلف هو المخرج، والمخرج هو المؤلف، وبعيدا عن رفضي المطلق الشخصي لفكرة أخذ الحق بالذراع في تسعة أيام، والدعوة لمطاردة من ظلمه والانتقام، فإن المنطق الفني غاب عن وعي المؤلف في نقاط عديدة:

فالبرنس الملاك المظلوم قتل، ونقل قتيله إلى فراش أخيه فكيف دخل فيلّته ووضعه في فراشه دون أن يشعر زاهر، وهو الموتور القلوق؟! وكيف وهو تاجر مخدرات ينام، ويشخر؟ وأين كانت حراسته وعصابته؟

وبعيدا عن "وساخة" زنى المحارم واهتزاز السماوات والأرض، فكيف لم تحبل فدوى من ياسر- أخي البرنس، وهي تعلم أنها لن تحبل، بتقرير طبي مزور من زوجها فتحي؟! فالقابلة للحمل تحتاط إن عاشرت في الحرام، فهل احتاطت وهي تضاجع أخي زوجها؟ مستحيل! فكيف، إذن، لم تحبل وهي أصلا قابلة للحمل؟ (التحليل الأخير من حوار معمق بيني وبين المخرج وليد حسني).

ثم الانتقام بالإيقاع والوقيعة اختصر التطويل في آخر ثلاث حلقات.

تم تقديم محمد رمضان في عمل "خيري" لغسل تاريخ طويل من السنج والسيوف وتبييض صفحته بالشقراء الملونة نور.

مع ذلك فإن العمل كان مشوقا مليئا بالأحداث، لأن المؤلف ضرب يده في بئر الغريزة، وخرج بالقاذورات الغريزية كلها، وضفرها معًا، بعض الضفائر أفلت، والبعض ترهل، لكن الخلطة كلها اكتملت مع الروائح الكريهة.

المكسب البارز كان في الأداء الرفيع الناضج لصفاء الطوخي، وسلوى عثمان، وأحلام الجريتلي، حوار المشاعر والنظرات والانفعال المحسوب المضبوط. وكذلك الشاب الواعد أحمد داش بلا صراخ أو تبريق.

أحمد زاهر أميتاب باتشان المسلسل كان ينقصه جر الطيارة بالحبل! لو ضبط حنجرته. وحسب زمجرته، وسخّر ملامحه ونظراته بديلا، كما فعل في الطوفان تحت سيطرة محمد خان لحصل على الجرعة الصحيحة.

روجينا صادمة بالمكياج واللغة والحنجرة كانت مختلفة، وأقنعتنا بأنها وحش آدمي بلا مشاعر، أداء جديد مرتفع الوتيرة صوتها هو سلاحها، كان ينقصها تكدر صفاء العيون؛ فهي نقية طول الوقت ألفاظها المبتدعة كانت جملا تصويرية.

خيانة عهد والبرنس عملان من أعمال دراما الانتقام، عادة المنتقم لا يسلم من نتائج انتقامه.. ربما كان انتقام عهد لمصلحتها، لكنها لم تبشر بدعوة الناس إلى الاقتداء بها.

سيدنا البرنس بشر، ودعا الناس إلى أخذ الحق عنوة في تسعة أيام. لم يبلطج بعضلاته وسيوفه، بلطج بلسانه وهو مظلوم وورع. هنا مكمن الخطأ، والخطر شيء فاق وعي المؤلف المخرج.

بالمناسبة أخت المؤلف المخرج ريم سامي كانت ممثلة جيدة، وظلموها في النقد لمجرد أنها أخته.

شخصيا، أفضل انتظار جثث أعدائي تطفو على سطح النهر وأنا جالس بحافته، كما يقول المثل الصيني.

إعلان